من هم الأشخاص الذين يلائمهم العدس ؟ ومن يضرهم ؟ الجواب هنا، مع تفاصيل شاملة حول عائلة البقول التي ينتمي إليها العدس، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للبقول الذي كان قبل أيام في العاشر من فبراير/شباط.
نبدأ مع العدس، إذ قالت خبيرة التغذية الألمانية، آنيا شفينغيل إكسنر، إن العدس يعد مفيدا للأشخاص الذين يعانون من داء السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
وأوضحت شفينغيل إكسنر أن العدس يعتبر -شأنه في ذلك شأن معظم البقوليات- غنيًا بالألياف الغذائية، التي تساعد على ثبات مستوى السكر في الدم وإطالة مدة الشعور بالشبع وتنشيط عملية الهضم، كما أنه غني بفيتامينات "بي" (B) والحديد.
وبالإضافة إلى ذلك، يزخر العدس بالبروتين، إذ يحتوي العدس المجفف على البروتينات بنسبة تزيد على 20%، في حين تتراوح هذه النسبة بين 5 و9% في حال طهيه.
ومن خلال دمج العدس مع الحبوب، كخبز الحبوب الكاملة والمعكرونة، يمكن إمداد الجسم بكل عناصر البروتين اللازمة للجسم بدون الحاجة إلى اللحوم ومنتجات الألبان، لذا يعد العدس عنصرًا رئيسيًا في الحمية الغذائية النباتية.
ومن ناحية أخرى، أشارت خبيرة التغذية الألمانية إلى أن العدس يعد ضارًا بالأشخاص الذين يعانون من النقرس، نظرًا لاحتوائه على مادة "البيورين" (Purine)، التي تتحول في الجسم إلى "حمض البوليك" (uric acid)، الذي يؤدي -بدوره- إلى تفاقم متاعب النقرس.
اليوم العالمي للبقول
ويحتفل العالم في العاشر من فبراير/شباط من كل عام باليوم العالمي للبقول، وجاءت احتفالية 2022 لتمكين الشباب من بناء نظم زراعية وغذائية مستدامة.
وقالت الأمم المتحدة -في بيان على موقعها الإلكتروني- "تساهم أنواع البقول -والحبوب البقولية عمومًا- في استدامة النظم الغذائية، وهي تعمل كإحدى القوى الدافعة الأساسية لتمكين الأنماط الغذائية الصحية. وتشكل هذه الأنواع الأساس لتنويع نظم الإنتاج الزراعي بما يسهم في إنتاج أفضل. وتكتسي البقول أهمية خاصة بالنسبة إلى الإنتاج المستدام للمحاصيل؛ وذلك بفضل قدرتها على تثبيت النيتروجين في الغلاف الجوي وتحسين دوران الفوسفور في بعض الحالات، ما من شأنه أن يسهم في استخدام مغذيات التربة على النحو الأمثل وتحقيق بيئة أفضل".
من جهتها، قالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" (FAO) "ساهمت البقول في خلق فرص اقتصادية واجتماعية وبيئية للنظم الزراعية والغذائية المستدامة. ولكن لكي يتسنى بنجاح اعتماد زراعة قوامها البذور، يجب أن يكون الشباب في صميم أي إستراتيجية يجري وضعها".
وأضافت "إذ يمكن للشباب أن يشكلوا حلقة وصل بين التقنيات الزراعية التقليدية والتكنولوجيات الجديدة، مما يساعد على جعل الزراعة أكثر استدامة ومراعاة للتغذية. كما بإمكانهم جلب قيمة مضافة للنهوض بالبقول، عن طريق تسليط الضوء على فرص الأعمال التجارية الجديدة على امتداد سلسلة القيمة".
ما هي البقول؟
البقول هي نوع من المحاصيل التي لا تحصد إلا للحصول على بذورها الجافة. والفاصولياء المجففة والعدس والبازلاء هي أكثر ما يعرف ويستهلك من أنواع البقول، وفقا للفاو.
وتدخل البقول في الأطباق والمأكولات في كل أنحاء العالم، من الحمص في منطقة البحر المتوسط إلى الإفطار الإن ليزي الكامل التقليدي (الفاصولياء المطهية) إلى الدال الهندية (البازلاء أو العدس).
ولا تشمل البقول المحاصيل التي تحصد خضراء (مثل البازلاء الخضراء، والفاصولياء الخضراء)، فهذه تصنف خضروات، ويستبعد منها أيضًا المحاصيل المستخدمة أساسًا لاستخلاص الزيت (مثل فول الصويا والفول السوداني) والمحاصيل البقولية التي يقتصر استخدامها على أغراض الغرس (مثل بذور الدفل والبرسيم).
وتشمل البقول الشائعة جميع أصناف الفاصولياء المجففة، مثل الفاصولياء الحمراء، وفاصولياء ليما، والفاصولياء البيضاء، والفول. وتشمل البقول أيضًا الحمص واللوبياء السوداء العين، والبازلاء الهندية، وكذلك جميع أصناف العدس.
فوائد البقول:
- تحتوي البقول طبيعيًا على نسبة منخفضة من الدهون وهي لا تحتوي على الكوليسترول، مما يمكن أن يسهم في الحد من أمراض القلب والشرايين، وفقا للفاو.
- تحتوي البقول على نسبة منخفضة من الصوديوم أيضًا. ويساهم كلوريد الصوديوم -أو ملح الطعام- في ارتفاع ضغط الدم، الذي يمكن تجنبه بتناول الأغذية التي تحتوي على مستويات منخفضة من الصوديوم، مثل البقول.
- البقول مصدر مهم من مصادر البروتين النباتي، وبالإمكان زيادة جودة البروتين من البقول المطبوخة بدمجها مع الحبوب في وجبتك، العدس مع الأرز مثلًا.
- تعد البقول مصدرًا جيد من مصادر الحديد. يعتبر نقص الحديد أحد أشكال سوء التغذية الأكثر انتشارًا وأحد أنواع فقر الدم الأكثر شيوعًا. ولتحسين امتصاص الحديد، ينصح الجمع بين البقول والأغذية التي تحتوي على فيتامين "سي" (عصير الليمون على كاري العدس على سبيل المثال).
- تحتوي البقول على نسبة عالية من البوتاسيوم، الذي يدعم وظيفة القلب ويؤدي دورًا هامًا في الهضم ووظائف العضلات.
- تعد البقول من بين أفضل الأغذية الغنية بالألياف، الضرورية لدعم صحة الجهاز الهضمي وللمساعدة في تقليل مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية.
- تعد البقول من أفضل مصادر الفوليك -هو أحد فيتامينات "بي" الموجودة بشكل طبيعي في كثير من الأغذية- التي لا غنى عنها في وظيفة الجهاز العصبي، ولها أهمية خاصة في أثناء الحمل لمنع عيوب لدى للجنين.
- تعتبر البقول مصدرًا للبروتينات والمعادن يمكن الحصول عليه بسعر معقول، بالنسبة لعدد كبيرة من سكان الأرياف في العالم.
- تحتوي البقول على مؤشر منخفض لنسبة السكر في الدم. فهي تساعد على استقرار نسبة السكر ومستويات الأنسولين في الدم، مما يجعلها مناسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري ومثالية لمراقبة الوزن.
- البقول خالية من الغلوتين بحكم طبيعتها، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يعانون من الداء البطني.