نظمت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالساحة السورية، بعد عصر اليوم الجمعة، مهرجاناً جماهيرياً حاشداً، في الذكرى السنوية الثانية لارتقاء قائد أركان المقاومة بهاء أبو العطا وكوكبة من فرسان سرايا القدس في معركة (صيحة الفجر)، وذلك بقاعة المركز الثقافي العربي بمخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين في محافظة حلب شمال سورية.
وحضر المهرجان مسؤولين، قيادات سياسية، وشخصيات اعتبارية فلسطينية وسورية وجمعٌ غفير من اللاجئين الفلسطينيين في محافظة حلب.
وألقى كلمة الحركة، نائب مسؤول اللجنة التنظيمية للجهاد الإسلامي بالساحة السورية الدكتور ضرار الكوسى، الذي أكد أن اغتيال القادة والمجاهدين لن يزيدنا إلا ثباتاً على الموقف وجسارةً في المواجهة وتحدي الاحتلال.
وقال الكوسى :"السلام على أصحاب الذكرى، القائد بهاء والمجاهديْن عبد الله حسن ومعاذ العجوري، وشهداء معركة (صيحة الفجر).. السلام على الشهيد القائد إياد صوالحة والاستشهادي هشام حمد.. السلام على شهداء فلسطين، وكلِّ شهداء أمّتنا الّذين حفظوا بدمائهم كرامة الأمَّة وصانوا كبرياءها".
وأضاف "في الذكرى السنوية الثانية لمعركة صيحة الفجر التي خاضتها سرايا القدس، نؤكد أنَّ الشَّهادةَ لا تكون إلا بقضيَّةٍ، وليس هُنَاك قضيَّةٌ أغلى وأعزّ وأقدس من قضيَّةِ فلسطين في هَذَا العصرِ بما تمثّله مِن صراعٍ بَين تمامِ الحقِّ وتمام البَاطِل".
ومضى الكوسى يقول :"في الذكرى السنوية الثانية، نقول: لقد رحلت يا أبا سليم ولا زالت تاسعتك تتحداهم وتطاردهم وتؤرق قادتهم، ليُكمل المشوار من بعدك أبناء سرايا القدس وليثبتوا أن أبا سليم لم يمت؛ كما كل الشهداء".
ونوه إلى أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وجناحها العسكري سرايا القدس تكتب في كل الجولات مع العدو في "السماء الزرقاء" و"بشائر الانتصار"، في "كسر الصمت" و"البنيان المرصوص" و"حمم البدر" و"ثأر تشرين"، في "صيحة الفجر" و"بأس الصادقين"، وآخرها وليس أخيرها في معركة "سيف القدس" أنَّها ستظلُّ وفيَّة للشُّهداءِ وللمبادِئ الَّتي جَاهدوا وضحّوا في سبيلها، وسيظلّ سلاحها مشرَّعاً في وجهِ الغزاة الصَّهَاينة بعونِ اللهِ.
وشدد الكوسى على أن الصراع لن ينتهي إلا بتحرير كل فلسطين وتفكيك هذا الكيان المجرم، ولن يضير شعبنا الفلسطيني من يخذله.
كما شدد على أن الكلمة التي يتوحد من خلالها شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده سابقى هي كلمة المقاومة التي تقض مضاجع الاحتلال.
ولفت الكوسى إلى كون العلم سلاحاً رديفاً للمعارك التي يخوضها المجاهدون في الميدان.
ودعا للإقبال على النضال في هذا المشروع المبارك بأفئدتنا وعقولنا وسواعدنا، منطلقين من كلام الأمين العام القائد المجاهد زياد النخالة حين قال: "أنتم تكبرون بالمشروع والمشروع يكبر بكم".
ووجه الكوسى التحية إلى شعبنا الصابر المرابط الصامد في فلسطين، في غزة الكبيرة قدْراً وقدَراً، في الضفة الشامخة رغم كل محاولات التهويد والاستيطان، في القدس المباركة، وإلى شعبنا المتمسك بهويته وحقوقه في كل أراضينا المحتلة عام 48 ولسان حاله يقول: لا للتنازل، لا لتضييع أي شبر وأي ذرة من حقنا في أرض فلسطين التاريخية.
كما وجه التحية والإكبار لأرواح الشهداءِ الأطهار، ولأسرانا البواسل في زنازين الاحتلال، وخص منهم بالذكر أبطال عملية "انتزاع الحرية" الذين أطلوا على الأمة قبل أيام بكلمات تعبر عن مدى عظمة شعبنا وكبريائه الذي يعانق السماء في وجه عدو جبان لا يفهم سوى لغة التحدي والإصرار على انتزاع الحقوق بالعزيمة الثابتة.
ووجه الكوسى تحية لسورية المقاوَمة والمقاوِمة وقيادتها الشجاعة التي أصرت على أن تكون حضناً للمقاومة الفلسطينية في انتظار وعد النصر والتحرير، وللجمهورية الإسلامية في إيران التي تقف كالطود الثابت في وجه الاستكبار الأمريكي والصهيوني، ولحزب الله المقاومة والانتصار، ولأحرار اليمن الأبطال.
بدوره، أعرب مستشار مفتي الجمهورية العربية السورية باسل قس نصر الله، عن شكره الجزيل لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على دعوته لهذا الاحتفال المهيب.
وخاطب نصر الله الحضور قائلاً: "السلام لكم. صحيحٌ أنني مستشار لمفتي سورية لكنني مسيحي، والمسيح فلسطيني".
وأضاف "عندما انتمي للسيد المسيح، فإنني انتمي لفلسطين، كما كان ينتمي الرسول محمد لمكة".
وشدد نصر الله على كون كل فلسطيني متفوقاً.
ولفت إلى أن "العلم من الصالحات، وأنتم إضافةً إلى إيمانكم توجهتهم إلى العلم. "إسرائيل" لا تخاف من الرشاشات والأسلحة، بل هي تخاف من عقولكم، وسنحاربها بعقولكم".
ونوه نصر الله إلى أن الأبطال انتزعوا حريتهم من سجن "جلبوع" في أيلول/سبتمبر الماضي، استخدموا عقولهم والإرادة وانطلقوا في ربوع وطنهم الذي يؤمنون بتحريره.
واستذكر موقفاً حدث معه عام 2007، "حينما حضر المطران كابوتشي إلى حلب، وصعدتُ للطائرة حيث كان مُتعباً، فقلت له: أستطيع طلب منصة ترتفع لباب الطائرة وننزلك بالكرسي المتحرك، فالتفت إليّ بقسوة، وقال باللهجة العامية: باسل أنا الإسرائيليين ما قدروا عليَّ، بدك اياني انزل بالكرسي المتحرك قم، وقمنا".
وتساءل نصر الله: أتعرفون لماذا الإسرائيليين لم يؤثروا عليه؟، لأنه يملك شيئين -في الإسلام والمسيحية مترابطين- الإيمان والعمل، فقد آمن بالقضية الفلسطينية، وآمن بحق الإنسان المضطهد، وعمل له، مستشهداً في السياق بقول الله تعالى في القرآن الكريم: "الذين آمنوا وعملوا الصالحات".
وتخلل الفعالية الجماهيرية عرض فيديوهات عن سيرة ومسيرة القائد بهاء أبو العطا، وشهداء معركة (صيحة الفجر).
وفي ختام المهرجان، وعلى شرف الذكرى السنوية الثانية لهذه المناسبة، كرَّمت رابطة فلسطين، الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالساحة السورية، كوكبةً من الطلبة المتفوقين في مراحل أكاديمية مدرسية وجامعية.