ستكون المواجهة بين ألمانيا بطلة العالم أربع مرات وإسبانيا بطلة 2010 أبرز مواجهات الدور الأول من مونديال قطر 2022، بموجب القرعة التي سحبت الجمعة في الدوحة ورأفت نوعاً ما بحاملة اللقب فرنسا وأفرزت مواجهة رياضية-سياسية جديدة بين إيران والولايات المتحدة.
وتلاقي قطر المضيفة الإكوادور افتتاحاً في 21 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، فيما غابت “مجموعة الموت” التقليدية عن النهائيات.
وكانت إسبانيا الحقت خسارة تاريخية بالمانشافت 6-صفر في 17 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2020 ضمن دوري الأمم الأوروبية، باشراف مدربه السابق يواكيم لوف، لكن المنتخب الالماني الحالي يظهر بشكل مختلف تماما بعهد هانزي فليك الذي استلم تدريبه في نهاية كأس اوروبا الصيف الماضي.
وكان المنتخب الالماني، بطل 1954 و1974 و1990 و2014، خرج بخفي حنين في النسخة الاخيرة من الدور الأول، في مجموعة متواضعة ضمت المكسيك والسويد وكوريا الجنوبية وحل في المركز الاخير.
وصرح فليك تعليقًا على القرعة، “أنها قرعة مثيرة للاهتمام لكنها ليست سهلة. نتوقع الكثير من هذه البطولة. تملك اليابان العديد من اللعبين اليابانيين في البوندسليغا ويتمتعون بالنوعية. كنا نريد خوض مباراة ودية معهم لكن الامر انتهى الآن”.
أما الحارس مانويل نوير الذي ودّعت بلاده دور الـ16 من كأس أوروبا الأخيرة أمام إنكلترا، فقال “لم يكن ممكناً تفادي الوقوع مع خصم قوي. لدينا ذكريات سلبية، لكن أمراً مماثلاً لا يتكرر مرتين”.
ورأفت القرعة بفرنسا حاملة اللقب وأوقعتها في مجموعة في متناولها إلى جانب الدنمارك وتونس والبيرو او الامارات او استراليا.
وكانت فرنسا توجت بلقبها الثاني بعد عام 1998 على ارضها في النسخة الاخيرة في روسيا بفوزها على كرواتيا 4-2 في النهائي.
البرازيل بطلة العالم 5 مرات في 1958 و1962 و1970 و1994 و2002 (رقم قياسي) ونجمها نيمار، فستواجه سويسرا وصربيا للمرة الثانية تواليًا (فازت البرازيل 2-صفر في موسكو)، بالاضافة الى الكاميرون.
أما قطر التي تحتضن المونديال للمرة الأولى في منطقة الشرق الاوسط وتخوض باكورة مشاركاتها في العرس الكروي، فتلعب المباراة الافتتاحية ضد الاكوادور ضمن المجموعة الأولى التي تضم أيضًا هولندا وصيفة المونديال ثلاث مرات والعائدة بعد غياب عن 2018 والسنغال بطلة إفريقيا مع نجمها ساديو مانيه.
وتخوض الارجنتين بقيادة نجمها ليونيل ميسي (35 عاما)، أفضل لاعب في العالم سبع مرات، الذي يشارك على الأرجح في آخر مونديال له (الخامس)، في مواجهة بولندا وهدافها روبرت ليفاندوفسكي وأيضا ضد المكسيك والسعودية.
وينطبق الأمر على البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو (37 عامًا) افضل لاعب في العالم خمس مرات الذي يخوض أيضًا على الأرجح نهائيات له، وقد جاءت ضمن المجموعة السابعة إلى جانب غانا والاوروغواي وكوريا الجنوبية والأخيرة يقودها مدرب برتغالي هو باولو بنتو.
وشاءت الصدف أن تقع الولايات المتحدة وايران المتخاصمتان سياسياً وجهاً لوجه للمرة الثانية في تاريخ المونديال بعد نسخة 1998 في فرنسا عندما انتهى اللقاء بفوز إيران 2-1.
في المقابل، جاءت انكلترا الساعية إلى احراز لقبها الثاني بعد الأول على أرضها عام 1966، في مجموعة مقبولة إلى جانب الولايات المتحدة وايران وأحد ثلاثة منتخبات أخرى: ويلز أو اسكتلندا أو أوكرانيا. وكانت انكلترا بلغت نهائي كأس أوروبا الأخيرة وخسرت أمام إيطاليا بركلات الترجيح.
