اكتشف علماء المناخ ازدياد عدد البحيرات الناشئة من ذوبان الجليد في شرق القارة القطبية الجنوبية في السنوات الأخيرة. فهل سيساهم ازديادها مستقبلا في تسريع ذوبان الجليد في المنطقة.
وتقول الباحثة جنيفر أرتور من جامعة دورهام البريطانية، "أظهرت حساباتنا، أن حجم هذه البحيرات يزداد بصورة كبيرة في موسم الصيف الدافئ. وهذا يشير إلى أن مساحتها ستزداد بصورة ملحوظة خلال السنوات المقبلة بسبب الاحترار العالمي. ونتيجة لذلك، فإن سرعة تقلص مساحة الغطاء الجليدي للقطب الجنوبي ستزداد".
ويعتقد علماء المناخ، أن أول ضحايا الاحترار العالمي ستكون مناطق قطبي الأرض وقمم الجبال. لأن درجة الحرارة في هذه المناطق ارتفعت بمقدار 4-9 درجات مئوية، مقارنة بما كانت في القرن الماضي، ما سيؤدي حتما إلى تقلص كبير في مساحة الغطاء الجليدي في القطبين الشمالي والجنوبي وفي قمم الجبال.
ومن أجل التحقق من صحة هذه الفرضية، درست الباحثة أرتور وفريقها العلمي بصورة مفصلة جميع الصور والبيانات التي حصلوا عليها من الأقمار الصناعية خلال أعوام 2014-2020.
واكتشف علماء المناخ، أن عدد ومساحة هذه البحيرات تتغير بشكل كبير من موسم إلى آخر ، ما يجعل من الصعب التنبؤ بظهورها وتقييم تأثيرها في حالة الغطاء الجليدي. ولكن من جانب آخر، أظهرت حسابات العلماء، أن المساحة النموذجية لهذه البحيرات المؤقتة تعتمد كثيرا على عاملين مناخيين: كثافة الثلج الدائم ودرجات الحرارة في شهر يناير.
ووفقا للباحثة، تشير هذه النتائج، إلى أن عدد ومساحة هذه البحيرات في المناطق الشرقية من القارة القطبية الجنوبية سيزدادان بشكل كبير في السنوات القادمة نتيجة للارتفاع السريع بدرجات الحرارة في الصيف ومتوسط درجات الحرارة السنوية في القطب الجنوبي.
وتضيف، وسيؤدي هذا بدوره إلى ارتفاع معدل ذوبان الغطاء الجليدي في المناطق الشرقية. نتيجة لذلك، سيكون هناك تهديد بزعزعة استقرار هذه الكتلة الجليدية وانقسامها إلى عدد من الكتل الجليدية الصغيرة، تصبح كل منها أكثر عرضة لتـأثيرات الاحتباس الحراري.