نُظمت في مدينة سخنين داخل الأراضي المحتلة عام 48 السبت، المسيرة المركزية إحياء للذكرى الـ21 لهبة القدس والأقصى التي ارتقى خلالها 13 شهيدًا في مناطق الـ48 بنيران قوات الأمن الإسرائيلية، تلبية لدعوة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل.
وبحسب قرار اللجنة، فإن "عنوان إحياء الذكرى هذا العام، هو التصدي لاستفحال الجريمة في المجتمع العربي، إلى جانب العناوين المركزية لهبة القدس والأقصى، والأسباب التي قادت لاندلاعها، واعتداءات الاحتلال على القدس والمسجد الأقصى المبارك، وعلى شعبنا عامة، وهي اعتداءات لم تتوقف في أي يوم بل تتواصل وتستفحل".
وقالت: إن "الجريمة في المجتمع العربي بدأت تستفحل بشكل متصاعد بالذات بعد هبّة القدس والأقصى، حينما رأت المؤسسة الحاكمة، أن الجريمة واستفحالها وسيلة لضرب مجتمعنا العربي، بعد أن أظهر مجددًا وقفته البطولية مع شعبه، في أيام الهبة تلك".
وأضافت أنه "ومنذ لك الحين فإن الجريمة تسجل ذروة بعد ذروة، دون أي فعل حقيقي على الأرض من جانب المؤسسة الحاكمة، التي تنثر الكلام، والخطط الخاوية، مع غياب نيّة حقيقية لوقف شلال الدم الذي لا يتوقف".
ودعت المتابعة رؤساء السلطات المحلية العربية في البلدات المذكورة وذات الصلة، إلى التنسيق مع ممثلي أهالي الشهداء واللجان الشعبية المحلية ودعوتهم للمشاركة، إضافة إلى إعداد أكاليل الزهور لوضعها على أضرحة الشهداء والنصب التذكارية، باسم لجنة المتابعة العليا واللجنة القطرية للرؤساء والسلطة المحلية.
وانطلقت المسيرة من أمام مسجد النور وسط سخنين، وجابت الشوارع الداخلية في المدينة وصولا إلى ساحة البلدية، حسب موقع "عرب48".
ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية وصور الشهداء بالإضافة إلى لافتات منددة بالجريمة وتواطؤ الشرطة مع عصابات الإجرام.
وسبق المسيرة زيارة أضرحة الشهداء الـ13 في بلداتهم وهم: رامي غرّة (جت المثلث)، أحمد صيام جبارين (معاوية)، محمد جبارين ومصلح أبو جراد (أم الفحم)، وسام يزبك، وإياد لوابنة، وعمر عكاوي (الناصرة)، محمد خمايسي (كفركنا)، رامز بشناق (كفر مندا)، عماد غنايم ووليد أبو صالح (سخنين)، علاء نصار وأسيل عاصلة (عرابة).
وبدأت فعاليات هبة القدس والأقصى بزيارة ضريح الشهيد، رامي حاتم غرة، في قرية جت المثلث، بحضور عائلة الشهيد ومشاركة العشرات من الأهالي والنشطات من منطقة المثلث ورئيس لجنة المتابعة ورؤساء سلطات محلية عربية، إذ قاموا بوضع أكاليل الزهور وقراءة الفاتحة على روح الشهيد.
وقال رئيس مجلس جت المثلث، خالد غرة، إننا "نحيي هذه الذكرى وسط حالة من الذل تعيشها الحكومات العربية التي تتهافت على الاحتلال، هذه الذكرى هي رسالة نسترد من خلالها حقوقنا من هذه المؤسسة".
وأكد رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، أن "قضية القدس والأقصى وأحداثها في العام 2000 لم تنته، لا زلنا نرى تدنيسا للمسجد الأقصى من قبل قطعان المستوطنين وعناصر الشرطة".
وأضاف أن "المجتمع العربي أثبت أنه أمين لمجتمعه وسط مخططات يعيشها لصرف أنظارنا وتشتيتنا عنها، وإحداها نشر العنف والجريمة، فالجريمة هي قضية اجتماعية ولكنها سياسية، وتبقى هذه الذكرى لأهالي الشهداء".
وانتقلت بعدها مسيرة زيارة الأضرحة إلى أم الفحم ومعاوية حيث الشهيدين محمد جبارين وأحمد أبو صيام، كما جرى زيارة أضرحة الشهداء الثلاثة محمد جبارين الذين ارتقوا برصاص عناصر الشرطة الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى عام 2017.
وقال النائب السابق، د. يوسف جبارين، إننا "نواصل استذكار هذه الهبة لأن فيها معاني من التحدي للبقاء على أرض أجدادنا. وهي تأكيد على أننا أوفياء للشهداء والقدس والأقصى وأننا نحيي هذه الذكرى رغم الآلام التي نعيشها اليوم.
وفي مدينة الناصرة، وصلت المسيرة إلى النصب التذكاري للشهداء الثلاثة إياد لوابنة وعمر عكاوي ووسام يزبك، إذ ألقيت بعض الكلمات وجرى قراءة الفاتحة على أرواحهم.
وانتقلت المسيرة بعد ذلك إلى كفر كنا حيث النصب التذكاري للشهداء الذين ارتقوا برصاص الشرطة بينهم شهيد هبة القدس والأقصى، محمد خمايسي، والشهيد خير الدين حمدان؛ وجرى وضع أكاليل الزهور وقراءة الفاتحة على أرواحهم.
بعدها وصلت المسيرة إلى كفر مندا حيث النصب التذكاري للشهيد، رامز بشناق، وجرى وضع أكاليل الزهور وقراءة الفاتحة على روحه.
تاريخ الهبة
وتعود بداية الأحداث إلى يوم 28 أيلول/ سبتمبر من العام 2000، حينما اقتحم زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أريئيل شارون، المسجد الأقصى المبارك تحت حراسة مشددة، إذ أشعلت خطوة شارون الاستفزازية نيران الغضب الفلسطيني في باحات الأقصى ومختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واندلعت هبة القدس والأقصى في الداخل المحتل في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2000، عبر الإضراب العام والمفتوح الذي دعت له لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، ردًا على اقتحام شارون، للمسجد الأقصى.
وردت لجنة المتابعة على الأحداث الغاضبة والقمع الإسرائيلي للتظاهرات في القدس والأقصى بإعلان إضراب عام ومفتوح، سرعان ما تحول إلى يوم غضب عارم.
وشل الإضراب العام كافة القرى والبلدات الفلسطينية في الجليل والمثلث والنقب، وانطلقت تظاهرات منددة بانتهاك حرمة الأقصى، استشهد خلالها، في اليوم الأول من الأحداث ثلاثة شبان برصاص شرطة الاحتلال.
واستمرت المواجهات بين شرطة الاحتلال التي استخدمت العيارات النارية، ووحدات القناصة وبين الفلسطينيين حتى الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر، ليبلغ عدد الشهداء 13 خلال أيام الهبة.