أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين د. يوسف الحساينة أن انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي تأتي في ظل التغيرات العديدة التي تحدث في العالم والتحديات الكبيرة إلا أن الحركة ظلت فلسطين بأبجدياتها القضية المركزية للعالم، عبر السياقات التاريخية والدينية.
وقال د. الحساينة لإذاعة صوت القدس حول الذكرى الـ 35 على الانطلاقة الجهادية: "إن الجهاد الإسلامي جاءت استجابة، للتحدي الذي فرضه الغرب، على المنطقة بعد اتفاقيات الاستعمار، التي كانت سبباً في زرع الكيان الصهيوني في أحضان العرب، والحركة انطلقت لتكون رأس حربة المواجهة مع هذا المشروع".
وذكر أن انطلاقة الجهاد جاءت بعد خوضها معركة وحدة الساحات، التي دافعت من خلالها عن الشعب الفلسطيني، إذ أن المعركة والمعارك التي خاضتها الحركة سابقًا تأتي في سياق حقها التاريخي الإنساني والقانوني؛ وهي بذلك شكلت حضوراً كبيراً، في المنطقة.
وأشار إلى أن الجهاد تمتلك القرار بالدخول في مواجهة مع الاحتلال باقتدار، في أي وقت تراه مناسباً، وهذا متغير لافت، مبينًا أن الاحتلال حاول كسر الجهاد باغتيال قادتها إلا أن الحركة أثبتت أنها صاحبة قرار، وقد ضربت العمق الصهيوني بكل قدرة وثبات.
وأضاف: "إن وحدة الساحات أثبتت أن منطلق الحركة فلسطيني صرف، وأن تحركها لا يأتي إلا وفق المصلحة الوطنية.
وقال د. الحساينة: "إن استنساخ نموذج المقاومة بالضفة، هو متغير مهم في حضور القضية الفلسطينية، فالتداخل الجغرافي والديموغرافي، بين شعبنا والاحتلال، يعطي زخماً كبيراً لنجاعة هذا الخيار، ويُعزز من فكر الجهاد.
وحول العلاقة مع محور المقاومة أكد د. الحساينة أن محور المقاومة في الإقليم يزداد قوة، وهذا متغير كبير، يُعزز من الجهاد الإسلامي، التي تتصدى لمحاولات الاستعمار بسلخ العرب عن القضية المركزية.
ولفت إلى أن دولة الاحتلال اليوم مردوعة، ودليل ذلك ما يحصل في لبنان، وما ثبتته غزة التي باتت صاعدة بقوة الجهاد وفصائل المقاومة بوجه المشروع الصهيوني في المنطقة.
وفيما يتعلق بالتطبيع بعض الأنظمة العربية مع الاحتلال قال: "إن الشعب الفلسطيني دفع تكلفة تطبيع الدول العربية مع الاحتلال، بأكثر من الثمن الذي يدفعه لخيار المقاومة، الذي يمثل كرامتنا، في حين أوصلنا خيار "التسوية" إلى متاهات، وضياع للحقوق".
وفي سياق نشأة حركة الجهاد الإسلامي قال د. الحساينة: "إن الدكتور فتحي الشقاقي عندما وضع اللبنة لحركة الجهاد؛ توجها بدراسات مستفيضة لواقع القضية، إذ زاوج بين منطلقي الوطنية والدين، من خلال أيدولوجية الإسلام الباعثة بالدفاع عن فلسطين؛ للتخلص من الغدة السرطانية الصهيونية من القلب العربي".
وأشار إلى أنه لا يمكن للأمة أن تتحرر من واقع التغريب؛ ما لم تضع قضية فلسطين مركزية للصراع؛ لأن امتداد العدو الصهيوني يأتي لزعزعة الواقع العربي والإسلامي.
ولفت إلى أن د. رمضان شلح رسَّخ حضور الحركة في فلسطين، وعزز من خيار المقاومة؛ خاصة مع تزايد العمليات البطولية التي خاضها أبناء الجهاد.
وبين أن مواقف الأمين العام القائد زياد النخالة، أكدت على مبادئ الحركة، وحضورها، خاصةً في معادلة وحدة الساحات، ونحن ندرك خصوصية كل ساحة، وعلى رأسها غزة؛ التي تمتلك الردع في وجه العدو الصهيوني.
وذكر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي د. الحساينة أن تعدد الساحات يفرض تعدد أشكال المواجهة، ونحن في الجهاد من واجبنا استدامة هذه المقاومة حتى الخلاص من الاحتلال.
وفيما يتعلق بملف الأسرى أشار د. الحساينة إلى أن الاحتلال يحاول عزل الأسرى داخل سجون الاحتلال عن الواقع النضالي؛ ولكن العمليات التحررية على طول الصراع، أثبتت عكس ذلك، وحركة الجهاد تضع الأسرى على رأس الأولويات.