أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين د. جميل عليان، أن ما تشهده مدن الضفة والقدس، والداخل المحتل، أعاد شعبنا إلى بدايات الصراع مع العدو بعد عام 1948، مبينًا أنه أعادنا إلى مصطلحات الثورة والانتصار.
وقال د. عليان: "أكد شعبنا الفلسطيني في كل مكان خاصة في القدس والأقصى والـ 48 أننا لن نسمح بتمرير مخططات العدو ومستوطنيه، ونؤكد أن ما يقوم به العدو من جرائم ارتد على نحره وأنه سيشعل كل عوامل القوة والغضب الفلسطيني والتي ستجعل من كل شبر في الضفة ساحة مواجهة وحرب وايضا استفز كل عوامل الوحدة والعمل المشترك".
وأشار إلى أن الروح التي يتحدث بها الجميع الآن أن "اسرائيل" تلفظ أنفاسها، تؤكد أن شعبنا لازال يرفض هذا الوجود الصهيوني برمته، ويرفض كل الأشكال صغيرها وكبيرها التي حاولت الالتقاء مع العدو في أوحال اتفاقيات التسوية أو مواخير التطبيع، ويمتلك من العزيمة والإرادة ما يمكنه من مواصلة المواجهة حتى هزيمة الكيان وكل من تورط معه بأي شكل من أشكال العلاقات أو التنسيق.
وأضاف د. عليان: "ما نراه يوميًا في كل المدن والشوارع في الضفة يؤكد أن المقاومة المسلحة والمواجهات الشعبية أصبحت جزءًا أساسيًا من السلوك الفلسطيني والهم اليومي لشعبنا".
ويرى القيادي في الجهاد الإسلامي، أن ارتفاع وتيرة الجرائم والقوة المفرطة التي تستخدمها قوات الاحتلال ضد النساء والأطفال والشيوخ تؤكد على فقدان العدو الردع والثقة بنفسه وبأجهزة أمنه وأنه يمر بأزمة كبيرة تهدد مقومات وجوده في فلسطين.
وتابع عليان "ما يقوم به العدو من فرض اقتحامات المستوطنين للأقصى بالقوة وحشد قواته المدججة بكل أدوات البطش لن تنجح في فرض التقسيم الزماني والمكاني".
ولفت إلى أن المواجهات الأخيرة أكدت أن شعبنا مُصرٌ على ابقاء شعلة الجهاد والمقاومة ومشتعلة، وأن العداء المطلق للكيان ورفض وجوده هي الثابت الوحيد في هذا الصراع الممتد لأكثر من قرن.
وأكمل د. عليان حديثه "شعبنا يقوم بدوره كاملا وننتظر الآن نصفنا الآخر في هذه المواجهة وهي قوى المقاومة في الإقليم والعالم"، مؤكدًا أن تفعيل كل أدوات هذه القوى في هذه اللحظة الفلسطينية التاريخية سيعجل في حسم هذا الصراع.
وعاد عليان للتأكيد على أن ما يحدث الآن على الساحة الفلسطينية والعودة إلى قانون "لا صوت ولا قرار يعلو على صوت الثورة والمواجهة"، سيعيد ترتيب الخارطة السياسية الفلسطينية لصالح قوى الجهاد والمقاومة.
ودعا لزيادة الضغط على بنية العدو السياسية، والعمل على تفتيتها وكل الظروف مهيأة لتفتيت هذا النظام السياسي الصهيوني، وإدخال العدو في مرحلة غياب الحكومة والتناحر الحزبي.
وشدد د. عليان على أن شعبنا بات يدرك أن المواجهة هي أقرب الطرق لتوسيع الفجوات ودائرة الخلاف بين المكونات الصهيونية، تماما كما حدث أثناء اشتعال مسيرات العودة وكسر الحصار.
وأردف حديثه "في ظل هذه الإنجازات الوطنية الكبيرة لازال المشروع الوطني يعاني من تهديد داخلي كبير، وهو تصرفات السلطة وملاحقتها للمقاومين وكل عناصر المقاومة المادية والمعنوية، وكذلك موقعها المرفوض وطنيًا وأخلاقيًا من الصراع وبدون تحييد هذا التهديد الاستراتيجي أو تحويله إلى فرصة، وهذا ممكن الآن بعد أن أصبحت سلطة المقاومة والشارع في الضفة هي الأعلى والمقبولة وطنية".
وختم د. عليان حديثه "أخيرا قالتها المرابطة المقدسية (مش مطولين ... والله إلى زوال)، واختصرت معادلة الصراع مع العدو".