أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة، الإثنين، على ضرورة حشد قوى الشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني باعتبار ذلك واجباً إسلامياً ووطنياً.
وقال النخالة في كلمة له خلال مناسبة ذكرى الإسراء والمعراج نظمت في غزة: إن " طبيعة المعركة التي يخوضها الشعب الفلسطيني مع العدو تحتاج إلى تحالف وتعاون بين القوى السياسية والاجتماعية المعبرة عن الشعب الفلسطيني" .
وجدد القائد النخالة التأكيد على رؤية حركة الجهاد الإسلامي الواضحة والثابتة، وهي أن المسار الوحيد أمام شعبنا الفلسطيني هو المقاومة والاستمرار بها.
وطالب بضرورة صياغة برنامج عمل وطني يمثل الكل الفلسطيني يلتزم بالحقوق التاريخية في فلسطين، ويكون موجهاً لنضالنا ضد العدو الصهيوني، داعياً السلطة لمغادرة أوهام التسوية معَ العدو الصهيوني.
وتابع النخالة: "الذين يظنون أن قدر شعبنا أن يلهث وراء بني إسرائيل، ليهبونا بعضًا من حقوقنا، وبعضًا من الحرية والاستقلال، هم واهمون، مؤكداً أن الاحتلال لن يعطي السلطة دولة فلسطينية في الضفة الغربية أو غيرِها".
ويرى أمين الجهاد في تصريحات قادة العدو في الفترة الأخيرة أكبر دليل على أن الاتفاقيات التي أبرمت مع الاحتلال ليس سوى خدعة كبيرة وعملية تمويه خطيرة ومدمرة هدفها أن يمر بنو إسرائيل إلى كل العواصم، محققين هيمنتهم على المنطقة.
وتساءل النخالة عن حقبة أوسلو، ثلاثون عامًا منذ اتفاق أوسلو، ماذا خبأت من تاريخنا، ومن جهادنا؟! ثلاثون عامًا، ماذا خبأت ليتحول المقدس إلى مدنس؟! هل ستخبرون الشعب المجاهد كيف بدأ التنازل خطوة خطوة، حتى وصلتم محاصرين في رام الله، لا تستطيعون حتى الكلام عن فلسطين وعن القدس وإذا تكلمتم تتكلمون عن الشرعية الدولية التي أعطت فلسطين لليهود وطنًا قوميا؟!
كما توجه برسالة لأصحاب مشروع أوسلو، قائلا: "أصبحتم تطاردون أبناء شعبكم مقابل أوهام صنعتموها، وأوهام التسوية التي حاصرتم فيها المشروع الوطني ومنظمة التحرير الفلسطينية".
واستكمل: "حتى المنظمة أضعتموها بعد اجتماع المجلس المركزي الأخير في رام الله! أفلا يكفي هذا للتوقف، وإعادة قراءة المشروع الصهيوني من جديدٍ؟! ألا يكفي هذا للتوقف، وإعادة بناء مشروع وطني حقيقي يخرجنا مما نحن فيه من حالة التشتت؟".
وبين النخالة أن الواقع يثبت يوما بعد يوم أن أصحاب مشروع أوسلو لم يحققوا شيئًا للشعب الفلسطيني إلا زيادة المعاناة، وإعطاء شرعية إضافية للعدو في احتلاله لفلسطين.
وخلال حديثه أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة، أن ذكرى الإسراء والمعراج، وتحرير المسجد الأقصى من سيطرة الاحتلال الصليبي هي مناسبات تبعث الأمل في تحرير القدس مرة أخرى.
وقال إن "أكثر من خمسين عامًا والقدس ترزح تحت الاحتلال، وأكثر من سبعين عامًا والكيان الصهيوني يزيل اسمَ فلسطين عن خارطة العالم؛ لكن الشعب الفلسطيني لم يتوقف لحظة واحدة عنِ الجهاد والمقاومة دفاعًا عن فلسطين وحقه التاريخي فيها".
وبين أن "جنود فلسطين ومجاهديها يتقدمون على خطى محمد صلى الله وعليه وسلم باتجاه القدس، والمسجد الأقصى الذي دنسته أقدام الصهاينة، كما دنست أرض فلسطين المباركة".
