يصادف اليوم الذكرى الثانية لرحيل الدكتور رمضان عبدالله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي بعد صراع طويل مع المرض.
وبرحيل الدكتور رمضان تفقد الأمة العربية والشعب الفلسطيني خاصة رجل الوحدة والحكمة ورجل الثوابت الذي لم يفرط بشبرٍ من فلسطين.
تمر ذكرى رحيل الدكتور رمضان في ظل حالة من مسلسل الانتكاس العربي والسقوط المدوي لكثير من الأنظمة العربية بتطبيع علاقاتها مع كيان الاحتلال، الأمر الذي كان مرفوضًا جملة وتفصيلاً في قاموس الدكتور رمضان، وتعرض المدينة المقدسة والمسجد الأقصى لحملات تهويد من قبل الاحتلال في محاولة لطمس الهوية الإسلامية عن المدينة والسعي في بناء هيكلهم المزعوم و كانت من أبرز مقولات الدكتور الشهيرة "القدس بالنسبة لي جزء من ديني وعقيدتي ومن يقول لي تنازل عنها كأنما يقول لي احذف سورة الإسراء من القرآن الكريم"
تولى الدكتور رمضان شلح منصب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي عقب اغتيال الموساد الإسرائيلي للدكتور فتحي الشقاقي في مالطا في 26/10/1995 حيث كان خبر خلف لخير سلف وقاد حركة الجهاد الإسلامي بكل حكمة واقتدار ومسؤولية.
اتهم الاحتلال الإسرائيلي الدكتور رمضان شلح بالمسؤولية عن عدد كبير من العمليات ضد أهداف إسرائيلية ما أدى لمقتل العشرات من الإسرائيليين، حيث تم وضعه على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية.
استمر الدكتور رمضان في أداء عمله خلال فترة توليه منصب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي حيث برز دوره في وضع مبادرات عدة لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي والخروج من الحالة الراهنة التي صاحبت الانقسام منذ العام 2007، حيث كان يرى أن التخلص من حالة الإنقسام الداخلي الفلسطيني والتخلص من الاحتلال هدفان متلازمان لأن الوحدة والحرية وجهان لعملة واحدة.
قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإدراج الدكتور رمضان شلح على قائمة الشخصيات "الإرهابية" عام 2003 وفي نهاية عام 2017 أدرجه مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي"إف بي آي" على قائمة المطلوبين.
كان الدكتور رمضان شلح يرى أنه يجب استمرار حالة المشاغلة مع الاحتلال وإبقاء جذوة الصراع والمقاومة مشتعلة في كافة الأراضي الفلسطينية، حيث رأى أن الإنسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005 كان يهدف إلى إخراج غزة من معادلة الصراع الذي زاد الأمر تعقيدا حالة الانقسام والاقتتال الداخلي الذي تبع الانسحاب الإسرائيلي ومحاولة فصل غزة عن باقي الوطن، الأمر الذي فشل فشلاً ذريعًا، فغزة خاضت العديد مع جولات الصراع مع الاحتلال تثبيتًا لمعادلة استمرار جذوة الصراع والمقاومة مشتعلة والتي كان آخرها معركة سيف القدس والتي انطلقت انتصارًا لأهالي القدس والشيخ جراح ووضعت خلالها المقاومة خطوطًا حمراء يحظر على الاحتلال تجاوزها.
رحل الدكتور رمضان شلح جسداً ولكن بقي فكره مستمراً وحمل الراية من بعده الحاج زياد النخالة الذي كان خير خلف لخير سلف وواصل الطريق الذي رسمه الدكتور فتحي الشقاقي وخلفه في ذلك الدكتور رمضان شلح.