أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، أن "ما يحدث داخل السجون الاسرائيلية في هذه الآونة من إجراءات قمعية أكبر دليلٍ على عدوانية وعنصرية المحتل الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني عامة والأسرى بشكل خاص.
وقال حبيب في تصريحات خاصة لـ "قناة فلسطين اليوم"، إن "الأسرى مستهدفون من قبل العدو حيث يعمل بكل الوسائل لقتلهم والتنكيل بهم"، مشيراً لوجود المئات من الأسرى أصحاب الأمراض يعانون بشدة داخل السجون وهذا على مسمع ومرى الاحتلال الذي يتجاهل معاناتهم وآهاتهم".
واستشهد حبيب بمعاناة الأسير الشهيد حسين مسالمة والذي قضى نحبه قبل أيام وهو يحلم بالحرية، حيث كان ضحية الإهمال الطبي الذي تعرض له داخل السجون الإسرائيلية.
وحمل القيادي في "الجهاد"، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير مسالمة والذي كان يعاني من مرض السرطان داخل السجون.
ولفت حبيب، أن "العدو كان يدرك أن الأسير معرض للخطر وقد أشرف على الموت، ولذلك قرر إطلاق سراحه قبل وقت قصير؛ وهي محاول مكشوفه من الاحتلال كي لا يتحمل تداعيات استشهاده، ويخلي بذلك مسؤوليته عن الجريمة".
وشدد، على أن "الاحتلال الصهيوني يتصرف وكأنه كيان فوق القانون من خلال عدم التزامه باتفاقيات حقوق الإنسان، بل ويضرب بعرض الحائط كل الاعراف والقوانين الدولية".
وأرجع حبيب: "سياسيات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني بسبب الغطاء والدعم الأمريكي اللا محدود المقدم للكيان على كافة المستويات"؛ متهماً الولايات المتحدة بالمشاركة في استمرار العدوان على الفلسطينيين، مستغرباً في الوقت ذاته من حالة الصمت الدولي والعجز العربي حيال ما يجري".
وجدد القيادي في "الجهاد"، التأكيد على أن "قضية الأسرى هي وطنية بإمتياز، وهذا يستوجب أن تكون على سلم الأولويات والاهتمام الفلسطيني حتى لا يستفرد العدو بالأسرى".
وأكد حبيب، أن "ردع العدو عن سياساته العدوانية تجاه الأسرى يستدعي تكاثف الجهود من خلال وضع خطة استراتيجية متوافق عليها من الكل الفلسطيني في مواجهة الاحتلال".
وحول أخر تطورات الحالة داخل السجون عقب الإجراءات القمعية بحق أسرى "الجهاد"، أوضح حبيب، أن "الاحتلال قام بتوزيع أسرى حركة الجهاد الاسلامي على غرف الأسرى من الأطر والفصائل الأخرى، ما خلق حالة من التوتر في السجون".
وفي معرض حديثه، استغرب القيادي في "الجهاد" من خطوة الأطر والفصائل داخل السجون والتي تم من خلالها الموافقة على خطوات الاحتلال الرامية لتوزيع أسرى حركة الجهاد على غرف الأسرى، قائلا: "الأصل أن يتم التضامن مع أسرى الجهاد وعدم التسليم بإجراءات الاحتلال والتصدي لها، ورفضها من قبل الأطر والفصائل كافة في السجون".
وعبر القيادي حبيب، عن أسفه حيال ترك أسرى الجهاد الإسلامي داخل السجون كهدف للاحتلال من خلال الاستفراد بهم، مشيراً إلى أن ذلك " يعني أن العدو نجح وتمكن من إحداث فرقة داخل جسم الحركة الأسيرة؛ وهذا أمر خطير ونحذر من تداعيات ذلك".
