أعلن الجيش الروسي الإثنين، عن فتح ممرات إنسانية عدة وتعليق إطلاق نار في مناطق محددة لإجلاء المدنيين من مدن خاركيف وكييف وماريوبول وسومي الأوكرانية التي تشهد معارك عنيفة.
وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية، "تعلن القوات الروسية لغرض إنساني" الامتناع عن إطلاق النار محليًا "اعتبارًا من الساعة العاشرة في السابع من آذار/ مارس وفتح ممرات إنسانية".
وقالت وكالة إنترفاكس نقلًا عن وزارة الدفاع الروسية، "إنه سيتم فتح الممرات لإخراج المدنيين، بناءً على طلب الرئيس الفرنسي ماكرون".
وعلى صعيد المعارك قالت الوزارة، "إن الانفصاليين الموالين لروسيا شنوا هجومًا في مدينة ماريوبول الساحلية بجنوب أوكرانيا وإن معظم القتال وقع في الجزء الغربي من المدينة".
وأضافت الوزارة، أن القوات الروسية ستوقف اليوم إطلاق النار لفتح ممر إنساني للخروج من المدينة المحاصرة التي يبلغ عدد سكانها 400 ألف نسمة.
وواصل الجيش الروسي هجومه الشامل في أوكرانيا حيث يقصف خاركيف ثاني مدن البلاد ويحاول تطويق العاصمة كييف، في وقت من المقرر أن تعقد فيه جولة ثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية لكن الأمل بنجاحها ضئيل.
واستهدف قصف جوي مكثف الأحد مدينة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا، مستهدفًا خصوصًا مجمعًا رياضيًا تابعًا لجامعة محلية ومباني مدنية.
في العاصمة، يقف الجيش على أهبة الاستعداد لتدمير الجسر الأخير الذي يربط المدينة ببقية المناطق غربا لوقف تقدم الدبابات الروسية.
وقال الرقيب "كاسبر" من وحدة من المتطوعين الأوكرانيين، "إذا تلقينا الأمر من القيادة، أو إذا رأينا الروس يتقدمون، فسنقوم بتفجيره بأكبر عدد ممكن من دبابات العدو".
ودارت معارك عنيفة طوال يوم الأحد في ضواحي كييف وفقا للإدارة الإقليمية الأوكرانية لا سيما حول الطريق المؤدي إلى جيتومير (150 كيلومترا غربي كييف) وكذلك في تشيرنيغيف (150 كيلومترًا شمالي العاصمة).
كذلك واصل الجيش الروسي حصاره لمدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية على بحر آزوف في جنوب شرق البلاد حيث فشلت الأحد محاولة ثانية للقيام بعملية إجلاء إنساني. واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بالاستعداد لقصف مدينة أوديسا على البحر الأسود.
وقال المتحدث العسكري الإقليمي سيرغي براتشوك إن صواريخ روسية أطلقت من البحر سقطت الاثنين على قرية توزلي في منطقة أوديسا. وأشار إلى أنها استهدفت "منشآت حيوية" لكنها لم تسفر عن إصابات.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال، عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن روسيا جندت مرتزقة سوريين من ذوي الخبرة في حرب العصابات في المدن، للمشاركة في المعارك في أوكرانيا.
وأكد بوتين خلال محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأحد، أنه "سيحقق أهدافه" في أوكرانيا "إما من خلال التفاوض أو من خلال الحرب"، بحسب الإليزيه.
لكنه أكد أنه "ليس في نيته شن هجمات على محطات الطاقة النووية"، مبديًا "استعداده لاحترام معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحماية محطات الطاقة"، على ما قالت الرئاسة الفرنسية للصحافة.
وبعد القصف الذي نفت موسكو مسؤوليتها عنه واستهدف في 4 آذار/ مارس محطة الطاقة النووية في زاباروجيا (جنوبًا)، وهي الأكبر في أوكرانيا وأوروبا، وأثار مخاوف من وقوع كارثة، فقد أبلغت كييف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إدارة المحطة أصبحت حاليًا تحت أوامر القوات الروسية.
ووفقا للسلطات الأوكرانية، فإن الاتصالات المتوفرة في المحطة تتم عبر هاتف محمول فقط، لكنها ذات جودة رديئة. وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إنه يشعر "بقلق عميق" من "تدهور الوضع في ما يتعلق بالاتصالات الحيوية بين السلطة التنظيمية والمحطة".
من جهته اتهم الجيش الروسي الأوكرانيين بالسعي إلى إحداث تسرب إشعاعي في خاركيف ثم إلقاء اللوم على موسكو في ذلك.