Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

احداث أوكرانيا.. تداعيات كبيرة على خريطة التوازن العالمي

قناة فلسطين اليوم - وكالات

بسام ابو شريف

جاء اعتراف الحكومة الاوكرانية بوجود صواريخ نووية على ارضها ليشكل علامة فارقة كبيرة في ما يدور من احداث على ارض اوكرانيا فقد ثبت هذا الاعتراف الاتهامات الروسية للولايات المتحدة بمحاولة تحويل اوكرانيا الى قاعدة معادية للاتحاد الروسي وخطرا امنيا استراتيجيا على روسيا الاتحادية كما جاء هذا الاعتراف للاشارة بوضوح الى الدور الشرير الذي لعبته اسرائيل في تهيئة هذه القواعد للصواريخ النووية من خلال اكثر من عشرة آلاف فني وعامل كانوا قد ارسلوا الى اوكرانيا باتفاق عقده نتنياهو مع زيلنسكي ولم يتأخر الاتحاد الروسي لحظة واحدة فقد اعلن فورا مندوب روسيا الاتحادية في مجلس الامن بان روسيا الاتحادية لا تعترف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان المحتل، كان بذلك يترجم سياسيا ما قام به شويغو في زيارته المفاجئة والسريعة لسوريا قبل قبل اندلاع الازمة بحرارة وشدة في اوكرانيا وقابل بشار الاسد واشرف على مناورات استخدمت فيها روسيا الاتحادية اسلحة جديدة سواء طائرات جديدة او تلك الصواريخ الفائقة لسرعة الصوت ولذلك لزمت اسرائيل الصمت طيلة الوقت خشية ان تكشف تلك الاسرار فجاء تصريح زيلنسكي ليكشف بوضوح ان بايدن واسرائيل كانا يعملان لتحويل اوكرانيا الى دولة من دول الناتو فيها قاعدة للصواريخ النووية تهدد موسكو قبل ان تهدد اي مكان آخر في العالم ولا شك ان في نية اسرائيل امكانية استخدام تلك الصواريخ النووية ضد ايران في معركتها التي تسميها معركة وجود مع ايران.

من ناحية اخرى املاءات واشنطن على الدول الاوروبية جعلها تتخذ قرارات منسجمة مع ما تريده واشنطن وقفزت بعدائها لروسيا قفزات كبيرة وجعل من اعادة التطبيع لعلاقات روسيا مع الدول الاوروبية قضية شبه مستعصية وهذا سيؤثر تأثيرا كبيرا على اقتصاد اوروبا على الاقل من زاوية واردات الطاقة من غاز ونفط من روسيا الى دول اوروبية وسيجعل كلفة هذه البضائع المستوردة من الولايات المتحدة او مصادر اخرى اعلى بكثير من الكلفة الذي كان يدفعها المواطن الاوروبي ثمنا للطاقة المستوردة من روسيا الاتحادية ومرة اخرى يكشف جونسون بوقاحته وصراحته ان الهدف هو القضاء على الاقتصاد الروسي وجاءت كلماته في معرض حديثه عن العقوبات لتفسر تماما ان الهدف هو القضاء على الاقتصاد الروسي وليس اي شيء آخر يريدون احتواء روسيا بحيث لا تفكر روسيا كدولة كبرى تشارك في اتخاذ القرارات التي تتصل بامن وسلامة واستقرار العالم يريدون فقط لمستعمرهم الاميركي ان يكون هو صاحب القرار وكان رد بوتين على ذلك واضحا كل الوضوح اذ تمنى على الاوروبيين ان يعملوا على انهاء الاستعمار الامريكي لبلدانهم وقال بوتين في معرض حديثه انهم سيفرضون عقوبات علينا سواء دافعنا عن انفسنا ومنعنا من اقامة قاعدة للناتو على حدودنا ام لا انهم سيتخذون القرارات لان هدفهم هو احتواء الاقتصاد الروسي ومنع التمدد الاقتصادي الروسي في اوروبا تحديدا من خلال نوردستريم2 اي خط الغاز الذي انشىء لتوصيل الغاز الى المانيا بأسعار معتدلة.

وعلى هذا فنحن نتوقع من روسيا الاتحادية التي اتخذت القرار الجريء بالخطوة الشجاعة في منع تحويل اوكرانيا الى دولة من دول الناتو وحرمان اوكرانيا من تلك القواعد العسكرية التي تشكل منطلقا للصواريخ النووية اتخاذها مثل هذا القرار يدل دلالة واضحة على ان هذا الطريق الذي بدأ لن ينتهي الا بانهاء اقامة دولة جديدة للناتوعلى حدود موسكو بل سيستمر لمواجهات في مناطق اخرى لاثبات ان هذا العالم لم يعد يخضع لقرار من واشنطن فقط ولاملاءات من واشنطن وهذا يجعل من الحلف الذي تحاول روسيا الاتحادية ان تبنيه وبسرعة من خلال مصالح مشتركة بين اعضائه يجعل من ذلك خطوة ضرورية وسريعة لمواجهة الاملاءات الامريكية وتشكل منطقة الشرق الاوسط منطقة حامية في ظل حروب باردة كثيرة وتشكل الاعتداءات الاسرائيلية اليومية على الشعب الفلسطيني والشعب السوري والشعب اللبناني مدخلا حقيقيا من اجل اعادة ومراجعة الوضع في الشرق الاوسط بحيث ينطبق ما قالع مندوب روسيا الاتحادية حول الجولان على بقية الاراضي التي تحتلها اسرائيل منذ عام 67 .

