انتهت منافسات دوري أبطال أوروبا لهذا الأسبوع، لكن المتعة في عالم كرة القدم مستمرّة، في ظلّ إقامة مباريات الدوري الأوروبي اليوم الخميس، إذ يبرز العديد من اللقاءات المرتقبة.
برشلونة يلاقي نابولي
سنوات عدة مرّت في تاريخ برشلونة الإسباني وهو ينافس بشكل دائم في مسابقة دوري أبطال أوروبا، أقلّه كان ضيفاً دائماً في الأدوار الإقصائية بعيداً عن دور المجموعات.
برشلونة الذي كان قد بدأ رحلته في دوري أبطال أوروبا بشكلٍ دائم في عهد رونالدينيو وصامويل إيتو ومن ثم حقبة الأرجنتيني ليونيل ميسي، وجد نفسه في أول موسم بدون "البولغا"، خارج المسابقة التي حقق لقبها في خمس مناسبات سابقة.
الآن باتت مسابقة الدوري الأوروبي فرصة مهمة لتعويض الكثير والبناء عليه للمستقبل، قد تكون المنافسة على لقب الدوري الإسباني صعبة في ظلّ تفوق ريال مدريد في الصدارة، إذ ترغب الجماهير في رؤية النادي الكتالوني مع لقب ربما يعيده إلى الواجهة من جديد، مع بعض التعديلات والتدعيمات التي حصلت في "الميركاتو" الشتوي أخيراً، من قبل المدرب تشافي هيرنانديز الذي يقود المرحلة الانتقالية الصعبة، بجلب بيير أيمريك أوباميانغ وآداما تراوري، كمحاولة لإنعاش الخط الهجومي في الفريق.
ويسعى برشلونة إلى تكوين نفسه مجدداً، إذ عانى بشكلٍ كبير منذ خروج ميسي إلى صفوف نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، ولكن مهمته في الدوري الأوروبي، هذه الليلة (21:45 بتوقيت مكة المكرمة) لن تكون سهلة أبداً، إذ تتوجب عليه ملاقاة نادي نابولي الإيطالي، الذي يمتلك أسلحة عديدة قادرة على الوصول إلى مرمى الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن.
ويقدم نابولي موسماً مميزاً بعدما تعادله أخيراً مع نادي إنتر بطل إيطاليا الذي كان متصدراً لترتيب الدوري، وينافس بشراسة على لقب "السكوديتو"، باعتماده على تشكيلة من اللاعب تضمّ فيكتور أوسيمين والإيطالي لورنزو إنسينييه وبولتينا دوي لورنزو وآخرين.
التقى الطرفان في ست مناسبات سابقة، بينها 4 مباريات ودية ومواجهتان في دوري أبطال أوروبا عام 2020، يوم كان جينارو غاتوزو مدرباً لنادي الجنوب الإيطالي، ففاز الفريق الكتالوني بنتيجة 3-1 وتعادلا 1-1.
ويبرز العديد من الذكريات بين الفريقين على رأسها اقتران أسطورة الأرجنتين دييغو أرماندو مارادونا بالناديين، إذ لعب وتألق في نادي نابولي وكذلك دافع عن ألوان برشلونة.
من الواضح أن رجال المدرب تشافي هيرنانديز باتوا يعرفون أكثر طريق الهدف، رغم التعادل أمام إسبانيول في الجولة الأخيرة من مسابقة الدوري الإسباني 2-2، ومن دون شك يمتلك نابولي الفرصة للانتقام من هزيمته الرسمية الوحيدة أمام برشلونة.
ويدخل نابولي اللقاء بعد سلسلة جيدة من النتائج شهدت 3 انتصارات وتعادلا واحدا، ووضعهم جيد من الناحية الدفاعية تحديداً، تحت قيادة المدرب الإيطالي لوتشانو سباليتي.
بقية المباريات
بعد هبوطه إلى الدوري الأوروبي، وعلى الرغم من الأداء اللائق في دوري أبطال أوروبا بتحقيقه 3 انتصارات و3 هزائم، وجد بروسيا دورتموند نفسه بعيداً عن دور خروج المغلوب في الأبطال، وهو الآن من بين أبرز المرشحين لحصد لقب البطولة القارية الثانية، حين يلاقي بطل اسكتلندا نادي رينجرز.
ووجد الفريق الألماني سهولة في التعامل مع الفرق الاسكتلندية في المواجهات السابقة، إذ لم يهزم في جميع المباريات الأوروبية على أرضه ضد خصم اسكتلندي بواقع 4 انتصارات و3 تعادلات، محققاً حينها 6 مرات شباكاً نظيفة.
ويسعى الفريق الألماني للسير على خطى ما حققه في نهائي الأسبوع الماضي، حين هزم يونيون برلين بثلاثية نظيفة على ملعب "سيغنال إيدونا بارك"، الذي شهد اهتزاز شباك الفريق خلال 7 مباريات سابقة بشكل غير متوقع وكبير، وصل إلى 13 هدفاً بمعدل 1,86 للقاء الواحد.
ويسعى رينجرز الذي لم يقدم مستوى مميزاً في 2022، واكتفى بفوزٍ واحد مقابل تعادلين وهزيمة واحدة، بقيادة مدربه الهولندي جيوفاني فان بروكهورست، للعودة بنتيجة طيبة من ألمانيا، ومن اللعب في غلاسكو حيث يعلم الجميع أن المهمة في تلك المدينة ستكون أكثر تعقيداً على زملاء القائد ماركو رويس.
ويغيب عن اللقاء الأول اليوم الخميس، الهداف النرويجي إرلينغ هالاند بسبب الإصابة إضافة إلى توماس مونييه، وإيمري تشان بسبب تلقيه بطاقة حمراء في الجولة السادسة والأخيرة من مجموعات دوري أبطال أوروبا.
من جانب آخر تبرز قمة منتظرة بين فريق إيطالي هو لاتسيو وآخر برتغالي هو بورتو، الذي لعب هذا الموسم ضمن مجموعة "الموت" التي ضمّت ليفربول الإنكليزي ونادي أتلتيكو مدريد الإسباني وميلان الإيطالي الذي احتل المركز الرابع خلف بورتو.
ويرغب بورتو تحت قيادة المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو، بتحقيق لقبه الأوروبي الأول، مع العلم أنه كان قد لاقى لاتسيو في موسم 2002-2003، حين تخطاه في الأدوار الإقصائية وحقق لقب كأس الاتحاد الأوروبي (المسمى القديم) لاحقاً.
وفي بقية المباريات يلعب نادي شريف تيراسبول المقدوني، الذي كان قد صدم الجميع حين هزم ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، مع سبورتينغ براغا البرتغالي في هذا الدور، مع العلم أن الفريق احتل المركز الثالث في مجموعة الأبطال خلف أبناء المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي وإنتر ميلانو مع سيموني إنزاغي الذي حلّ وصيفاً.
كما تبرز مباراة أخرى حين يلعب نادي زينيت سان بطرسبرغ الروسي مع ريال بيتيس الإسباني، وتلعب مباراة الذهاب في روسيا، بينما يلعب نادي أتالانتا الإيطالي القوي الذي يعتبر بطبيعة الحال فريقاً قادراً على الذهاب بعيداً ضد نادي أولمبياكوس اليوناني، فيما يواجه لايبزيغ الألماني نظيره ريال سوسييداد الإسباني، ويلعب إشبيلية الإسباني ضد دينامو زغرب الكرواتي.