أكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، أن الإجراءات التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال بحق أسرى حركة الجهاد الإسلامي ما زالت على حالها، مشيراً إلى أن الأوضاع في السجون مفتوحة على كل الاحتمالات.
وقال فارس في تصريحات خاصة لـ "قناة فلسطين اليوم"، إن الهيئة القيادية لأسرى "الجهاد" تعتبر ما يجري بحق أسرها والأسرى في كافة السجون بشكل عام عقب عملية الهروب هو بمثابة عقاب جماعي، على الرغم من أن مؤشرات عملية نفق الحرية لم تكن منسقه مسبقاً مع قيادة الحركة داخل سجن جلبوع، ولا حتى مع الهيئة القيادية العليا لأسرى "الجهاد" في السجون الإسرائيلية.
ويرى أن الإجراءات التي تمارسها سلطات الاحتلال تستهدف في هذه المرحلة أسرى الجهاد الإسلامي بشكل خاص؛ لكن "فارس" لم يستبعد أن تمتد تلك الإجراءات لتستهدف بقية التنظيمات في السجون.
وأشار فارس، إلى أن أسرى "الجهاد" لا يمكن لئن يُتركوا وحدهم والخطوة التكتيكية التي ستتخذها الجهاد سترافقها خطوات من باقي الفصائل الأخرى داخل السجون.
وعن أوضاع أسرى نفق انتزاع الحرية، أكد فارس، أن الأسرى يخضعون للتحقيق والتنكيل والإنتقام وهم الآن تحت مسؤولية "الشباك" الإسرائيلي؛ وهذا بحد ذاته يدعو للقلق وفق ما صرح رئيس نادي الأسير، والذي أشار إلى وجود صعوبة في الحصول على المعلومات المتعلقة بالأسرى الستة وظروف اعتقالهم
وبحسب فارس، فإن الأسرى الأربعة الذين تم اعتقالهم في الأيام الأولى بعد عملية الهروب سينقلون للعزل، والذي اعتبره عزلاً صعباً وقاسياً، متوقعاً أن يفرض الاحتلال أقسى العقوبات على الأسرى وقد تمتد لوقت وفترات طويل.
وبشأن عملية إعادة اعتقال أسرى النفق مرة أخرى، أوضح رئيس نادي الأسير، أن الاحتلال شعر براحة كبرى حين تمكن من إلقاء القبض على الأسرى، وبالتالي كان حريصاً على أن تظهر عملية الاعتقال في صورة تشير إلى اعتبار "إسرائيل" دولة مؤسسات وتحترم القانون؛ لذلك دفع بسيارات الشرطة ذات اللون الأزرق والأبيض لاعتقال الأسرى.
وأكد قدورة فارس، أن العشرات من جنود الاحتلال اعتدوا على الأسرى قبل إظهارهم في صورة الاعتقال التي تم عرضها عبر وسائل الإعلام وخلال تواجدهم داخل المحكمة الإسرائيلية، مشدداً على أن ما يقوم به الاحتلال لا ينطلي على الشعب الفلسطيني مستدركاً؛ قد يستخدم تلك الصورة حلفاء إسرائيل للدفاع عنها وتقديمها بصورة غير صورتها الحقيقية.
وشدد، أن "عملية نفق الحرية دفعت القضية الفلسطينية برمتها إلى الأمام وأرسلت مجموعة من الرسائل، أهمها أن الإرادة والتصميم الفلسطيني في انتزاع الحرية لا يمكن أن يقف أمامه أحد".
وبين فارس، أن "قضية الاسرى الستة حظيت باهتمام عالمي وكانت مدخلاً للحديث عن القضية الفلسطينية، معتبراً إياها محطةً عمليةً مكثفة لكل الاجيال الفلسطينية تؤكد على أن الانتصار على الاحتلال هو أمرٌ ممكن".
وأشار، إلى الشعب الفلسطيني وفر مظلة حماية للأسرى هذه الفترة من خلال ظهور حركة شعبية متنامية ومتصاعدة ومساندة كانت هي العامل الاساسي الذي حسم المعركة داخل سجون الاحتلال وجنب الاسرى الوصول لخوض إضراب جماعي، وذلك لصالح حماية منجزاتهم.
ورأى فارس، أن حاجة مُلحة الآن لموقف فلسطيني موحد، لاسيما وأن قضية الأسرى تشكل عامل وحدة على كافة المستويات، مبيناً أن ما جرى مع الأسرى هو حدثاً صالحاً لبناء رؤية فلسطينية واستراتيجية وطنية جديدة تضع قضية الاسرى في مركز الاهتمام الوطني والعالمي.
وحذر قدورة فارس في معرض حديثه، من الأوضاع الخطيرة والصعبة الذي يمر بها الأسرى المضربين عن الطعام، والذي تجاوز بعضهم السبعين يوماً، لافتا إلى أن عملية نفق انتزاع الحرية أثرت بشكل كبير على التعاطي الشعبي مع قضية الأسرى المضربين وأبعدتها عن مركز الاهتمام.
وفي ختام حديثه، بين رئيس نادي الأسير، أن "عمليات نقل الاسرى المضربين عن الطعام إلى المستشفيات الإسرائيلية بين وقت وآخر، يعكس حالة القلق التي تنتاب إدارة سجون الاحتلال على حياتهم، والتي تخشى من حدوث أي مكروه للأسرى يخلق تداعيات حول القضية".