وأكد النخالة أن "المقاومة اليوم في فلسطين والمنطقة هي أقوى من أي وقت مضى، والعدو رغم امتلاكه كل أنواع الأسلحة هو أضعف من أي وقت مضى"، مشيراً إلى ان إن العدو الصهيوني الذي كان يجتاح ويتقدم في لبنان وغزة وفي جبهات كثيرة، يتراجع ويبني الجدر لحماية نفسه.
وقال: "الواقع يثبت يوما بعد يوم يا قيادة السلطة أنكم لم تحققوا شيئا للشعب الفلسطيني إلا زيادة المعاناة وإعطاء شرعية إضافية لهذا العدو في احتلاله فلسطين، الشرعية الدولية التي تتحدثون عنها تركتكم في العراء 30 عامًا ولم تقيم لكم وزنا ولا لغيركم".
وشدد القائد النخالة على أن من يملك القوة اليوم ويستطيع أن يقاتل هو الذي يستطيع أن يغير الواقع ويفرض وقائع جديدة على الأرض ويأخذ الناس إلى النصر، مبينًا أن ذلك تمام ما حصل في معركة سيف القدس.
وبيَّن النخالة أن معركة سيف القدس الأخيرة فتحت آفاقا جديدة أمام الشعب الفلسطيني وجسدت وحدته الوطنية على امتداد انتشار شعبنا في المناطق المحتلة منذ عام 48 وفي الضفة والقطاع والشتات ومخيمات اللجوء.
وقال: "معركة سيف القدس أثبتت أن عناصر القوة في الشعب الفلسطيني تستعصي على الفناء وهذا يتأكد مما نراه من إنجازات تحققها المقاومة".
وتابع "العدو الصهيوني الذي كان يجتاح ويتقدم في لبنان وغزة وفي جبهات كثير يتراجع ويبني الجدر لحماية نفسه"
وجدد الأمين العام للجهاد الإسلامي التأكيد على أن ما كان من اتفاقيات مع العدو الصهيوني ليس سوى بدعة كبرى، وعملية تمويه خطيرة، ومدمرة ليمر بنو إسرائيل إلى كل العواصم محققين هيمنتهم على المنطقة.
وأردف النخالة حديثه "يريدون أن يحرمونا من نعمة الجهاد وهم يسلمون مفاتيح بلادنا للعدو كي يدخل البلاد عاصمة عاصمة وتحت عناوين مختلفة آخرها التطبيع والسلام الاقتصادي".
وأكد أن التطبيع والسلام الاقتصادي هو إهانة ما بعده إهانة لأمة تملك هذا التاريخ العريق والحضارة التي أضاعوها بجهلهم.
وتساءل النخالة "هل كان حكام الخليج وغيرهم مضطرون لدعوة بني إسرائيل كي يستبيحوا أوطانهم وقصورهم؟، هل توازن القوى يدفع دول الخليج للتطبيع، ونحن في غزة والضفة نكبح العدو من التقدم ونغير من المعادلات القديمة على مدار الوقت؟".
وأعرب عن أسفه من بعض الفلسطينيين الذين أعطوا لدول الخليج مبررا حول التطبيع مع العدو الصهيوني بإصرارهم على التمسك بأوهام السلام التي انتهت منذ زمن طويل.
وأردف النخالة حديثه "العدو يتواصل مع بعض الفلسطينيين وكأن عملية السلام قائمة ليشغلهم بالشؤون البلدية والانتخابات ثم يتركهم للتصارع حول الصلاحيات".
وقال "يتقاتل بعض الفلسطينيين ويزجون بالمجاهدين في السجون وأكثر من ذلك يتفاخرون بالتنسيق الأمني والاستيطان ينتشر كالسرطان في الضفة الغربية".
وأضاف "القدس تهوّد ولا نسمع من السلطة سوى عبارة أن القدس خط أحمر، حتى وصلت العدوى لقوى المقاومة والناطقين باسمها"
وقال: "اسمحوا لي أن أصحح هذه المقولة التي نرددها كل يوم فالقدس يا سادة تحت السيطرة المباشرة للعدو الصهيوني منذ 50 عاما، أقدام العدو تدنس القدس والمسجد الأقصى يوميا وعلى مدار الوقت وكلمة خط أحمر تُطلق على شيءٍ لم يحدث ويتم التحذير من حدوثه وليس على شيء قد حدث منذ زمن طويل".
