التقى السفير اليمني في دمشق عبد الله علي صبري، اليوم الإثنين، بعضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ نافذ عزام، في مقر إقامته بالعاصمة السورية دمشق.
وحضر اللقاء عن الجانب اليمني الوزير المفوض رضوان الحيني، ومن حركة الجهاد الإسلامي ممثلها في دمشق إسماعيل السنداوي، ومسؤول العلاقات إبراهيم موعد، الحاج مازن أبو عطوان، والإعلامي عوض أبو دقة.
ورحَّب الشيخ عزام، بالوفد الزائر، معرباً عن ثقته وتقديره لتضامن وإسناد الشعب اليمني للمقاومة والقضية الفلسطينية.
وشدد على أن القضية الفلسطينية يجب أن تأخذ مكانها الطبيعي في برامج عمل الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية، باعتبارها القضية المركزية للأمة.
ونوه الشيخ عزام إلى أن المؤسس الشهيد د. فتحي الشقاقي، حينما اعتبر فلسطين القضية الأولى والمركزية للأمة كان هذا نابعاً من منطلقات دينية، تاريخية وواقعية.
وتحدث عن معركة "سيف القدس"، موضحاً أنها جاءت بفيض من رحمة الله وبركاته، ففي الوقت الذي كانت تَهرع فيه بعض الأنظمة العربية باتجاه التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، تحدى الفلسطينيون عدوهم وضربوا "تل أبيب" بالصواريخ.
وأضاف الشيخ عزام "فخرٌ للجهاد الإسلامي أن تحمل هذا العبء، وهذا الهم، وتتقدم صفوف المواجهة والصمود".
ولفت إلى أن هناك معادلة في المنطقة، فرغم كون "إسرائيل" تمتلك أسلحةً وترسانةً عسكرية متطورة، وتُطبع، لكنها تحسب ألف حساب للمقاومة الفلسطينية، التي يمتلك مقاتلوها عزيمةً وإرادةً تقهر المستحيل.
كما لفت الشيخ عزام إلى أن هناك مشاريع كثيرة طُرحت وستُطرح، لكنها لم تنجح في تطويع شعبنا وتركيعه، موضحاً أنهم منتبهون لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية وإشغالنا.
وانتقد الشيخ عزام تقصير الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية، وصمتهم عن حصار الشعب الفلسطيني وتضييق سبل الحياة عليه.
وبحسب عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فإن الوضع الإقليمي لا يخدم القضية الفلسطينية أو أيٍّ من شعوب المنطقة، مبيناً في السياق أنه لا يرى أيَّ فائدة من النزاعات والصراعات التي تدور.
وتابع :"يُفترض أن تُوجه كل الطاقات نحو فلسطين. الرصاصة المباركة الوحيدة في هذا الزمان هي التي تُصوب نحو العدو التاريخي، والأموال التي تُنفق باتجاهات غير القضية الفلسطينية ستكون عديمة النتائج والفائدة".
من جانبه، أعرب السفير صبري عن فخره بالعلاقة التي تربطهم مع قوى المقاومة الفلسطينية وتحديداً حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، التي كان لها الصدارة في معركة "سيف القدس" وعملية "انتزاع الحرية".
كما أعرب صبري عن أسفه الشديد لغياب حالة التضامن العربي مع القضية الفلسطينية بالشكل الذي كان قائماً في السابق.
وبيَّن أن الشعب اليمني يعتبر القضية الفلسطينية من الأولويات والخطوط الحمراء، مشدداً على أن القيادة الثورية والسياسية له بمستوى هذا التفاعل الشعبي الواسع، بل إن موقفها أعطى هذا التفاعل الشعبي زخماً شعبياً.
ونوه صبري إلى أنهم يعتبرون الصراع على فلسطين صراع وجود لا صراع حدود، وينادون بتحرير كل شبر من فلسطين المحتلة من البحر إلى النهر، عبر نهج المقاومة، باعتبار أن التسوية السياسية قد وصلت إلى طريق مسدود.
ورأى أن الحديث عن قضية فلسطين هي للفلسطينيين وحدهم، تجنٍ على الواقع، فالكيان الصهيوني جاء ليعيق نهضة الأمة وتقدمها، وهو سرطان يتمدد سياسياً واقتصادياً عبر أنظمة عميلة بات شُغلها الشاغل التطبيع مع العدو الصهيوني.