الريحان ...نبات أخضر ذو رائحة ذكيّة وقدرات جبّارة، قادر على تهدئة اضطرابات الجهاز الهضمي.
عندما يُشدّد خبراء التغذية على ضرورة إدخال الخضار إلى يوميّاتنا ومختلف أطباقنا، هُم لا يعنون بذلك الإكتفاء بالبندورة، أو الخيار، أو الفلفل... بل المقصود الحصول على طبق لذيذ يضمّ مختلف الألوان والأشكال، خصوصاً الخضار الورقيّة الخضراء بكلّ أنواعها: البقلة، النعناع، الروكا، السبانخ، والريحان...
في الواقع، تتمتّع الخضار الورقيّة الخضراء بخصائص عدّة تدفعك إلى تناولها بانتظام، فهي تساعد في خسارة الوزن، والسيطرة على معدل ضغط الدم وبالتالي خفض أمراض القلب، وحماية البصر من الضمور البقعي وإعتام عدسة العين... لكن ماذا عن خصائص الريحان؟
مَنجم من مُضادات الأكسدة
يحتوي الريحان مجموعةً منوّعة من المواد المُضادة للأكسدة، مثل: الفلافونويد، والأحماض الفينوليّة، وحامض الـ Rosmarinic خصوصاً.
أمّا في ما يخصّ المعادن والفيتامينات، فهو غنيّ بالفيتامين K المعروف بدوره الأساسي في عدم تخثّر الدم، ويُشكّل مصدراً مهمّاً للبروفيتامين A، ومعدني الكالسيوم والفوسفور اللذين لا غنى عنهما لعظام قويّة وأسنان صحّية.
مُحاربة الإضطرابات الهضميّة
يشتهر الريحان تحديداً بخصائصه الهضميّة والمُضادة للتشنّج: فهو يُحسّن عمليّة الهضم، يُحارب الغازات المِعويّة، يُعالج النفخة، يُداوي تشنّجات المعدة وأوجاع أخرى تُصيب هذه المنطقة.
فإذا واجهتَ صعوبةً في الهضم، يمكنك الاستعانة بالريحان على شكل:
- توابل: ضَع ملعقة كبيرة من الأوراق المفرومة في اليوم.
- شراب: ضَع بضع أوراق من الريحان في كوب من المياه الساخنة، واحتسِ هذا المشروب ثلاث مرّات إلى أربع يومياً بعد تناول الوجبة الرئيسة.
- زيت أساسي عن طريق الفم: أسكب قطرة أو قطرتين منه على قطعة خبز، مرّتين إلى ثلاث مرّات يومياً، على أن تستهلك 6 قطرات كحدّ أقصى.
علاجات أخرى
إضافة إلى المنافع المذكورة، وَجَد الأطبّاء والعلماء أنّهُ يُمكن الإستعانة بالحبق لمُداواة مُشكلات صحّية أخرى، تحديداً:
- تهدئة السعال وآلام الحلق: يمكنك اللجوء إلى زيت الريحان الأساسي وتناوله عن طريق الفم، أو تحضير مزيج من الريحان والصعتر وإكليل الجبل.
- خفض الإلتهابات الناتجة من تهيّج الجلد، أو تهدئة لدغة الحشرات: ضع أوراقاً طازجة من الريحان في قليل من المياه الساخة، ثمّ اسكبها في الكمّادة وضَعها على الجرح.
- التغلّب على التعب العصبي واسترخاء العضلات: ضع 10 قطرات من زيت الريحان الأساسي في مياه الاستحمام. يُفضّل سكبها في الصابون المُخصّص الذي تريد استخدامه.
- زيادة القدرة على مقاومة التعب وتعزيز التركيز: لا يوجد شيء أفضل من الحصول على بضع قطرات من الزيت الأساسي عن طريق الفم لبلوغ هذا الهدف.
تحذيرات وقائيّة
يمكن لعشب الريحان الطازج أن يؤدي إلى تفاعلات خطيرة عند الأشخاص الذين يتّبعون علاجاً مُضاداً للتخثّر. لذا، يجب التحدّث إلى الطبيب أوّلاً قبل المُباشرة في استهلاكها، فهو سيُحدّد الجرعة المسموحة التي يجب عدم تخطّيها. أمّا زيت الريحان الأساسي فلا يُنصح به خلال الحمل أو الرضاعة أو حتّى عند الصغار.
وبما أنّ الزيت الأساسي يحتوي مُركّب الـ Estragole الذي قد يصبح مُسرطناً في حال استخدامه بجرعات عالية جداً، يجب عدم الاستعانة به نهائيّاً بطريقة مُبالغة ولفترات طويلة تتخطّى الثلاثة أسابيع.
يُذكر أنّ الريحان يتأكسد سريعاً ويتغيّر عند وضعه في الطبخ. لذا، وحفاظاً على رائحته الذكيّة، يُفضَّل إضافته في الدقيقة الأخيرة من انتهاء الطعام.