Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

نفتالي بينت السعران في حالة هيجان

بقلم/ خالد صادق

شنت «إسرائيل» غارات عنيفة على مطار دمشق الدولي وأخرجته عن الخدمة حتى اشعار آخر, والغارات هي الأعنف على سوريا, والهدف منها استغلال الحدث لخدمة نفتالي بينت في الانتخابات القادمة, وتعزيز فرص صموده في وجه بنيامين نتنياهو المنافس الأقوى له, نفتالي بينت أصيب بحالة من السعر والهيجان في اعقاب تنفيذ فلسطينيين لعمليات فدائية بطولية في النقب والخضيرة وبني براك والعاد وديزنغوف في قلب تل ابيب, وأيقن أنه وحكومته ماضون الى السقوط والتلاشي عن المشهد السياسي تماما, فلجأ الى المغامرة على قاعدة « يا طابت يا اتنين عور» وساعده على ذلك تمترس منصور عباس «ابي رغال» خلفه رغم كل ما يرتكبه بينت من جرائم بحق القدس والمقدسات والشعب الفلسطيني, فيتغول بينت على أهلنا المقدسيين ويسمح للمستوطنين بإقامة صلوات تلمودية في المسجد الأقصى المبارك, واقتحام الحرم القدسي, وانفاذ ما تسمى بمسيرة «الاعلام» في القدس ودخولها للأحياء العربية في البلدة القديمة, ثم يقتحم جنين ونابلس ورام الله والخليل وبيت لحم وغيرها من مدن الضفة ليقتل الفلسطينيين هناك, ويقوم بهدم المنازل, ويشرع بإنفاذ مسيرات الاعلام في الضفة المحتلة, ثم ينصب منظومة رادارات في الامارات والبحرين ودول خليجية أخرى لمواجه ما أسماه الاخطار القادمة من ايران, ويقوم باغتيال علماء إيرانيين منهم العقيد في الحرس الثوري صياد خدائي, حيث تم إطلاق نار عليه قرب منزله بشرق طهران في 22 مايو الماضي, وقام بينت السعران بإرسال سفينة يونانية للتنقيب عن الغاز في حقل كاريش, وهذا فيه انتهاك واضح وصريح للسيادة اللبنانية, مستغلا بوقاحة كبيرة الازمات الاقتصادية اللبنانية.

 

حالة الهيجان التي يعيشها نفتالي بينت ستدفعه الى ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الفلسطينيين والعرب, وهو يحاول استرضاء الإسرائيليين, فقد يعود بينت لممارسة سياسة الاغتيالات داخليا وخارجيا ضد قادة المقاومة سواء فلسطينيين او عرباً, وسيضاعف جهوده لإفشال الاتفاق النووي الإيراني, فهذه ورقة مهمة يمكن ان يستغلها بينت لخدمة أهدافه الانتخابية, وأشار بينيت خلال زيارته لدولة الامارات إلى ان الملف النووي الإيراني، وهو أحد العوامل الأساسية التي يرتكز عليها التحالف الإسرائيلي الإماراتي، ولا بد ان نذكر انه خلال مؤتمر امني في «تل ابيب» تم عقده في معهد الدراسات السياسية والاستراتيجية في جامعة رايخمان، توافق رئيس الحكومة الصهيونية نفتالي بينت وما يسمى بوزير الدفاع بيني غانتس، خلال المؤتمر، بشأن قدرة إسرائيل على توجيه ضربة ضد إيران والتأكيد على ضرورة أن تحافظ تل أبيب على حرية التحرك والعمل في أي وضع كان وبأي ظرف سياسي. لكن هذا الموقف لم يحظ بإجماع المشاركين ممن اختاروا أسلوب التحذير من خطوات إسرائيلية من شأنها أن تضع تل أبيب أمام موقف محرج تظهر فيه غير قادرة على مواجهة الخطر الإيراني، ووجهت انتقادات لاذعة لحكومة بينت انها لم تتخذ بعد قراراً بشأن استراتيجية التعامل مع إيران, بينت الذي أكد أمام المؤتمر حرية بلاده في توجيه ضربة ضد المشروع النووي الإيراني، وصف النظام في طهران بالضعيف والفاسد وبأنه «في حالة تآكل ويحكم من خلال بث الرعب واستخدام القوة»، مضيفاً «إيران تحاول كل الوقت تطويق إسرائيل بميليشيات تخضع لتعليمات قوات القدس، ويجب علينا الوصول إلى المسؤول عنهم».

 

سياسة التهديد المباشر والتصعيد الخطير من نفتالي بينت تجاه من أسماهم بأعداء «إسرائيل» تتطلب ان يكون هناك رد مفجع يعيد هذا المهووس المجرم الى قمقمه صاغرا مهزوما مقهورا, فنفتالي بينت يمارس سياساته بعنجهية وتديره رغبات عصابات المستوطنين الصهاينة, وهو يحتاج الى من يصفعه على وجهه حتى يستفيق من سكرته, وعلى ما يبدو أن خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله جاء ليضع النقاط على الحروف, فهو خاطب «إسرائيل» ورئيس حكومتها نفتالي بينت باللغة التي يفهمها, والتي تحمل التهديد المباشر ضد أطماع «إسرائيل» في لبنان, ويبدو أن جيش الاحتلال الصهيوني التقط الرسالة سريعا «ويتوقع الجيش الإسرائيلي سيناريوهات متنوعة حول رد فعل حزب الله، حسب ضباط صهاينة «بدءا بإطلاق نار من أسلحة خفيفة في الهواء من أجل التخويف، اقتراب زوارق بصورة مهددة وحتى محاولة تخريب العمل» في منصة الغاز, وشكل الجيش الصهيوني قوة مهمتها التركيز على جمع معلومات استخباراتية حول تهديدات ضد منصة الغاز، وتعزيز تحليق طائرات بدون طيار في منطقة حقل «كاريش»، للتحذير من أحداث في هذا الموقع «وإحباطها أو الرد عليه بشكل سريع», فإسرائيل لا زالت تتدارس تداعيات خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله, وتأخذ تهديداته على محمل الجد, وهى تدرك مصداقية السيد حسن نصرالله في كل كلمة يقولها, ويبدو أن نفتالي بينت فهم الرسالة جيدا, وحالة السعر التي تتملكه وتتحكم في مسلكياته العدوانية ستتوقف أمام قوة المقاومة, وقدرتها على الرد على سياسة نفتالي بينت وحكومته, وهذا الرد لن يتأخر لأن بينت يواجه في جبهات عدة داخلية وخارجية.