Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

ماذا تعد أمريكا للسلطة الفلسطينية؟!

قناة فلسطين اليوم

بقلم/ خالد صادق

قبيل زيارة الرئيس الأمريكي المرتقبة الى المنطقة, تسعى الإدارة الامريكية لتحريك المياه الراكدة في عدة ملفات, حتى لا توصف الزيارة الامريكية للمنطقة انها فاشلة, ومن بين الملفات التي يمكن تحريك المياه الراكدة فيها, ملف السلطة الفلسطينية وليس المفاوضات, على اعتبار ان المفاوضات وضعت لها ما تسمى بصفقة القرن معايير جديدة لم تقبل بها السلطة حتى الان, فالرئيس الأمريكي جو بايدن يضع على اجندته إمكانية مقابلة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس, اذا ما أبدى تعاوناً وليناً وقبولا للتقرير الأمريكي بخصوص جريمة قتل الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة, واذا كانت السلطة جزءاً من «حلف الناتو» الذي تعمل أمريكا وإسرائيل على تكوينه في المنطقة, بغرض وأد وافشال مشروع المقاومة الذي يهدد «إسرائيل» ويقوض من نفوذها في المنطقة, كما يهدد المصالح الامريكية هناك, حيث تسعى إسرائيل والإدارة الامريكية لبناء واقع جديد في الشرق الأوسط, يتيح لإسرائيل إمكانية التحكم في المنطقة والسيطرة على ثرواتها الطبيعية, والتحكم في سياساتها وامنها واقتصادها, وان تصبح «إسرائيل» المغذي الرئيسي للدول الأوروبية بالغاز والبترول, وهو ما يمنحها مكاسب سياسية كبيرة.

 

القناة «13» العبرية كشفت النقاب عن إعداد الأمن الصهيوني رزمة مما أسمته ببوادر حسن النية تجاه السلطة الفلسطينية, وذلك قبيل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة هذا الشهر, وذكرت القناة العبرية أن بوادر حسن النية تشمل الإعلان عن السماح للفلسطينيين بإدخال خدمة الجيل الرابع 4G لمشغلات الهواتف المتنقلة الفلسطينية، بالإضافة للسماح بوجود رمزي للسلطة الفلسطينية على معبر الكرامة مع الأردن, وقالت القناة إن الأمن الصهيوني بلور الخطوات المذكورة بضغط من الإدارة الأمريكية، بحيث يستطيع الرئيس الأمريكي جو بايدن تقديم هذه المنح للسلطة, في مقابل انتزاع تنازلات جديدة تصب في مصلحة «إسرائيل», وتعمل على تمرير مخطط «صفقة القرن», وتتيح لإسرائيل والإدارة الامريكية ترشيح الشخصيات المناسبة لخلافة محمود عباس, الذي من المتوقع ان ينتهي دوره في إدارة السلطة في أي وقت, فالرجل كبر في السن واعياه المرض واصبح لزاما على «إسرائيل» ان تبحث عن بديل مناسب, يتقيد بسياستها ومواقفها, ويستسلم لإرادتها دون نقاش او مراوغة, «فإسرائيل» تبحث عن شخصية رسمية فلسطينية, تنصاع تماما لإرادتها وتنفذ اجندتها دون تحفظ.

 

لقد بات من الواضح ان «إسرائيل» استطاعت ان تحرف السلطة عن مطالبها السياسية وتمسكها بالحقوق الفلسطينية المشروعة وفق قرارات مجلس الامن والأمم المتحدة, وباتت المساعدات الإنسانية والأوضاع الاقتصادية هي محور النقاش والحوار بين السلطة من ناحية والإدارة الامريكية وإسرائيل من ناحية أخرى, والمؤسف ان السلطة لا تملك أوراق ضغط تمارسها على إسرائيل, فهي تجرم المقاومة بكل اشكالها, وتؤمن بأن البديل عن السلام هو «السلام», وان الحلول للقضايا العالقة لا تأتي الا عبر طاولة المفاوضات التي حطمتها «إسرائيل» وعلى الرغم من الخطوات الهشة المقترحة إلا أن الحكومة الصهيونية اشترطت تطبيقها بعدة مطالب من بينها تسليم المقذوف الناري الذي استهدف الصحافية شيرين أبو عاقلة, وهو اشتراط وافقت عليه السلطة وسلمت المقذوف للأمريكان, وجرى فحص المقذوف اول أمس بحضور خبراء إسرائيليين وكتب الإسرائيليون بخط أيديهم ما خلص اليه فحص المقذوف بالتشكيك في الجهة التي قتلت الزميلة شيرين أبو عاقلة, واستطاعوا اقناع الامريكان المتواطئين مع «إسرائيل» بوجهة نظرهم وتبنيها, كما اشترطت الحكومة الصهيونية على السلطة تكثيف نشاطاتها في المناطق A+B في الضفة الغربية والامتناع عن التوجه لمحكمة الجنايات الدولية.

 

زيارة جو بايدن المشؤومة للمنطقة, تنعكس دائما بشكل سلبي على الشعب الفلسطيني, فكل الرؤساء الامريكان لم يأتوا لزيارة المنطقة والالتقاء بقيادة السلطة الا عبر جملة من التنازلات الكبيرة التي تمنحها السلطة الفلسطينية لصالح «إسرائيل» ودون مقابل, وهو منطق القوي المتسلط الذي يفرض ارادته بالقوة على خصومه, هذا المنطق الذي يزيد من الاحتقان الشعبي ضد «إسرائيل» وامريكا والمجتمع الدولي والسلطة, فكلهم أدوات تسخر لخدمة «إسرائيل» ومصالحها على حساب الحقوق الفلسطينية, السلطة باتت تعامل مع القضية الفلسطينية كقضية إنسانية, ودورها فقط يقتصر على البحث عن حلول للازمة الاقتصادية والمعيشية التي تخنق شعبنا الفلسطيني, وهذه أصبحت تمثل معضلة كبيرة تواجهها السلطة, لان اية حلول للازمات الاقتصادية والمعيشية الفلسطينية تحتاج الى مقايضة, وتنازلات سياسية كبيرة, وهى الحالة التي استنزفت السلطة تماما, وكشفت عن فشلها الذريع في مسار التسوية الذي لم يحقق أي انجاز للفلسطينيين, وادرك الشعب الفلسطيني ان الحقوق لا تمنح انما تنتزع انتزاعا, ولم تعد السلطة مؤتمنة على الحقوق الفلسطينية, وزيارة بايدن المنتظرة قد تجهز على السلطة تماما, لان العودة لمسار المفاوضات بات أمراً صعباً, بل ومستحيلا إسرائيليا, وللأسف لا تملك السلطة أوراق أي ضغط.