قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان إن الاحتلال الإسرئيلي أوهم نفسه على مدى السنوات الماضية أنه قد نجح بتقييد المقاومة في الضفة الغربية بشكل كبير من خلال اعتماده على التنسيق الأمني بينه وبين الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية.
وأكد حمدان في حديث خاص لـ"قناة فلسطين اليوم" أن "معركة سيف القدس جاءت لتثبت أن مخزون المقاومة في الضفة لا زال قائماً وفاعلاً؛ وإرادة الشعب الفلسطيني لم تتراجع أو تنكسر بل امتدت في مواجهة الاحتلال".
وأشار إلى أن "تداعيات معركة سيف القدس في آيار الماضي استدعت تحركاً أمنياً إسرائيلياً لمواجهة ما يعتقد العدو أنه بذور وألوية جديدة بدأت تتشكل للمقاومة في الضفة وغيرها من المناطق الفلسطينية".
وتابع حمدان: "الاحتلال ومنذ انتهاء معركة سيف القدس وهو يحاول تعقب تلك المجموعات وتقويضها من خلال التنسيق الأمني مع السلطة، لاسيما وأن تقديرات الكيان الصهيوني الأمنية تشير إلى أن هذه المجموعات قد وصلت إلى مرحلة العمل الفعلي".
وأوضح حمدان أن "التحرك الذي يجري في الضفة ليس تحركاً ناشئاً عن شيء من الاسترخاء الإسرائيلي بل على العكس تماما فهو عبارة عن قلق واضح جراء تحركات المقاومة".
وأضاف أن "نظرية الإرهاب الصهيوني الذي يسعى الاحتلال من خلالها إلى قمع إرادة المقاومة هي نظرية تنهار"، مبيناً أن "الإسرائيلي لا يستطيع قراءة الأمور بشكل دقيق، وما وقع في الشهور الماضية من عمليات طعن ودهس هي بحد ذاتها مؤشراً كبيراً في البعد الإيجابي لصالح المقاومة".
أشار حمدان إلى أن "الفعل المقاوم ضد الاحتلال مشروع بكل أشكاله المختلفة بما فيه المقاومة الشعبية، إلا أن القيادي "حمدان" أكد أن كل ذلك لا يغني عن المقاومة المسلحة ضد الاحتلال".
لفت القيادي في حماس إلى أن "الحاضنة الشعبية مكنت المقاومين من الاختباء والتنقل والحصول على السلاح؛ وهذه دلالة مهمة ومطمئنه ينبغي البناء عليها كونها ترفع من مخزون الغضب لدى الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال".
ويرى حمدان أن "ما يجري في هذه المرحلة هو تهيئة الأرض لانتفاضة شاملة ناتجة عن التراكمات الحاصلة، وربما نكون أمام مواجهات تتسع لكن بنمط أكثر شراسة مما يتوقع العدو".
وأكد أيضا أن "الشعب الفلسطيني عميق الفهم والإدراك لطبيعة المعركة ضد الاحتلال، فهو يعي خطورة الانجرار إلى معركة جانبية، رغم أن التنسيق الأمني الذي تمارسه السلطة بحد ذاته أمر مُقلق جداً، بل هو جزء من الاحتلال".
وعبر "حمدان" عن أسفه من العون الذي يتلقاه الاحتلال من قبل أجهزة أمن السلطة في الضفة، معتبراً أن ما يجري اليوم ليس عقوبة من الاحتلال بل محاولة لكسر وإخضاع الشعب الفلسطيني ومنعه من الخروج عن دائرة السيطرة التي عمل التنسيق الأمني على فرضها".
وعن محاولات الاحتلال الاستفراد بالضفة استبعد "حمدان" أن يتمكن العدو من تحقيق ذلك، قائلاً: "على مدى سنوات طويلة أثبتت التجارب أن الاحتلال لن يستطع أن يفصل غزة عن الضفة؛ وهذا ما تجسد خلال معركة سيف القدس التي أكدت أن الشعب الفلسطيني هو شعب واحد ويرى الاحتلال بنفس العين ويدرك أن التعامل معه يأتي فقط من خلال المقاومة".
وأشاد القيادي في حماس في ختام حديثه، بنجاح الأسرى الستة في عبور نفق الحرية مؤخراً وخروجهم من السجن، معتبراً أن عملية الهروب كانت رسالة للعالم وللإسرائيليين على حد سواء مُلخصها أن الأمن الصهيوني هو حالة هشة، لا يمكن الاعتماد عليها.