Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

خلال كلمة في المؤتمر الدولي الـ 36 للوحدة الإسلامية

القيادي أبو شاهين: نهضة الأمة وتحقيق وحدتها مرتبط بتحرير القدس وفلسطين من الاحتلال

cCvkm.jpg
قناة فلسطين اليوم - طهران

أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشيخ علي أبو شاهين، أن الأمة في هذه المرحلة تمر بمخاض كبير، مشيرًا إلى أن هذا المخاض يبرز من مجموعة من الأزمات المعقدة والخطيرة، بعضها من صنعنا وبعضها من صنع أعدائنا والبعض الآخر من صنع عصرنا وتعقيداته وتحدياته.

حديث أبو شاهين جاء خلال كلمة ألقاها في المؤتمر الدولي الـ 36 للوحدة الإسلامية، الذي يعقد في العاصمة الإيرانية طهران تحت شعار "الوحدة الإسلامية وإحلال السلام وتجنب الصراع في العالم الإسلامي" والذي افتتح يوم الأربعاء بحضور رئيس الجمهورية الإسلاميّة في إيران السيد إبراهيم رئيسي وحشد من الشخصيات الفكرية والدينية من دول العالم الإسلامي.

ويشارك في المؤتمر وفد من حركة الجهاد الاسلامي برئاسة عضو المكتب السياسي عبد العزيز الميناوي ويضم مسؤول حركة الجهاد في الساحة اللبنانية الشيخ علي أبو شاهين ومسؤول العلاقات اللبنانية للحركة في لبنان محفوظ منور.

وشدد على أن كل هذه الأزمات ناتجة عن وجود التحدي الأساسي الذي واجه الأمة من بدايات القرن الماضي والمتمثل بالهجمة الاستعمارية الغربية الحديثة والمعاصرة، والتي لم نستطع تجاوزها بالتنمية والحداثة والعلم لأنها كرست تحديات كبيرة أطبقت بها على الأمة.

وأضاف أبو شاهين "هذه التحديات الأساسية شكلت مثلثا خطيرا أضلاعه التغريب والتجزئة والكيان الصهيوني، وأن ذلك يستدعي مثلثا مضادا هو مثلث المواجهة الأمثل أي الإسلام والوحدة وفلسطين، وهي مرتبطة ببعضها بعلاقة جدلية".

ولفت أبو شاهين إلى أن التغريب كان من خلال الغزو الثقافي يسبق أي احتلال عسكري أو هيمنة سياسية أو اقتصادية لأنه يصنع التبعية التي تسهل عملية الهيمنة، وهدفه دوما النيل من دين الأمة وثقافتها وهويتها.

وأوضح أن الهدف هو النيل من الإسلام، متابعًا "اليوم نشهد هذه الحملات من التطبيع وطرح الديانة الابراهيمية والدعوة لنشر الإلحاد والثقافة الغربية في مجتمعاتنا باستخدام التقنيات وتكنولوجية المعلومات ووسائل التواصل، وهو ما أشار إليه سيادة الرئيس ابراهيم رئيسي في كلمته".

ودعا أبو شاهين إلى ضرورة تجديد الخطاب ووسائل الدعوة ومراجعة طريقة تقديمنا للإسلام وخاصة لفئة الشباب، مشددًا على أن هذه مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق الحركة الاسلامية اليوم.

