تشهد المنطقة حالة من التوتر غير المسبوق، حيث تجري الاستعدادات لإمكانية اندلاع تصعيد مفتوح على مستوى الإقليم بأكمله.
هذا التوتر ترافق مع مناورات عسكرية بدأها جيش الاحتلال قبل يومين في إطار الاستعداد ورفع الجهوزية، ونقل معدات وأجهزة رادار إلى دول الخليج في مؤشر لإمكانية توجيه ضربات عسكرية إلى إيران، إضافة إلى تصعيد الهجمة بحق المقدسات والأسرى في سجون الاحتلال والتي تعتبر من الخطوط الحمراء للمقاومة.
هذا التصعيد دفع فصائل المقاومة الفلسطينية إلى عقد اجتماع عاجل بدعوة من حركة الجهاد الإسلامي التي صرح أمينها العام "أن هناك انتهاكات مارسها الاحتلال ولا بد من وقفة جدية بعدم القبول بهذا الإذلال المستمر".
وعلى الجبهة اللبنانية، يواصل الاحتلال محاولته السيطرة على حقل كاريش للغاز والذي يعتبر ضمن الحدود البحرية المتنازع عليها ويدخل جزء منه ضمن المياه الإقليمية اللبنانية، مما دفع حزب الله إلى التهديد على لسان أمينه العام بمنع محاولة الاحتلال السيطرة على الحقل مهما كلف ذلك من ثمن مشيراً أن المقاومة تمتلك القدرة على ذلك.
الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل قال في تصريحات خاصة لـ"قناة فلسطين اليوم": "إن اجتماع الفصائل الفلسطينية بغزة والذي تم بدعوة من حركة الجهاد الإسلامي هو رسالة للاحتلال بأن المقاومة جاهزة للمواجهة دون أي تردد".
وأوضح عوكل: "أن الإقليم بأكمله يشهد حالة من التصعيد غير المسبوق في ظل الاستعدادات الإسرائيلية والمناورات والذي ينذر بمواجهة حتمية على كافة الجبهات حيث رأى أن الموجهة مسألة وقت".
ويرى الكاتب " أن التصعيد الذي يمارسه الاحتلال بحق الفلسطينيين يندرج في إطار الحرب الشاملة على الكل الفلسطيني والتي تستهدف الوجود الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، من اعتداءات على الأسرى والمقدسات والاستيطان والاعتداءات على فلسطينيَّ الداخل المحتل".
وأضاف عوكل في معرض حديثه " أن المقاومة من خلال اجتماعها العاجل والذي سبقه تصريحات الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة، أرادت أن توصل رسالة بأن هذه الممارسات غير مقبولة ولا يمكن السكوت عنها".
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي "حسن عبده": "إن حالة التصعيد الحالية تندرج في إطار الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق "إسرائيل" باعتبارها الذراع الأيمن لها على إيران للخضوع للإملاءات الأمريكية بعد فشل الاتفاق النووي".
وأوضح عبده في تصريحات خاصة لـ "قناة فلسطين اليوم" : "أن الاحتلال غير جاهز لخوض معركة على عدة جبهات في ظل حكومة هشة لما لذلك من تكلفة كبيرة عليه".
وأشار الكاتب "أن اجتماع الفصائل الفلسطينية بغزة أمس والذي جاء بدعوة من حركة الجهاد الإسلامي، هدف إلى إيصال رسالة لأطراف عدة، من أبرزهم الوسطاء مؤكداً أن استمرار الاحتلال باعتداءته في الضفة الغربية وتجاهل مطالب الأسرى يعني الذهاب نحو التصعيد والمواجهة الحتمية".
وبين الكاتب " أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي طويلاً أمام الاعتداءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين مؤكداً أنها ما زالت متمسكة بمعادلة الردع التي رسمتها ووضعها بعد معركة سيف القدس باعتبار هذه الاعتداءات تجاوز الخطوط الحمراء".
وأكد عبده " أن حالة التصعيد الحالية ستتواصل دون الوصول إلى مواجهة شاملة وذلك في إطار إخضاع إيران بصفتها قائدة محور المقاومة للخضوع للإملاءات الأمريكية بالعودة إلى الاتفاق النووي والقبول بما تريده أمريكا".