قال مسؤول الدائرة الاعلامية عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي د. أنور أبو طه إن "حركته لم تمارس السياسة إلا باعتبارها عملاً في خدمة العمل الجهادي المقاوم، مؤكداً أنها في نفس الوقت لم تُخْضِع المقاومة للاستثمار السياسي السلطوي او النفوذ الحزبي".
وأوضح د. أبو طه في ذكرى الانطلاقة ٣٤ للحركة أن " الجهاد الإسلامي قدمت نفسها بمثابة حركة تحرر وطني بمرجعية إسلامية، لا حركة معارضة لسلطة وظيفية (أمنياً وسياسياً) ولا حركة استئثار بمراكز القوى والنفوذ،قائلاً: أيا كانت الدعاوى والمبررات لم تُلهي حركة الجهاد أروقة السياسة، ولم يطفئ رصاصها جاه".
ولفت إلى أن حركة الجهاد هي "حركة استشهادية" شاهدة لله بالحق وعلى كل انحراف وزيف، شهيدة على اعتاب حرية فلسطين المباركة، وقد عَلِم العدو قبل الآخرين بسالة وصلابة مجاهديها وبأس مقاتليها، معتبراً أنها فهمت طبيعة الكيان المؤسَّس -دينياً وثقافياً وعسكرياً- على العنصريّة وادعاء التفوق الديني والعرقي، وعلى القوة العارية".
وبين أبو طه، أن "حركة الجهاد الإسلامي اتّسمت وتأسَّست على غير مثال من الحركات الحديثة أو المعاصرة، وذلك لخصوصية المجال الوطني الذي عملت فيه ولأجله، مشددة على أنها ليست حركة اصلاحية لنظام حكم قُطْري تَبَعِي ظالم أو حركة دعوية في مجتمع اسلامي مستقر".
وأضاف أن "حركة الجهاد ليست حركة جهادية لمستعمر عَابر طامِع، بل تُكابد واقع مخصوص يتمثّل باحتلال لأرض مقدسة مباركة من قبل عدو احلالي استيطاني يستهدف الأرض والإنسان والتاريخ والجغرافيا والذاكرة والهوية".
وأشار إلى أن "هذا العدو متحالفا ومدعوما من نظام دولي ظالم متسلّط لديه فائض من القوة قادر بموجبها على تدمير بلدان بأكملها".
وأوضح د. أبو طه أن "حركة الجهاد الاسلامي ومنذ انطلاقتها خَطَّت بموجب طبيعة الصراع المخصوص والمختلف في فلسطين وعياً حضارياً وسياسياً وممارسةً ميدانية وبرامجية تجاوزت فيهما (وعياً وممارسة) كل الحركات الفلسطينية".
وزاد في حديثه قائلاً : "الجهاد الإسلامي آمنت بالإسلام دين وحضارة شعبها وأمتها، ووعته وعياً مأصولاً شاملا فارق الوعي التقليدي الكهنوتي، وعيا ثورياً يحرر ارادة الإنسان في مواجهة الاستبداد وقوى الطغيان، ويخلق انساناً فاعلاً ايجابياً منحازاً للعدل، سمحاً رحيماً محسنا".
كما أكد القيادي د. أبو طه أن "حركة الجهاد عرفت طبيعة الكيان وجوهره الديني الحضاري الإحلالي الاستعماري وعلاقاته الدولية، فلم ترفع شعار الدولة الوطنية ورفضت كل مشاريع السلطة تحت الاحتلال".
وأشار إلى أن الجهاد "اعتبرت مسعى تقديم الدولة على التحرير الوطني هو سبب كل الكوارث التي أصابت المشروع الوطني وأدت الى التفريط بالحقوق والثوابت، وتسببت بتجزئة الشعب الفلسطيني في وحدته وجغرافيته وقواه المجتمعية والسياسية".
ويقول عضو المكتب الساسي للجهاد أن "حركته لم تر سبيلاً لمواجهته سوى المقاومة بكل صورها ومواجهته بروح قتالية ذات طبيعة استشهادية، تجسيدا للوصف القرآني: "عبادا لنا أولي بأس شديد".
وحول وحدة الأمة تجاه العدو المركزي للأمة أكد أبو طه أن "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أدركت أن تجزئة الشعب والأمة من الاهداف المركزية للمشروع الغربي وربيبته اسرائيل، فنادت بالوحدة الوطنية، والمتَّحد العربي الإسلامي، والمتَّحد القومي الإسلامي".
وشإكد د. أبو طه أن "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين نجحت في تَجنَب الدخول في أية صراعات داخلية وأدانتها، بل وعملت على جبر أي كسْر وتوحيد أي فرقة قدر وسْعِها"، مبيناً أن " حركته واجهت طوال مسيرتها جملة من المحن والتحديات والصعاب والحصار، وخرجت منها جميعها بفضل الله وعزم أهلها، أكثر ايماناً، وأجذر وعياً، وأشد صلابة، وأسلم عافية، وأقوى ساعداً، وأعلى وأطهر ذكرا".
واستدرك "د.أبو طه" قائلاً: حركة الجهاد ليست معصومة من الخطأ، أو لا ينال بعض منتسبيها وهن أو ضعف، أو وصلت للكمال المنشود، ولكن يكفيها فخراً وعزاً أنه وبرغم كل الظروف التي أحاطط حركة الجهاد الإسلامي إلا أنها ما تركت درب الجهاد، وذات الشوكة، وبقيت ثابتة على نهجها دون مساومة، ولم تتنازل عن أهدافها، وثوابت شعبها، ومقدسات دينها ووطنها".
وفي ختام حديثه توجه عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور أنور أبو طه بالتحية إلى أرواح الشهداء داعياً أن يسدد الله رمي مجاهديها، وثبّت عَزْم أسراها، ويُنير بصيرة قادتها، ويبارك في كل كوادرها واتباعها، ويجزى خير الجزاء كل مؤيد ومناصر وداعي لها بالخير ولشعبها بالنصر".