قال الشيخ نافذ عزام، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن الشعب الفلسطيني يواصل التمسك بهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويدافعون عن مسراه وسنته، ويواجهون ببسالة الاحتلال وقمعه ووحشيته.
جاء ذلك في تصريح للشيخ عزام خلال أقامته الحركة احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف -صلى الله عليه وسلم- بميدان الشهداء"النجمة" برفح ، مساء الاثنين، حيث أكد أن أشرف الاحتفالات هو هذا الذي يقام إحياءً لذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم وإحياء لسنته وهديه.
وتابع بالقول: لا نريد المشاركة فى الجدال حول مشروعية أو عدم مشروعية الاحتفال، الأهم هو التركيز على السؤال الهام، ما هو جوهر رسالة النبي وما هو الدور الذي جاء ليحدده للأمة؟ سؤال موجع، أين الأمة اليوم من هدي النبي صلى الله عليه وسلم؟".
وزاد الشيخ عزام: لقد تكرر الحديث عن الرحمة في عدة مواضع "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم"، "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر"..فهل هذه الرحمة موجودة في حياة الأمة اليوم؟ لماذا تنتشر الصراعات والأزمات في الدول العربية والإسلامية؟ لماذا يقسو العرب على العرب..لماذا يقسو المسلمون على المسلمين؟".
وتحدث الشيخ عزام عن مشاورة النبي لأصحابه قبيل غزوة أحد، وعن نتيجة المعركة، وما تبعها من توجيه الله له بالاستمرار في مشاورة أصحابه، والرحمة بهم، متسائلاً: ما الذي يفعله قادة الدول العربية والإسلامية؟ لماذا يسود الاستبداد والتفرد بالرأي وإقصاء الرأي الآخر؟
هذا هو النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الاحتفال الحقيقى بمولده".
واستطرد بالقول: لقد كان النبي يحث أصحابه على التماسك والتلاحم، (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) وشبك بين أصابعه، فهل تتعامل الأمة اليوم بهذه الروح وهل تحقق الدول العربية والإسلامية هذا التلاحم؟
لقد كان يطلب من أصحابه وحوارييه إشاعة الأخوة والمودة بينهم (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله) فهل المسلمون كذلك اليوم؟".
وزاد الشيخ عزام قائلاً: طلب من أبي ذر أن يتفقد جيرانه والمحتاجين تحديدا، (يا أبا ذر إذا صنعت مرقاً فأكثر ماءه وتعاهد جيرانك)، صورة نموذجية للتعاون والمواساة، فماذا يحصل اليوم؟ أين فلسطين في برامج الدول العربية والإسلامية التي تكدس الثروات وتعاني من التخمة فيما يجوع أهل فلسطين ومعهم مئات الملايين من المسلمين؟".
وتطرق عضو المكتب السياسي للجهاد، إلى معاناة الأسرى والسجناء الفلسطينيين في سجون الاحتلال، واشتداد ضراوة الهجمة عليهم هذه الأيام، متسائلا: ماذا فعل العرب لهم؟ الأسرى يدفعون ثمن انتمائهم لهذا الدين وهم قد حاولوا إحياء سنته عليه الصلاة والسلام في كل شيء، ويدفعون الآن ثمن ذلك، دون أن يخضعوا او يستسلموا..هذه هي رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو هديه".
وعبّر الشيخ عزام عن اعتذاره لرسول الله عن حال الأمة التي اختار لها الله خير الرسل وأنزل إليها خير الكتب واختارها لتكون خير الأمم، مضيفاً: نعتذر ونردد مع أمير الشعراء أحمد شوقى: يارب أحسنت بدء المسلمين به...فتمم الفضل واكتب حسن مختتم".