في مستقبل لن يكون بعيدا سيكون الروبوت هو زميلك في العمل ومنظف منزلك وربما مقدم الرعاية الخاص بك، وقد ترغب في أن يكون قادرا على التواصل معك كـ ”شخص“ له كينونة اجتماعية.. وهذا ما يعمل عليه باحثون في مشروع علمي لمجموعة ”إنفولاب“ في مختبر علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
رئيس المجموعة ”بوريس كاتز“ يقول، إن إكساب الروبوتات مهارات اجتماعية سيكون بمثابة مرحلة ما بعد الذكاء الاصطناعي، حيث ”ستعيش الروبوتات في عالمنا قريبا بما يكفي، وستكون بحاجة إلى تعلم كيفية التواصل بشروط بشرية“، وفقا لما نقله موقع مجلة ”ديسكفري“.
ويضيف: ”إن الروبوتات بحاجة إلى فهم متى يحين الوقت للمساعدة ومتى يحين الوقت لمعرفة إمكانية منع حدوث شيء ما“، مشيرا إلى أن ذلك لن يكون ممكنا دون ”محاكاة“ الروبوتات لأنواع التنشئة الاجتماعية لدى البشر.
وضمن إطار عمل ”إنفولاب“ الجديد، صنف الباحثون الروبوتات إلى 3 أنواع، الأول ذو أهداف مادية فقط وغير قادر على التفاعل جسديا واجتماعيا، والثاني قادر على التفاعل جسديا فقط، والثالث قادر على التفاعل جسديا واجتماعيا.
ويتكهن علماء المشروع بأن هذه الروبوتات عالية المستوى هي تلك التي ستكون قادرة على العمل بشكل جيد مع الروبوتات الأخرى، وليس فقط مع البشر.
وفي إطار إجراء اختبارات المشروع، أنشأ الباحثون بيئة محاكاة يشاهد فيها روبوت آخر، ويخمن أهدافه، ثم يختار إما مساعدة الروبوت الآخر أو إعاقته اعتمادا على أهدافه الخاصة.
ويقول ”كاتز“ إن هذه التجربة ليست سوى ”خطوة صغيرة ولكنها مهمة نحو تعليم الروبوتات التعرف على أهداف البشر والتعامل مع البشر“، مضيفا: ”هذا عمل مبكر جدًا ونحن بالكاد نخدش السطح، لكني أشعر أن هذه هي أول محاولة جادة جدًا لفهم ما يعنيه تفاعل البشر والآلات اجتماعيًا.“
ويتجاوز مشروع إكساب الروبوتات مهارات اجتماعية الذكاء الاصطناعي، حسبما يشير ”أندريه باربو“، عضو فريق المشروع العلمي بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، مضيفا: ”من خلال تعلم تقدير أهداف واحتياجات الآخرين، بدلاً من مجرد تكوين ارتباطات واستنتاجات تستند إلى كميات هائلة من البيانات، قد يؤدي تدريب الروبوتات في النهاية إلى إنشاء ذكاء اصطناعي أكثر توافقا مع الاهتمامات البشرية“.
وفي هذا الإطار، يخطط الفريق لجعل بيئات محاكاة الروبوتات أكثر واقعية، بما في ذلك تلك التي من شأنها أن تسمح للروبوتات بمعالجة الأغراض المنزلية.