رفضت عائلة المعارض نزار بنات ما ورد على لسان شاهد فريق الدفاع عن رجال الأمن المتهمين بمقتله من أنه توفي نتيجة فشل حاد في القلب وليس بسبب الإصابات التي تعرض لها أثناء اعتقاله.
واعتبر غسان شقيق بنات في حوار مع "قناة فلسطين اليوم"، أن تقرير الطبيب وشهادته اليوم خلال المحكمة هي محاولة من السلطة الفلسطينية وجهاز الأمن الوقائي شراء الوقت، مشيرا إلى أن الدليل على ذلك بأن الادعاء قدم عشرات الشهود والوثائق والفيديوهات خلال شهرين، لكن الدفاع منذ شهر كانون أول ديسمبر الماضي أي على مدار أربعة أشهر لم يقدموا سوى ثلاثة شهود ليس لهم علاقة، معتبرا ان ذلك مماطلة
وكانت عقدت صباح اليوم الخميس في رام الله جلسة محاكمة عسكرية للمتهمين الأربعة عشر من جهاز الأمن الوقائي للاستماع إلى شهادة الخبير الدكتور صابر العالول رئيس قسم العلوم الجنائية في جامعة الاستقلال للعلوم الأمنية حول تقرير خبرة قدمه للمحكمة بتكليف منها بناء على طلب الدفاع، وقد تأجلت جلسة اليوم إلى 11/4/2022 المقبل بعد الاستماع إلى الطبيب.
وقال العالول في شهادته إن خلاصة تقريره أفادت بأن الصفة التشريحية أظهرت أن بنات يعاني من مرض مزمن في القلب، وهو عبارة عن تضخم عضلة القلب، وتضيق في الشريان الإكليلي القلبي المنعكس بنسبة ٦٠ إلى ٧٠ بالمئة، وخلص إلى أن بنات كان يعاني أصلا من علة مرضية قلبية مزمنة مما عرضه لنوبة قلبية ضمن اعتلال القلب، وأن الإصابات بمكانها وطبيعتها ومجموعها ليست سببا لوفاته، وإنما الفشل الحاد في القلب هو الذي يعتبر سببا مباشرا للوفاة
وعند سؤال رئيس المحكمة للعالول إن كان الانتقال بالقوة وإلقاء القبض على بنات سبب للوفاة أو ساعد فيه، أجاب: "لو كان المرحوم في فندق 5 نجوم ويشرب القهوة، من الممكن أن تحدث له وفاة مفاجئة نتيجة الأمراض المزمنة المشاهدة من قبل الطبيب الشرعي والتي تعتبر بينة طبية".
وحول مجريات الجلسة قال محامي عائلة بنات المحامي غاندي الربعي لـ"قناة فلسطين اليوم"، إن النيابة سألت الطبيب إن كان أوقف عن عمله فأجاب أنه أوقف عن العمل عام 2016 لأسباب عائلية، كما أجاب بأنه عرض على محكمة الفساد أكثر من مرة، وعلق الربعي: "المحكمة من حقها أو توزن الشهادة وصاحبها".
واعتبر المحامي غاندي الربعي شهادة خبير الطب الشرعي إنشائية مكتبية، لا تقوم على الفحص والتشخيص والمعاينة، ولا ترقى إلى مستوى الدليل الجنائي، مؤكدا أنه لا يتم نفي أي تقرير طبيب شرعي رسمي معد من أطباء بينهم طبيب من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان وطبيب العائلة؛ برأي طبيب أجرى عملية بحثه من وراء المكتب، مقدرا أن المحكمة لا تستطيع أن تأخذ بهذا التقرير، مقابل تقرير رسمي صادر عن ستة أطباء شخصوا وفحصوا وأخذوا نتائج الأدلة الجنائية.
واعتبر الربعي التشكيك بتقرير طب شرعي رسمي أمرا خطيرا؛ لأن الطب الشرعي الرسمي يقوم بتشريح جثامين الشهداء الفلسطينيين، "وإذا ما تم اعتماد هذا التشكيك، فلن نستطيع إثبات أي جريمة قام بها الاحتلال، ولا نستطيع أن نثبت أي جريمة تعرض لها أي مواطن فلسطيني وستكون سابقة ليست فلسطينية فقط وإنما في العالم" يقول الربعي.
وكان تقرير الطب الشرعي الرسمي الذي أبرزته النيابة العسكرية في المحكمة بتاريخ 29 نوفمبر تشرين ثاني العام الماضي، أكد أن بنات "تعرض لعنف خارجي متعدد متزامن لفترة قصيرة، أي لدقائق، من دون تحديد عدد تلك الدقائق، نتج عنها فشل قلبي حاد، نتيجة الصدمة