وأوضح النخالة أن الاحتلال يهدم مدينة القدس بالتدريج وينشيء الأنفاق تحت المسجد الأقصى ويتسلل منذ 50 عاما في أزقتها، مشيرًا إلى أن ما يجري في الشيخ جراح وغيره من الأحياء المقدسية ما هو إلا المشهد الصارخ لعنجهيتهم.
وأضاف "الحقيقية الماثلة أمامنا يجب ألا تترك مجالا للتحليل والتوقع وإطلاق البيانات والتصريحات وهم يهودونها منذ 50 عاما ومازالوا يفعلون"
ودعا النخالة كل مسلم في العالم عربي، أم غير عربي، وأولهم الشعب الفلسطيني أن يستنفر على مدار الوقت للعمل على حماية القدس والمقدسات
وقال: "علينا أن نعمل بلا كلل أو ملل وبكل الوسائل من أجل تحرير القدس".
وطالب القائد النخالة من كافة قوى المقاومة، وأبناء الجهاد الإسلامي، ومن سراياه المظفرة في كل مكان أن يكونوا على أهبة الاستعداد دائما للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى الذي تدنسه عصابات المستوطنين يوميا.
وشدد على أن مشاغلة العدو، واستنزافه في كل مكان أصبح واجبا من أي وقت مضى، وأن ما يقوم به المجاهدون في الضفة الباسلة من التصدي لقوات العدو لهو مقاومة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
وقال النخالة "إن الأعذار كثيرة ولكن الواجبات أكثر وتزداد يوما بعد يوم، فهذا زمن الجهاد وزمن المجاهدين".
وتابع "في هذه الأيام تظللنا ذكرى معركة بأس الصادقين وذكرى مذبحة الحرم الإبراهيمي وذكرى استشهاد القائد الكبير عبدالله السبع واستشهاد المجاهد المميز محمد الناعم، نقف بكل فخر واعتزاز إلى جانب أسرانا البواسل الذين يخوضون معركة كبرى داخل معتقلات العدو للدفاع عن الحد الأدنى من حقوقهم الإنسانية التي يجردهم العدو منها".
وأكمل حديثه "إن واجبنا الدائم جميعا يحتم علينا أن نسعى جاهدين من أجل حرية الأسرى ولا بد من التأكيد الدائم على حضورهم في قلوبنا".
وشدد الأمين العام على ضرورة أن تبقى حرية الأسرى واجبًا وهدفًا لا يا يفارقنا حتى تحريرهم.
وقال القائد النخالة: "أقف بكل تقدير واحترام للأخت الفاضلة عطاف جرادات أم منتصر الصامدة التي افتخرت بأبنائها الذين نفتخر بهم، ونقف بكل تقدير للشيخ الفاضل محمد جرادات الذي أراد العدو أن ينال منه ومن دوره الدعوي المقاوم".
وشدد على أن النصر يعتمد على مدى استعدادنا للتضحية، مضيفًا "كلما كانت استعداداتنا أقوى كان انتصارنا أقرب".
وقال :"تقع على عاتق الدعاة والمربين وخطباء المساجد المسؤولية الكبرى في ترسيخ المفاهيم الإسلامية التي تعزز الثقة بالله"، مضيفًا "لن تفلح أمة أو جماعة يغيب الإحساس بالله في حياتها وفي سلوكها ويصبح سلوكها مرتبطا بمعايير الناس".
واعتبر القائد النخالة أن الاعتداء على الشيخ خضر عدنان اعتداء على حركة الجهاد الإسلامي بأكملها، وعلى القوى الوطنية والإسلامية، مشددًا على أنه رمز فلسطيني كبير وقامة وطنية عالية.
وأكد على ضرورة حشد قوى الشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني، مشددًا على أنه واجب إسلامي ووطني، وحاجة وطنية تقتضيها طبيعة المعركة مع العدو.
وجدد النخالة التأكيد على رؤية حركته الواضحة والثابتة أن المسار الوحيد أمام شعبنا الفلسطيني هو المقاومة والاستمرار بها، مشددًا على ضرورة مغادرة أوهام التسوية مع العدو الصهيوني.
وفي ختام حديثه أكد النخالة على ضرورة صياغة برنامج عمل وطني يمثل الكل الفلسطيني ويلتزم بحقوقنا التاريخية في فلسطين ويكون موجها لنضالنا ضد العدو الصهيوني.