نظمت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين - الساحة السورية، مساء اليوم الأربعاء، حفل تأبينٍ في مخيم جرمانا، بريف العاصمة دمشق، للشهيدين البطلين عبد الله الحصري ابن سرايا القدس- كتيبة جنين، وشادي نجم ابن كتائب شهداء الأقصى- مجموعات حزام النار، اللذين ارتقيا مؤخراً خلال اشتباك مسلح مع جيش الاحتلال لدى اقتحامه مخيم جنين شمال الضفة المحتلة.
وأمَّ حفل التأبين مسؤولين من كافة القوى والفصائل الفلسطينية، وشخصيات اعتبارية سورية وفلسطينية، وفعاليات شعبية ونقابية وطلابية.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عبد العزيز الميناوي، أن استشهاد البطلين عبد الله الحصري وشادي نجم يُشكل نهجاً وطريقاً في المكان الأكثر ملموسية في الصراع.
وقال الميناوي :"الضفة الغربية في قلب مطامع المشروع الصهيوني، كما تُشكل بالنسبة لنا قلبَ الإسلام والعروبة والقضية، وسنسعى على أرضها لضرب وهزيمة العدو المحتل".
وشدد على أن المغزى التاريخي لاستشهاد هذين البطلين، يُعطينا مؤشراً على أهمية المعركة.
واستهجن الميناوي بشدة وجود بعض الفلسطينيين، الذين يتصورون أن المشروع الصهيوني سيُقدم لنا عبر وسائل غير كفاحية الضفة الغربية.
وبيّن أن هزيمة المشروع الصهيوني في الضفة الغربية، ستكون هزيمةً مدوية له في كل مكان، في "تل أبيب"، وفي حيفا، وفي "إيلات"، وفي كل العالم.
بدوره، خاطب عضو قيادة إقليم سورية لحركة فتح علي سلامة، الحضور قائلاً :"الإخوة الأعزاء بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مساؤكم معطر بعطر الشهداء. مساؤكم تضحية وفداء".
وأضاف "نقف اليوم لنؤبن شهيدي الوطن عبد الله الحصري وشادي نجم، اللذين ارتقيا في معركةٍ بطولية على أرض مخيم "جنين جراد"".
وتابع سلامة: "في حضرة هذين الشهيدين لا ننسى من سبقوهم في نابلس- جبل النار، لذا وفي هذا المقام، ندعو جميع الفصائل للعمل على نبذ الخلاف صوناً لدماء الشهداء، والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية".
من جانبه، توجّه عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومسؤولها في سورية حسن عبد الحميد، بتحية إجلال واعتزاز بتضحيات الشهداء.
وقال عبد الحميد :"في هذا المقام الجلل، نعاهد أرواح الشهداء بالمضي قدماً نحو الأهداف النبيلة التي قضوا من أجلها حتى تحرير فلسطين واستقلالها وعاصمتها مدينة القدس".
من ناحيته، اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، رامز مصطفى، أن البطولة والتضحية التي قدمها الشهيدان عبد الله الحصري وشادي نجم تحمل رسالة مفادها بأنه طالما أن هناك احتلال على أرض فلسطين لن تتوقف المقاومة.
وقال :"رسالتكما أيها البطلين، تقول لكل المتآمرين والعابثين بقضية شعبنا أن لهذه القضية رجالٌ أحرار يحمون عناوينها، ويدافعون عنها بأغلى ما يملكون".
وأضاف مصطفى "لهذه الأرض والمقدسات شعبٌ يأبى أن تنكسر إرادته، وهو عصي على الانكسار".
وشدد على أن الطريق إلى فلسطين لن تكون إلا بالمقاومة، ولن تكون بالمساومة، أو بالرهان على سياق سياسي يلتف على حقوق شعبنا وثوابته.
ونوه مصطفى إلى أن إرادتنا اليوم هي إرادة عبد الله الحصري وشادي نجم، ومن قبلهما شهداء عملية الاغتيال في نابلس التي تمت على وقع مجلسهم المركزي.
أما أمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية في دمشق ياسر المصري، فأكد أن الشهيدين البطلين عبد الله الحصري وشادي نجم، اللذين ولدا بعد اتفاق "أوسلو" المخزي، عبّرا عن رفضه بدمائهما الزكية.
وقال المصري :"حركة فتح التي نعرفها جيداً، فيها مناضلون شرفاء سنكون إلى جانبهم دوماً، ولن نكون إطلاقاً إلى جانب من يُنسقون أمنياً مع الاحتلال".
وبيّن أن الشهداء مشاعل نور على طريق تحرير فلسطين، التي نعرفها جميعاً، ولا يمكن أن نتخلى عن شبر واحد من أرضها.
ونوه المصري إلى أن شلال الدم الفلسطيني لن يتوقف، من أجل تبقى فلسطين كل فلسطين نجمةً في سماء أمتنا العربية.
وأضاف "الشهداء يرتقون على مذبح حرية فلسطين، من أجل أن يبقى علمنا عالياً خفاقاً في كل مدننا وقرانا المحتلة".
وتحدث عن المطبعين، مشدداً على كونهم ليسوا عرباً، ولن نقبل بشرعية كيان الاحتلال، فنحن هم أصحاب الحق.
وأوضح المصري أن الشعب العربي من المغرب، إلى الخليج، إلى العراق، مصر، والسودان لا يمكن أن يرضى بهذا الانبطاح الذي أقدمت عليه النُظم المطبعة.
وتوجه أمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية، بالتحية لمحور المقاومة الممتد من طهران العزة، إلى العراق، إلى دمشق العروبة، إلى حزب الله في بيروت، إلى اليمن.