أصدرت وزارة الصحة في قطاع غزة بياناً بمناسبة يوم الصحة العالمي، قالت فيه: "في الوقت الذي يتداعى فيه العالم للبحث في تصويب السلوك البشري تجاه البيئة والحد من مخاطر التلوث، وتطبيق البروتوكولات التي توحد تلك الجهود للإبقاء على رئة العالم نقية من عديد الانبعاثات التي تسببت في زيادة حجم التحديات أمام المنظومات الصحية العالمية، تنتشر الأمراض التي تتسبب بوفاة نحو 4 ملايين شخص حول العالم كل عام بفعل تلوث الهواء، وفق تقارير منظمة الصحة العالمية".
وتطرقت الوزارة إلى عدد من التحديات الكارثية التي تسبب بها طول أمد الحصار وممارسات الاحتلال في خنق كافة شرايين الحياة والإطباق على كل ما من شأنه أن يكون سببًا في الإبقاء على مقومات الحياة ولو بحدها الضئيل، وأضافت: "ما أن ينقشع غبار الاعتداءات الإسرائيلية عن غزة حتى يبدأ فصلاً مظلمًا من المعاناة جراء تضرر البنية التحتية وتعطل شبكات الصرف الصحي وشبكات الكهرباء ومصادر المياه ومعالجة النفايات الصلبة، والتي جميعها وبعيد كل عدوان تحتاج التدخل العاجل لإعادة تأهيلها، بل هي اليوم في وضع ينبئ بالأخطر".
وقالت: "لقد حول الاحتلال الإسرائيلي وحصاره المستمر لأكثر من 15 عاماً قطاع غزة الى بقعة جغرافية ترزح تحت مسببات التلوث البيئي ووضع المنظومة الصحية أمام تحديات جمة ليس اقلها حرمان المرضى من 47% من الادوية الأساسية و21% من المستهلكات الطبية و60% من لوازم المختبرات ونقص حاد في مواد الفحص في مختبر الصحة العامة وكذلك حرمات 40% من المرضى من مغادرة قطاع غزة للحصول على العلاج والذي تسبب في وفاة المئات منهم خلال سنوات الحصار الذي ادى إلى وفاة 3000 مريض من أصل 8000 مريض بالسرطان، اضافة الى منع الاحتلال للأجهزة الطبية".
وأشارت الوزارة إلى أنّها "تعمل بكل طاقتها إلى جانب القطاعات الحكومية الأخرى ذات العلاقة للتخفيف من وطأة ما يسببه الحصار وقلة الامكانيات والحرمان من المشاريع الاستراتيجية التي تخلص قطاع غزة من الحلول الإسعافية المؤقتة التي تتصدع مع تزايد التحديات والنمو السكاني الذي يزيد اليوم عن 2 مليون نسمة، يعتمد 80% منه على المساعدات الإنسانية، كما أن معدلات البطالة والفقر تجاوزت الـ60%، و62% من السكان لا يستطيعون شراء الغذاء الصحي".
وأوضح أنّ وزارة الصحة بذلت الجهد الكبير للدفع بالمؤشرات الصحية نحو مستويات متقدمة، ومعالجة المسببات البيئية التي تقف خلف العديد من الأمراض الناتجة عن التلوث كالسرطان وامراض الجهاز التنفسي والسكتات الدماغية.
وجاء في نص البيان: "نحن نحيي هذا اليوم تحت شعار كوكبنا صحتنا، والعالم لم يتعافى بعد من جائحة كوفيد 19 التي اجتاحت العالم مدخلة اياه في تحدي هو الأخطر بفعل الممارسات الخاطئة تجاه البيئة وقد دفعت وزارة الصحة بكل إمكانياتها المحدودة بفعل الحصار لتجنيب المجتمع التبعات الخطيرة للجائحة ولعل المؤشرات الصحية في قطاع غزة أظهرت حجم الجهد الذي بذلته الطواقم الطبية للتخفيف من وطأة الجائحة على المجتمع".
وفي السياق جددت وزارة الصحة نداءها الى العالم "بأن قطاع غزة بات أحوج الى خطوات طارئة وعاجلة لحماية الواقع الصحي والبيئي، وأهم تلك الخطوات رفع الحصار عن قطاع غزة، والسماح بتدفق المقومات الصحية، لتحسين وتطوير الخدمات المقدمة للمرضى وخاصة مرضى السرطان وامراض الدم.
وأشارت وزارة الصحة خلال بيانها إلى أن استمرار الحصار على القطاع واستمرار الاعتداءات "الإسرائيلية" بكل ما يلقيه الاحتلال من أسلحة فتاكة لا يترك مجالا للتنبؤ بما هو مقبل على غزة المحاصرة.