كشف أسرى محررون ونشطاء أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في محافظة جنين مارست عليهم التهديد والترهيب، وتعرضوا خلال الاعتقال في سجونها للتحقيق العنيف والمعاملة السيئة، والاحتجاز بصورة تعسفية.
قناة فلسطين اليوم وثقت شهادات حية لمعتقلين سياسيين أفرج عنهم من سجون السلطة مؤخراً، تعرضوا لأقسى أنواع التعذيب، أقل ما توصف بأنها صادمة، كل ذلك على خلفية الانتماء السياسي، يمكن المشاهدة والاستماع إلى الشهادت في الفيديو أسفل التقرير.
التعذيب النفسي والجسدي
المعتقل السياسي محمود السعدي، قال عقب الإفراج عنه إن "المحققين يحاولون في كل مرة تلفيق وإلصاق التهم بحيازة أموال وأسلحة، فضلاً عن الأسئلة المتكررة حول نشاط حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية في مقاومة الاحتلال".
وأكد السعدي في حديث خاص لـ "قناة فلسطين اليوم"، أن "أجهزة أمن السلطة تعاملت معه بصورة قاسية في إطار التعذيب النفسي والجسدي، على وقع الاستهزاء بالمقاومة وعناصرها، حيث امتدّت جلسة التحقيق لساعات طويلة وبشكل يومي حتى الشعور بالتعب والإرهاق".
وتابع الأسير المحرر أن "المحققين التابعين للسلطة يصفون عناصر الجهاد الإسلامي بـ "الجواسيس" ، مبيناً أن الانتماء لحركة الجهاد أصبح بنظر أجهزة الأمن في الضفة هو بمثابة تهمة يجب أن تحاكم عليها.
وذكر السعدي أنه أمضى الـ75 يومًا في سجون السلطة، تعرض خلالها للضرب والتعذيب بقسوة وتُرك معصوب العينين، ومكبلاً، عدا عن شبحه ومنعه من الجلوس لفترات طويلة".
واستهجن المحرر السعدي السلوك والطريقة التي تتعامل بها السلطة في ملاحقة عناصر المقاومة في الضفة الغربية، مؤكداً أن مقاومة الاحتلال هي شرف على جبين كل فلسطيني".
يذكر أن الناشط السعدي اعتقل في سجون السلطة مدة 75 يوماً، عانى فيها أصنافا من التعذيب في سجن أريحا.
الانتماء للجهاد الإسلامي تهمة
التحقيق مع المحرر عبدالله أبو زميرو لم يكن أفضل حالاً، حيث قضى الآخر 70 يومًا في سجون السلطة وذكر خلال شهادته أن الأجهزة الأمنية نكلت به وتركته في زنازين انفرادية قرابة الشهر، ومارست عليه ضغوط نفسية كبيرة من أجل الاعتراف على قضايا لها علاقة بمقاومة الاحتلال".
المواطن "أبو زميرو" خرج عن صمته وتحدث لقناة فلسطين اليوم قائلاً إن "ظروف التحقيق والمسائلة كانت قاسية جسدياً ونفسياً، لافتاً إلى انه كان يقضي أوقات وساعات طويلة مكبل اليدين، عدا عن المهاجمة بالشتائم والاتهام بالتعاون مع الاحتلال".
وبين أن الأسئلة المتكررة من قبل المحققين في سجن المخابرات في جنين هي، لماذا ننتمي لحركة الجهاد الإسلامي؟ قائلاً: هذا السؤال كنا ندفع ثمنه غالياً من الضرب والتنكيل وكنا نعامل وأننا أعداء لهم".
تجاوز الأعراف الوطنية
بدوره علق الناطق الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي، على شهادات المعتقلين السياسيين لدى أجهزة السلطة والتي كشفوا خلالها عن تفاصيل تحقيق مخيفة تمارسها تلك الأجهزة بحقهم.
وقال سلمي في تصريحات صحفية إن "شهادات المعتقلين السياسيين من الأسرى المحررين والمقاومين الذين تعتقلهم أجهزة أمن السلطة، تدلل على مستوى الانحدار الذي وصلت إليه هذه الأجهزة في سياساتها التي تخدم الاحتلال بسعيها الحثيث لملاحقة العمل المقاوم، وتجاوز الأعراف الوطنية والقيم الأخلاقية والقانونية والذي تدلل عليه بوضوح أساليبها في اختطاف النشطاء".
وشدد على أن هذه الشهادات تمثل دليل إدانة لهذه الأجهزة وسياساتها، وهي شهادات تضع المؤسسات القانونية والحقوقية أمام مسؤولياتها لحماية الحريات العامة والتصدي لكل التعديات التي تمس بالمواطنين.