Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

من هو الأسير محمود جرادات ؟.. عاشق الشهادة والساعي إليها بشغف

269619519_215423547419926_9018974460054275856_n.jpg
قناة فلسطين اليوم - خاص

ولد الأسير البطل محمود جرادات في سيلة الحارثية عام 1981، وقد تفتح وعيه إبان انتفاضة الحجارة فعشقت طفولته النقية المقاومــة والجهــاد، ومع انطلاق انتفاضة الأقصى وبلوغه مرحلة الشباب انخرط في صفوف المقاومة، وتطوع في مرحلة ما (ما بعد معركة المخيم) لتنفيذ عملية اســتشــهادية فخطط وتدرب وأعد ما استطاع لكن يد الاحتلال سبقته وأسرته حوالي أربع سنوات، فكانت مرحلة الأسر مرحلة لصقل شخصيته وزيادة وعيه فخرج أكثر وعيًا وصلابة وشجاعة، وأكثر شغفاً بالمقاومة والشهادة، فور خروجه من سجون الاحتلال، وعاد إلى صفوف المقــاومة منضماً لمجموعة ارتقى معظم كوادرها شـهداء.

جن جنون مخابرات الاحتلال عليه بعد نجاته من المعركة التي ارتقى فيها الشـهيدان حسام العيسة وصلاح صوافطة وكانت تلك المعركة التي كان هو ثالث أبطالها قد استمرت لساعات طويلة في بلدته سيلة الحارثية أواخر عام 2006، فوضعته على رأس قائمة المطلوبين وكثفت نشاطها وركزت جهدها وامكانياتها لاعتقاله أو قتله، فحاصرته في أحد منازل حارة الجرادات عام 2007.

 وعندما رفض الاستسلام وتجهّز للمعركة حتى الشهادة تفاجأ برفض قوات الاحتلال إخراج سكان المنزل منه مهددين بنسف فوق رؤوسهم فاضطر لتسليم نفسه حفاظاً على حياة من استضافوه وأطفالهم ونساءهم، فعاد للأسر مرة أخرى ولكن ما زال عشق الشـهادة كحلم جميل يسعى إليه فشارك وأصيب بالاستنفارات في سجون الاحتلال، فقد أصيب يوم ارتقاء الأسير البطل محمد الأشقر.

أسس محمود جرادات عائلة مكونة من أربعة أطفال (ميار وساجد ونصرالله وعلي)، ولكن عشقه القديم لم يفارقه وبقي متربصاً فرصة لتحقيقه، يقول الاحتلال أن لأبي ساجد دورا مهما بعملية "حومش" ويهدد بنسف بيته.

كان محمود يعمل في الاراضي المحتلة في داخل أحد المتاجر الغذائية ورغم مرور السنوات الا انه بقيه يفكر بالشهادة وكان متلهف لنيلها.

كان عندما يمرض يحزن ليس خوفاً من المرض ولكنه كان خائفاً أن يموت على الفراش دائماً كان يكثر الدعاء "اللهم أمتني شهيداً .. اللهم اجعل قتل أشد أعدائك على يدي"، وبقي يفكر كيف ينال الشهادة.

لم يغب طريق المقاومة عن خاطر الأسير محمود حتى حصل على الفرصة في المشاركة في عملية "حومش" البطولية التي خطط لها وطلب المساعدة فتوفر له كل ما يحتاج.

 محمود ترك كل شيء، أبناءه وبيته وذهب من أجل أن ينال الشهادة، ومن أجل تحقيق حلم حلم به كثيراً، كان يريد خطف المستوطن من أجل تحرير الأسرى من سجون الاحتلال، الذين قضوا لهم سنوات عمرهم في عتمة الزنازين على أمل نيل حريتهم المسلوبة منهم، ولكنه قدر الله، للمرة الثالثة محمود جرادات بالأسر.

هكذا تم تنفيذ عملية “حومش”..

صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، قالت إن عملية إطلاق النار في مستوطنة “حومش” مساء الخميس، كانت على مرحلتين، الأولى صلية رصاص قصيرة، ثم تبعتها صلية أخرى أكبر.