وأكد حبيب، على أن "وحدة الحركة الأسيرة هو سر انتصارها على العنجهية والإجرام الصهيوني"، داعياً "كل الفلسطينيين إلى الاصطفاف في مجابهة العدو وأن يغلبوا مصلحة الوطن ووحدة الشعب على كل المصالح الحزبية".
وحذر القيادي في "الجهاد" الاحتلال من مغبة الاستمرار في اجراءاته العنصرية والعقابية الغير مبررة بحق أسرى حركة الجهاد، قائلاً: "بكل تأكيد نحن على ثقة بالانتصار لأن العدو بإصراره على معاقبة أسرى الحركة قد حكمَ على نفسه بالعيش في مشاكل يومية داخل السجون ونحن نرفض ما يقوم به السجان بحقهم".
وشدد حبيب، على أن "أسرى الجهاد الإسلامي لا يكلون ولا يملون فلديهم إصرار كبير جداً على المقاومة ورفض لما يقوم به السجان الصهيوني".
وبشأن أسرى "نفق انتزاع الحرية" الذي قام الاحتلال باعتقالهم مرة أخرى، أوضح "حبيب" أنهم يتعرضون للتنكيل والعزل الانفرادي من قبل إدارة السجون، موضحاً أن "إدارة السجون تقوم بدورها بالانتقام من الأسرى الستة بعدما صنعواً نصراً للشعب الفلسطيني، وأعلوا قضيته، وذكروا العالم بقضية الأسرى".
وأشار إلى أن "ممارسات الاحتلال ضد هؤلاء الأسرى على وجه التحديد هي محاولة لإيصال رسالة لباقي الأسرى الفلسطينيين بأن من يسلك طريقهم سيتم تشديد الإجراءات عليه ولن يتم إطلاق سراحه". (في إشارة لعمليات التبادل مع المقاومة)
وخلال حديثه، ثمن القيادي في الجهاد الإسلامي، التوجه الوطني من كتائب القسام حين بادرت في وضع أسماء أسرى "نفق انتزاع الحرية" الستة في مقدمة قوائم الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم ضمن صفقات التبادل مع الاحتلال.
وعن تداعيات قرار القسام بشأن أسرى نفق الحرية، أكد "حبيب" هذه "الخطوة تعطي درساً وأملاً جديداً لهؤلاء الأسرى بأنهم سيكونوا مشمولين الرعاية ولهم الأولوية في صفقات التبادل"، معتبراً "قرار حماس سيعزز دور المقاومة ويرفع معنويات الأسرى الأبطال".
وتابع عضو لجنة العلاقات الوطنية والخارجية لحركة "الجهاد": "العدو الصهيوني سيماطل ويراوغ في سياق عقابي لهؤلاء الأسرى عبر تجاهل أسمائهم من أي صفقات قد تتم"، لكن "حبيب" أكد أن إصرار المقاومة الفلسطينية سيجعل الاحتلال يرضخ لمطالبها ويطلق سراح الأسرى الستة".
وعن إمكانية نضوج اتفاق قريب لتبادل أسرى مع الاحتلال بين القيادي "حبيب" أن "المعلومات المتاحة قليلة في هذا الموضوع(..)"، لافتاً إلى أن "معلومات تخرج بين الفينة والأخرى تشير لوجود قناة اتصال تقودها القاهرة كوسيط بين المقاومة والعدو الصهيوني حيال اتمام صفقة تبادل أسرى جديدة".
كما عبر في الوقت ذاته عن أمله بنجاح تلك الجهود والإفراج عن الأسرى الذين أمضوا أرقاماً خيالية، ومدد طويلة داخل السجون، قائلاً: "نحن على ثقة وتسكننا المسئولية لتحرير أسرانا وتبييض السجون من السجناء والمعتقلين الفلسطينيين".
وجدد القيادي بـ "الجهاد" في نهاية حديث، "الدعوة لخطف المزيد من الجنود الإسرائيليين كي يتم إجبار الاحتلال على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من خلال عمليات تبادل".