ان هذا الموقف يعيد لروسيا التوازن الذي كان قائما عندما عقد مؤتمر مدريد تحت اشراف واشنطن وموسكو ومن اجل تطبيق قرار 242 بينما في اللحظة الراهنة يحاول بايدن ان يمدد ويوسع تحالف ابراهيم الذي شكلته مع اسرائيل وبقيادة اسرائيل من اجل التصدي واحتواء ايران ومنعها من التقدم الاقتصادي والتقدم العسكري والتقدم السياسي في المنطقة .

وعلى هذا نحن نتوقع ان يتابع بوتين خطواته الجريئة بخطوات لاحقة خاصة في ظل تلك الزيارات التي قام بها وفود دول هامة جدا لموسكو حتى اثناء العملية الخاصة التي شنتها روسيا الاتحادية على قواعد الناتو التي تنشأ على ارض اوكرانيا ولقد قامت الهند وباكستان والبرازيل والسودان بارسال وفودها الى موسكو في ظل كل هذه الاشتباكات وهي تعلم ان الاتصال بموسكو في ظل هذه الظروغ سوف يغضب واشنطن وليس العكس.

ان ما يقوم به بايدن هو تجسيد عملي لما جاء في البيان المشترك الصيني الروسي الذي صدر في ظل الالعاب الشتوية الاولمبية عندما قام بوتين بزيارة للصين احتفالا بتلك الالعاب الاولمبية واهم ما جاء في ذلك البيان ان هناك اتفاقا لا مفر منه للصين وروسيا بالاتفاق الحقيقي والصارم والحازم لاقامة عالم جديد اكثر عدالة اكثر عدالة بالنسبة لمصالح الشعوب وتحررها من الاستعمار والنهب والفساد ونلاحظ هنا بشكل خاص ان بوتين في خطابه الموجه للامة الروسية ذكر اكثر من مرة وشدد على دور الفساد والفاسدين في اوكرانيا وما جروا اوكرانيا له بسبب هذا الفساد الذي كلف مئات الملايين من الدولارات للولايات المتحدة وغيرها وكان يقصد بوتين بوضوح الرئيس الاوكراني ورئيس الوزراء ووزير الخارجية وعشرة وزراء على الاقل يحملون جوازات سفر اسرائيلية لعبت اسرائيل دورا خطيرا جدا في ضرب السكين في خاصرة الاتحاد الروسي وهذا يجعل من اسرائيل عدوا خطيرا ونبه الروس الى اهمية احتواء ما تهدد به اسرائيل والى العودة الى الحلول التي تعتبرها موسكو حلولا عادلة وهي تطبيق قرارات الشرعية الدولية 242 و 338 لقد وعد بوتين الرئيس يشار الاسد بان يحمي حق سوريا في السيادة على ارضها كاملة دون نقصان وهذا لا يعني فقط شمال شرق سوريا بل يعني ايضا الجولان المحتلة واذا فتح ملف الجولان والاصرارعلى الانسحاب منها فهذا يعني لداية تراجع للكيان الصهيوني عن خططه مجبرا وليس مختارا ولا شك لدينا بان الخطوة التي ستلي هي عدم اعتراف روسيا الاتحادية بسيادة اسرائيل على الضفة الغربية او على المستوطنات فيها وان عليها ان ترحل من الضفة الغربية حسب قرار 242 ولا شك ان روسيا الاتحادية تنتظر مناسبة وفرصة قد تكون الهبة الجماهيرية المنتظرة في الضفة الغربية وفلسطين ضد السلطة الفاسدة وضد الاحتلال الاسرائيلي فقد اصبح واضحا ان تنفذ اسرائيل سواء في اوكرانيا اوفي فلسطين هو نابع من تعاون شلة من الفاسدين هنا او هناك مع اسرائيل لتثبيت احتلالها وتثبيت اركانها في تلك المواقع خدمة للمصالح الصهيونية اننا اذ نقف بكل صلابة الى جانب روسيا الاتحادية شعبا وحكومة ورئيسا نقول اننا فعلا معجبين جدا بالقدرات الهائلة التي يتمتع بها الرئيس بوتين قدرته على معرفة مخططات العدو والتخطيط لمواجهتها وصدها وردها والقضاء عليها .