وللمرة الأولى في تاريخ سحب القرعة، لم تكن هوية المنتخبات مكتملة حيث تبقى ثلاث مباريات في ملاحق مختلفة تجمع الأولى بين البيرو خامس أميركا الجنوبية وخامس آسيا (الامارات أو أستراليا)، وبين نيوزيلندا بطلة أوقيانوسيا وكوستاريكا خامس منطقة كونكاكاف (أميركا الوسطى والشمالية والبحر الكاريبي)، بالاضافة الى الملحق الاوروبي حيث تنتظر ويلز التي تخطت النمسا قبل أيام الفائز من مواجهة إسكتلندا وأوكرانيا على أن تقام جميع هذه المباريات في حزيران/يونيو المقبل.
كما شهدت البطولة غياب روسيا بعد استبعادها عن الملحق الأوروبي بسبب غزوها أوكرانيا، فيما تُعدّ إيطاليا أكبر الغائبين للمرة الثانية توالياً بعد خسارتها الصادمة أمام مقدونيا الشمالية قبل أيام في ملحق قاري.
وستقام المباريات على 8 ملاعب معظمها تم تشييدها لهذا الحدث وتقع في منطقة لا تفصل بينها أكثر من 50 كيلومتراً، ما سيسهل عملية انتقال أنصار اللعبة من ملعب الى آخر خصوصاً بعد استحداث شبكة مترو.
وبدأت مراسم الحفل بالإعلان عن تعويذة مونديال 2022 ويدعى “لعّيب”. ويرمز “لعّيب” إلى شخصية مرحة قادمة من عالم افتراضي، واعتادت على متابعة بطولات كأس العالم عبر التاريخ والتفاعل مع أبرز لحظاتها، كما تتحلى بروح المغامرة والاستكشاف وتقديم المساعدة.
وبعد عروض راقصة تحاكي التراثين القطري والعربي، تحدّث رئيس فيفا جاني انفانتينو ودعا إلى “إحلال السلام والتضامن في العالم”.
أما أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، فاعتبر أن بلاده ستنظم “كأس عالم استثنائية في عالمنا العربي”، معرباً عن “فخري وسعادتي بأن يرى العالم قطر كما وعدنا”.
وأُطلقت الأغنية الرسمية للمونديال بعنوان “هيّا هيّا” (نحن أفضل معاً) وأنشدها الثلاثي المؤلف من ترينيداد كاردونا ودافيدو والقطرية عايشة.
ويتوقع أن يزور قطر نحو مليون و200 ألف سائح لمتابعة أول كأس عالمية على أرض عربية، علماً بأن أكثر من 800 ألف تذكرة قد بيعت حتى الآن في مرحلة المبيعات الافتتاحية.
وقدّم الحفل الممثل إدريس إلبا والمذيعة الرياضية ريشمين شودري وساهمت أسماء كبيرة في عالم كرة القدم والترفيه في السحب فيما سيتم تأكيد جدول المباريات في الوقت المناسب على موقع فيفا، وذلك بعد توزيع المباريات على الاستادات وتحديد توقيت انطلاق كل منها.
حضر القرعة ألفي شخصية أدارها كل من الأميركيتين كارلي لويد وسامانثا جونسون، والانكليزي جيرمين جيناس، وساعدهم لاعبون أمثال كافو (البرازيل)، ولوثار ماتيوس (ألمانيا)، وعادل أحمد مال الله (قطر)، وعلي دائي (إيران)، وبورا ميلوتينوفيتش (صربيا/المكسيك)، ورابح ماجر (الجزائر)، إضافة لتيم كايهل من أستراليا.
ورافقت عملية منح قطر استضافة المونديال منذ 2010 مزاعم فساد وانتقادات حول سجل الدولة الخليجية في مجال حقوق الانسان. وتتهم جمعيات حقوقية قطر باستغلال العمال الأجانب، لا سيما أولئك العاملين في المنشآت والملاعب الخاصة بكأس العالم. ونفت قطر مرارًا الاتهامات الموجهة إليها وأعلنت إصلاحات عدة منذ اختيارها في 2010 لتنظيم النهائيات.