ونشرت الصحيفة، تفاصيل تنفيذ عملية إطلاق النار، حيث ذكرت أنها وقعت قرابة الساعة 19:30، بعد أن خرجت مركبة المستوطنين من البؤرة الاستيطانية “حومش”، إذ أطلق فلسطينيون النار على مركبتهم من خلف شجيرات موجودة في المكان.

وذكرت الصحيفة، أن المستوطنين فروا من المكان بعد إطلاق النار عليهم، متجهين لمستوطنة “شافي شمرون” حيث كانت عجلات المركبة مثقوبة بفعل الرصاص، وتمكنوا من الوصول لمدخل المستوطنة.

وتابعت:أنه وفق التحقيقات الميدانية، فإن قرار سائق المركبة بالفرار السريع من موقع العملية، أنقذ حياته وحياة آخرين معه في السيارة، حيث وصف قائد المنطقة في الجيش الإسرائيلي العملية بأنها انتهت بمعجزة، وقال: “كان بالإمكان أن تنتهي بشكل أخطر من ذلك بكثير”.

ووفقًا ل”يديعوت أحرنوت”، فإن سائق المركبة قال: إن القتيل كان يجلس في المقعد الخلفي وبجانبه، كان يجلس اثنان آخران، وخلفهم جلس شخص لم يُصب بالعملية، متابعًا، “خرجت من حومش، وتوجهت نحو اليسار، على المفترق خففت السرعة للتأكد من عدم وجود مركبات على الشارع، حينها سمعت صوت صلية رصاص ولمعان إطلاق النار، استدرت لليسار بسرعة، حينها سمع صوت صلية رصاص أكبر من الأولى، ولمعان الرصاص، وسمعت صراخا داخل المركبة”.

وتابع: أنه سأل الجميع إن كانوا بخير أم لا، ثم صرخ القتيل أنه أصيب في رقبته، ثم سار بأقصى سرعته وحينها أدرك أنه يسير بعجلات مثقوبة، ثم استمر بالسير وأجرى اتصالات للتبليغ عن العملية، وحين وصل لمدخل مستوطنة “شافي شمرون”، وجد وحدات الإنقاذ الإسرائيلية، التي نقلت المستوطنين للإسعاف وأبلغوهم بمقتل أحد المصابين.

وأضافت الصحيفة، أن قوات الجيش ،استدعت كتائب إضافية من الوحدات الخاصة لمكان العملية، و”باشر جهاز المخابرات العامة الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية بالتحقيق في القضية”.


وذكرت يدعوت أحرنوت، أن مئات المستوطنين وصلوا إلى البؤرة الاستيطانية “حومش” التي قُتل فيها المستوطن، وذلك بحماية من قوات الاحتلال، وتوعدوا بالانتقام، وأن “مقتله لن يمر بالمجان”، على حد قولهم.-

أمين المقاومة

من جانبه أجرى الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، القائد زياد النخالة، اتصالاً هاتفياً بعائلة الأسير محمود غالب جرادات وتحدث مع زوجته (أم ساجد) وابنته الطفلة ميار التي ظهرت على شاشات الإعلام وصدحت برسالة تحدٍ للاحتلال .

وأثنى القائد النخالة خلال اتصاله بعائلة جرادات اليوم الخميس، على صمود العائلة وثباتها وأشاد بشجاعة الطفلة ميار وبلاغة رسالتها القوية .


وقال: بلاغة ميار ورسالتها أقوى من إرهاب العدو وهي تحمل رسالة الحق في مواجهة الباطل الصهيوني".

وأشاد النخالة بالهبة الكبيرة لجماهير جنين ورباطهم أمام منزل الأسير محمود جرادات.


وكانت قناة فلسطين اليوم قد بثت مقطع فيديو للطفلة ميار وهي تصدح بكلمات فيها قوة وبلاغة وتحدٍ  للاحتلال، وافتخار بما فعله والدها.