وأردف أبو شاهين: أما تحدي التجزئة والتقسيم منذ سايكس بيكو ازداد اليوم وانتقل لمشروع إثارة الفتن، والنعرات الطائفية والمذهبية والعرقية، وأخطره مشروع الادارة الامريكية التي تبنت نظرية "حدود الدم" التي طرحها رالف بيترز عام 2006، لأن مشروع التقسيم فيها يتطلب موجات من الحروب الأهلية والعنف حيث قال في مقالته (إن هذا التقسيم لن يحدث إلا بعد أن تسفك دماء مئات الآلاف من أبناء المنطقة، وان لا محالة من إراقة هذه الدماء)

وجد الدعوة لتفويت الفرصة قدر المستطاع ونشر الوعي بأهمية الوحدة، مؤكدًا أن أفضل طريقة لنجاح ذلك هو بنشر ثقافة التعايش، والتوحد والالتقاء على مشروع سياسي وأهداف مشتركة وقضية موحدة وهي قضية العصر، فلسطين، والعداء للكيان الصهيوني ومواجهته لأنه يمثل ركيزة المشروع الاستعماري اليوم، ودوره الوظيفي دعم مشروعي التغريب والتجزئة.

وأكمل أبو شاهين "فلسطين في هذا المخاض الذي تشهده الأمة والمنطقة لا يراد لها أمريكيا ان تكون في عقول الآخرين سوى ملف يجب أن يطوى، ويجب أن لا يبقى هناك شيء اسمه القدس في العقل والوجدان العربي والإسلامي".

وشدد على ضرورة إبقاء القدس جزءا أساسيا من عقيدتنا وثقافتنا، مرجعًا ذلك إلى أنها أولى القبلتين، ومسرى نبينا ومعراجه إلى السماء، ولا بد أن تكون جزءا من برامج عملنا اليومية.

وشدد ابو شاهين على ان نهضة الأمة وتحقيق وحدتها سيبقى مرتبطا ارتباطا جدليا بتحرير فلسطين والقدس من الاحتلال الصهيوني، أي لا وحدة بدون القدس وفلسطين ، ولا قدس وفلسطين بدون الوحدة.

ودعا إلى التصدي للدعوات المشبوهة التي تروج لها الخارجية الأمريكية والسفارات التابعة لها في المنطقة ، وتنسبها إلى سيدنا ابراهيم عليه السلام ، وترعاها دول في المنطقة لفتنة المسلمين عن دينهم وترويج عقائد جديدة تمهد للتطبيع الديني مع العدو ، تحت شعارات مخادعة من التعايش والتسامح.

واعتبر ابو شاهين ان تحقيق الوحدة الاسلامية يحتاج الى مشروع عملي تجمع عليه الأمة، يترجم نتائج هذه المؤتمرات واقعا ملموسا ...

وقال "إننا في حركة الجهاد الاسلامي قد رفعنا منذ انطلاقة حركتنا شعار فلسطين هي القضية المركزية للأمة الاسلامية بما تمثله القدس وفلسطين لنا جميعا، فقضية فلسطين بأبعادها القرآنية والتاريخية والواقعية، هي العروة الوثقى التي يجب أن تستمسك بها الأمة، وتلتف حولها، هدفا لنهضتها، وتتويجا لوحدتها ولذلك نجدد التأكيد على ان تكون فلسطين هي بوصلة الوحدة الاسلامية، لنحقق وعد الله في الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك وهزيمة المشروع الصهيوني".

وختم ابو شاهين بأن حركة الجهاد تعاهدكم انها ستبقى في الخندق الأمامي في مواجهة العدو الصهيوني ومشروعه ، وفي حالة من الاشتباك الدائم معه ، كما شاهدتم بالأمس ما جرى في الضفة والقدس ، وكما شاهدتم في المواجهة الاخيرة التي خاضتها الحركة في معركة وحدة الساحات . وستبقى الحركة على نهجها بإبقاء جذوة الصراع مشتعلة حتى يتحقق الوعد الإلهي بالمواجهة الكبرى مع هذا الكيان ونحن على ثقة أن المستقبل للإسلام، المستقبل لهذا الدين، لهذه الأمة، (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) ، ( كتب الله لأغلبن انا ورسلي), ( وإن جند الله لهم الغالبون), نسأل الله أن نكون جميعا من جند الله ، وان يحقق على أيدي هذه الأمة الوحدة والنصر والعزة والكرامة.