الأميـــبا كائن حيّ صغير وحيد الخلية يمكن رؤيته تحت المجهر. تتغيَّر الأميبا في الشكل ويتغيَّر طولها من 0,25مم إلى 2,5مم. تعيش بعض الأميبا في الماء والتربة الرطبة ويعيش بعضها الآخر في أجسام الحيوانات والبشر.
يتشكّل جسم الأميبا من خلية واحدة فقط وتعتبر هذه الخلية كتلة عديمة الشكل من البروتوبلازم (المادة الحيّة الأساسية الهلامية الموجودة في خلايا كل الكائنات الحيّة). يحيط بالبروتوبلازم غشاء رقيق مرن يحميها ويجعلها متماسكة. يدخل الماء والغازات إلى الأميبا ويخرج من خلال هذا الغشاء.
ولابد للأميبا أن تغيِّر شكل جسمها لكي تستطيع الحركة. تدفع البروتوبلازم الغشاء المرن لكي تشكل امتدادًا أصبعي الشكل يسمى القدم الزائفة، ثم تظهر كل البروتوبلازم كأنها تتدفق في هذا الامتداد. ولكل خطوة يجب أن يتشكّل امتداد آخر لقدم زائفة أخرى. وتسمَّى الخلايا التي تتحرك بهذه الطريقة الخلايا الأميبية. وعليه فإن كريات الدم البيضاء في الكائنات البشرية هي خلايا أميبية.
تأكل الأميبا الكائنات الحية المجهرية وجسيمات المواد الميتة والمتحللة. وتبتلع طعامها بالالتفاف البطيء لأرجلها الزائفة حول جسيم الطعام. وبهذه الطريقة يدخل الطعام إلى داخل الخلية. يُسمَّى جزء الخلية الذي يحتوي على الطعام حويصلة الطعام. وهي تطفو في البروتوبلازم حتى يتم هضم الطعام، ويطرح جميع الطعام غير المهضوم خارج الخلية.
لابد للأميبا التي تعيش في المياه العذبة أن تتحكم في الماء الداخل إلى أجسامها وإلا فإنها ستنفجر. ولديها حويصلة قابلة للتقلص تجمع الماء الزائد الذي دخل في الخلية.وعندما تمتلىء الحويصلة بالماء فإنها تُفْرغ من خلال غشاء الخلية.
تتكاثر الأميبا بالانشطار، عندما تصل إلى حجم معين. تنقسم النواة وهي كتلة من بروتوبلازم خاص، أولاً ثم ينقسم باقي الجسم. وينتج عن هذا الانشطار خليتان وليدتان. وتستطيع كل خلية من هذه الخلايا الوليدة الجديدة، أن تنمو وتتغذّى وتنقسم.
ومعظم الأميبا ليست ضارة بالإنسان. ولكن هناك نوعًا واحدًا يمكن أن يسبب مرضًا خطيرًا يُدعى الزحار الأميبي، عندما يدخل إلى الأمعاء الغليظة. انظر: الزحار.
العامل المسبب :
أنتاميبا هستوليتيكا Antamoeba histolytica .
وهو النوع الوحيد من الأميبا المرضية للإنسان , و الطفيل يتواجد في القردة بكثرة و اقل تواجد في الكلاب و القطط و الفئران .
دراسة و بائية المرض :
تحدث العدوى نتيجة ابتلاع الحوصلة الأميبية المعدية الناتجة من الأشخاص المصابين و الحاملين للعدوى أو الناقهين من المرض و الذين يعتبروا أهم بؤرة لنشر العدوى بالمرض .
و عادة تنتقل الحويصلات المعدية مع الغذاء الملوث بأيدي الحاملين للعدوى أو بالماء الملوث بمياه الصرف الصحي و الذي يحتوي على الحويصلات المعدية و كذلك عن طريق الخضروات التي يتم تناولها نيئة و التي قد تحتوى على الحويصلات المعدية نتيجة غمرها أو غسلها بمياه ملوثة أو أنها تنمو على تربة تم تخصيبها باستخدام أسمدة عضوية من إفرازات الآدميين .
و الذباب يعتبر عامل هام لنقل و نشر العدوى بالاميبا . و الأخطاء في أجهزة المياه يمكن أن تؤدي إلى نقل العدوى عن طريق المياه و الذي تكون نتيجة حدوث أوبئة بالأميبا و كذلك فان مُعدّي الأغذية في المطاعم يمكن أن يلعبوا دورا هاما في نشر الأميبا .
الدوسنتاريا الأميبية في الإنسان :
فترة الحضانة تختلف من أيام قليلة إلى عدة شهور و تتميز بالأعراض التالية :
1-توتر باطني عام مع رغبة في التبرز و البراز يكون في البداية لين و يحتوي على دم غامق و معرق بالمخاط و بعد ذلك يزداد المخاط و الدم أكثر و يكون التبرز مصحوبا بتحزق .
2-في عدوى الأميبا المزمنة قد تكون الأعراض السابقة غير موجودة و بعض الحالات تعاني من إمساك و البعض الآخر آلام في البطن و مشاكل و عسر في الهضم و إحساس بتوتر باطني عام .
3-بالرغم من أن العدوى الأولية تحدث في الأمعاء الغليظة إلا أنها يمكن أن تنتشر لأي جزء من الجسم , والكبد من أهم المناطق الشائعة لهذا الانتشار ,, و مضاعفات العدوى تظهر في شكل خراريج في الكبد و الرئة و الأخيرة اقل شيوعا و إذا وجد غالبا ما يوجد في الرئة اليمنى نتيجة تآكل مباشر في الحجاب الحاجز من خراج الكبد .
طرق السيطرة و الوقاية :
الصحة العامة و الصحة الشخصية هما أساس السيطرة و الوقاية من العدوى . و تشمل طرق السيطرة و الوقاية النقاط التالية :
1-علاج المرضى و حاملي العدوى و مفرزي حويصلات المرض المعدية .
2-منع التبرز على جانبي الطرق منعا باتا .
3-تجنب شرب المياه من آنية المياه العامة , حيث أن الأيدي الملوثة قد تغمس فيها .
4-فحص العاملين في المطاعم و معدي الطعام دوريا لتواجد حويصلات الأميبا .
5-التخلص من النفايات و مقاومة الحشرات ( الذباب ) و حماية المواد الغذائية و المياه من الحشرات و التلوث بالبراز .
6-غسل الخضروات التي يتم تناولها نيئة غسلاً جيدا .
7-علاج الأفراد المصابين باستخدام الميترونيدازول ( الفلاجيل).