أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، اليوم السبت، أن القدس المحتلة ستتحول إلى عاصمة يهودية إذا لم يُقاتل الجميع كيان العدو الإسرائيلي، مبيناً أن فلسطين لم تعد قضية للنظام العربي، بل أصبحت عبئًا عليه ويريد التخلص منها.
وقال النخالة في تصريحات صحفية: "من لم يُقاتل اليوم سيقتل غدًا؛ بالإهانة، أو بالجوع، أو بالرصاص، لا فرق، بل سيرى القدس يهودية بأمّ عينيه، وفلسطين ستصبح "إسرائيل" وسوف يقف في طابور الذل ليعمل في أرضه عبدًا لدى العدو".
وأوضح القائد النخالة أن "فلسطين لم تعد قضية للنظام العربي، بل أصبحت عبئًا عليه ويريد التخلص منها، مبيناً أن المقاومة أصبح أمامها تحديات أكبر وأكثر تعقيدًا، وهذا يفرض علينا مسؤولية أكبر من ذي قبل، وأداءً مختلفًا يتناسب مع التحديات التي نواجهها.
وبين أن "المقاومة الفلسطينية اليوم تقع تحت ضغوط هائلة، ومحاولات لم تتوقف احتوائها بشكل مباشر أو غير مباشر ".
وأضاف النخالة: "قدراتنا العسكرية متواضعة مقارنة بما يملكه العدو لكننا نراهن على مقاومينا"، قائلاً: " ما تنتجه أيدي مهندسي المقاومة في ورشاتها التي لا تتوقف، وتقدم إبداعات ذات قيمة كبيرة، لها تأثير مهم في ميدان المعركة، ومعركة سيف القدس كانت دليلاً على ذلك".
كما يرى أمين عام الجهاد أن معركة "سيف القدس" من المفروض أنها فتحت آفاقًا جديدة أمام الشعب الفلسطيني، وأمام المحيط العربي.
وتابع" للأسف الجانب الفلسطيني لم يستطع توظيفها في سياق صراعه مع المشروع الصهيوني بشكل إيجابي وبرؤية وطنية جدية، والمحيط العربي الذي قرر سلفًا شطب فلسطين والقدس من أجندته لصالح العدو".
وعن العمليات الفردية قال النخالة أنها "مظهر من مظاهر مقاومة الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن "المقاومة تعتمد قبل كل شيء على المقاوم الفلسطيني، وعلى حاضنته الشعبية التي يستمد منها الإرادة في مقاومة الاحتلال".
واعبر النخالة وجود العدو على الأرض الفلسطينية هو سبب دائم للمواجهة، مبيناً أن ملاحقة الناس وقتل الشباب الذي لا يتوقف على امتداد فلسطين، ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وتدميرها، هي أسباب إضافية تدفع الناس إلى المقاومة.
وأكد أن المقاومة هي حالة واجبة طالما هناك احتلال كما أنها الرد الطبيعي عليه قائلاً: ، لا يوجد شعب حرّ يقبل بالاحتلال والشعب الفلسطيني يقاوم على مدار الوقت ولم يتوقف يومًا واحداً".
ولفت النخالة خلال حديثه إلى أن "يوم الأرض هو يوم تاريخي ويعبر عن إرادة الفلسطينيين في التمسك بحقوقهم، مضيفاً أن "إحياء فعاليات يوم الأرض يؤكد أن أبناء شعبنا يحملون راية فلسطين من جيل إلى جيل".
وحول مؤتمر شرم الشيخ، قال القائد النخالة: "مؤتمر شرم الشيخ والمؤتمر المقرر عقده في الكيان، يؤشر على حالة ضياع الهوية العربية لصالح العدو"، لافتاً إلى أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الوحيدة التي تقف بجانب الشعب الفلسطيني وتدفع ثمن دعمها له".
وبين النخالة أن "المحيط العربي يتآمر مع العدو لاحتواء المقاومة بكل الوسائل المتاحة لديه، بهدف إحباطها وتطويقها بالحصار وببعض الإغراءات الرخيصة، وينفتح أكثر فأكثر على العدو الصهيوني، وبدلاً من الرهان على الشعب الفلسطيني وإرادته في مقاومة الاحتلال ومواجهة العدو التاريخي للأمة، ينحاز أكثر فأكثر إلى جانب العدو".
وحول الإعلان مؤخراً عن تشكيل الهيئة الوطنية للدفاع عن الداخل المحتل شدد النخالة أنها هيئة تم تشكيلها للتواصل مع أهلنا في فلسطين المحتلة عام 1948، وهي تعبير في الوقت نفسه عن وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وأن الشعب الفلسطيني هو شعب واحد في مواجهة عدو واحد".
وبشان الحالة الداخلية الفلسطينية أشار النخالة أنها "تعاني من ضعف شديد، وهذا يؤثر على الأداء العام سياسيًّا وعسكريًّا، مشيراً إلى أن الحزبية ما زالت هي المسيطرة رغم محاولات الخروج منها إلى رؤية أوسع وأرحب".
وأكد أمين عام حركة الجهاد أن الشعب الفلسطيني يعرف جبهة أعدائه الحقيقيين ويعرف حقوقه ، لكنه يرى أن القوى التي تتحكم بالإطار الرسمي المعترف به كممثل للشعب الفلسطيني ترتمي على أعتاب الأعداء".
وأضاف أن " الشعب الفلسطيني لم يعد يعرف ما إذا كانت قواه الوطنية تريد دولة فلسطينية، أم حكمًا ذاتيًّا في غزة أو الضفة الغربية (بحسب البرنامج الإسرائيلي)، مؤكداً "وجود ضبابية تلف البرامج السياسية الفلسطينية الأمر الذي يجعل العلاقات الفلسطينية في حالة ارتباك وإشكال مستمر".
وأوضح القيادي النخالة أن "التنظيمات التي ترى في نفسها أنها أقرب في برامجها تحاول أن تضع برامج نضالية مشتركة كلما كان ذلك ممكنًا، مشيداً بــ"البيان المشترك الذي صدر باسم حركات (الجهاد – حماس – الجبهة الشعبية)"، معتبراً إياه "خطوة إيجابية يمكن أن يبني عليها"، لكنه قال "إنها ليست كافية".
المصدر: موقع "العهد" الاخباري