Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

الأم الفلسطينية في عيدها.. الشاهد والمشهود

بقلم/ خالد صادق

الأم الفلسطينية في عيدها تمثل رحلة عطاء ليس لها حدود, وعطاؤها يمتد من الفداء بالروح والنفس والمال الى الفداء بالزوج والابناء وفلذات الاكباد, ولا تتوقف رحلة عطاء الأم الفلسطينية عند حدود, فقد سطرت ملاحم اسطورية سيتحدث عنها التاريخ, فهناك من الأمهات من قدمن خمسة وستة شهداء من ابنائها وزوجها واخوانها, ومنهن من حرمت من زوجها في بداية زواجها واعتقل في سجون الاحتلال وحكم عليه بالسجن مدى الحياة, فهل يتوقف عطاء الأم الفلسطينية عند هذا الحد, بالطبع لا, فنادي الأسير الفلسطينيّ قال إنّ الاحتلال الإسرائيليّ، يواصل اعتقال عشر أمهات، وهنّ من بين (31) أسيرة يقبعنّ في سجن «الدامون», وبيّن تقرير نادي الأسير، الذي جاء بمناسبة عيد الأم، والذي يصادف 21 من آذار/ مارس من كل عام، أن إدارة سجون الاحتلال، تحرم أطفال وأبناء الأسيرات الأمّهات من الزيارات المفتوحة، ومن تمكينهن من احتضانهم، عدا عن حرمان بعضهن من الزيارة، أو عرقلتها في كثير من الأحيان، يرافق ذلك استمرار رفض إدارة السّجون توفير هاتف عمومي لهنّ للتواصل مع اسرهن والاطمئنان عليهم، رغم المطالبات المستمرة منذ سنوات.

والأسيرات الأمّهات هنّ: الأسيرة إسراء جعابيص من القدس، محكومة بالسّجن لمدة (11) عامًا, الأسيرة فدوى حماده من القدس، محكومة بالسجن لمدة (10) أعوام, الأسيرة أماني الحشيم من القدس، محكومة بالسجن لمدة (10) أعوام, الأسيرة ختام السعافين من رام الله، محكومة بالسجن لمدة (16) شهرًا, الأسيرة شذى عودة من رام الله، موقوفة, الأسيرة عطاف جرادات من جنين، موقوفة, الأسيرة شروق البدن من بيت لحم، معتقلة إداريًا, الأسيرة فاطمة عليان من قلنديا، موقوفة, الأسيرة سعدية فرج الله، موقوفة وهي أكبر الأسيرات سنّا, الأسيرة ياسمين شعبان من جنين، موقوفة. وتواجه الأسيرات كافة أنواع التّنكيل والتّعذيب التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق المعتقلين الفلسطينيين، بدءاً من عمليات الاعتقال من المنازل فجراً وحتى النقل إلى مراكز التوقيف والتحقيق، ولاحقاً احتجازهن في السّجون وإبعادهّن عن أبناءهن وبناتهّن لمدّة طويلة، ولاحقًا تستمر مواجهتهن لجملة من السياسات الممنهجة التي ترافقهن طول فترة الاعتقال كعمليات القمع والتًنكيل، والإهمال الطبيّ، ومحاولة إدارة السّجون المستمرة سلب حقوقهنّ.

وتُشكّل إحدى أبرز السّياسات التي يستخدمها الاحتلال بحقّ الأمّهات هي، اعتقالهنّ كوسيلة للضغط على أبنائهن المعتقلين أو أحد أفراد العائلة، وإيقاع أكبر قدر من الإيذاء النفسي كما جرى مع الأسيرة عطاف جرادات مؤخرًا، وهي والدة الأسرى (عمر وغيث، ومنتصر) جرادات، حيث لم يكتف الاحتلال باعتقالها وأبنائها بل أقدم على هدم منزلها. وهناك مئات الروايات من الأسرى، التي توضح كيف استخدم الاحتلال الأمّهات، للنيل من أبنائهن المعتقلين، عدا عن أن الآلاف من أمّهات الأسرى اللواتي حُرمنّ من أبنائهنّ على مدار سنوات وسلب حقهن بالزيارة. وفقد المئات من الأسرى أمهاتهم خلال سنوات أسرهم دون السماح لهم بإلقاء نظرة الوداع، وكذلك تواجه زوجات الأسرى تحديات كبيرة وعلى مستويات مختلفة، في ظل استمرار الاحتلال باعتقال أزواجهن، ويُضاف إلى ذلك معاناة وقهر الأمّهات والزوجات اللواتي استشهد أبناؤهن وأزواجهن في السّجون، فقد عاشوا حرمان الأسر والفقدان لاحقاً، ولا زالت الأم الفلسطينية تخوض معركتها ضد الاحتلال دون ان يردعها رادع.

الأم الفلسطينية التي تحب الوطن وتفديه بكل ما تملك تقوم بتغليب الواجب دائما والتضحية لأجل تحرير الأرض والمقدسات, فقد تزنرت الأم الفلسطينية بالحزام الناسف بشجاعة بالغة, وقدمت روحها فداء للوطن ومن ينسى هنادي جرادات وريم الرياشي وآيات الاخرس وفاطمة برناوي وعبلة طه ودلال المغربي وغيرهن من الاستشهاديات البطلات, وهناك أمهات فلسطينيات أكملن رحلة عطائهن بعد ان أصيب زوجها وهو رب الاسرة ومعيلها بإعاقة مستدامة, فقامت بالعمل لتعيل اسرتها وترعاها, وبحسب دائرة الإحصاء الفلسطينية، فان أكثر من عُشر المنازل في فلسطين تعيلها نساء, وتشير التقارير الى أن النساء الفلسطينيات تعلمن تقديم الدعم النفسي والعاطفي لأطفالهن الذين يعانون من العنف بسبب الاحتلال والاعتقالات والترهيب بسبب المستوطنين، وأذكر هنا ما جاء في خلاصة دراسة تحدثت عن دور المرأة الفلسطينية فقالت «لم يكن من السهولة بمكان الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية بكافة أشكالها وتجلياتها، فمشاركة فئات المجتمع المختلفة وتفاعل دور المرأة الايجابي بهذا الصدد كانا أمرين لابد منهما, للحفاظ على الهوية الفلسطينية, إن الدور الذي لعبته المرأة الفلسطينية اظهر وجهاً وقدرة للمرأة الفلسطينية في ميادين النضال الفلسطيني، حيث لعبت دورا أساسيا في مواجهة الاحتلال، يبدأ من المنزل بالتربية السليمة, إلى الشارع حيث المظاهرات والمواجهات مع الاحتلال الصهيوني، انه عيد الأم للمرأة المثالية التي تستحقها الأم الفلسطينية الشاهد والمشهود, بجدارة واستحقاق دون ان ينازعها عليه أحد.