أدى عشرات آلاف المصلين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، وسط تشديدات وقيود عند بواباته والبلدة القديمة.
وشارك العشرات من المصلين في وقفة ومسيرة تضامنية مع الأسرى في سجون الاحتلال، رددوا خلالها هتافات منددة بقمع مصلحة السجون للأسرى، وتشيد بجنين وأسراها الستة الذين تحرروا من سجن جلبوع، ومثمنين والمقاومة في غزة.
كما اعتقلت قوات الاحتلال القاصر محمد عمران أبو غنام من ساحات المسجد المبارك، عقب المسيرة.
واحتجزت الشرطة شبانًا واعتقلت بعضهم بعد خروجهم من المسجد.
وجابت المسيرة صحن قبة الصخرة ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية واللاعق وصورة الأسيرة إسراء جعابيص.
كما اقتحم جنود الاحتلال صحن قبة الصخرة لقمع الشبان والفتية المشاركين في المسيرة، فيما ردّ الشبان لإلقاء زجاجات المياه الفارغة والحجارة.
وأفادت دائرة الأوقاف الاسلامية أن 40 ألف مصلٍ أدوا صلاة الجمعة في المسجد المبارك.
وحيا مفتي القدس الشيخ محمد حسين في خطبة الجمعة الأسرى الستة، والأسرى الذين ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال.
وأضاف:" أي التضحيات أعظم والفداء أكبر من أن يكون المرء شهيدًا، أو أسيرًا يقود معركة الحرية والكرامة، الحرية ليس لنفسه فقط وإنما وطنه وأرضه ومقدساته".
وتابع: "ظن المحتلون أنهم سيضعفون عزيمة الحركة الأسيرة في معتقلات الاحتلال، فراحوا بهمجيتهم يعتدون على أسرانا في النقب وجلبوع وغيرها من المعتقلات الإسرائيلية".
وأكد أن الأسرى هم رواد الحرية وهم فرسان الخيل في كل زمان ومكان، بل هم الصادقين مع ايمانهم واعمالهم الصالحة، متواصون بالحق والصبر، صابرون لأجل حريتهم واخوتهم ووطنهم وقدسهم ومقدساتهم.
وقال: "هنيئا لكم أيها الأبطال بهذا الصبر والعزيمة، وبهذه الارادة الصادقة المتينة التي لا يزعزعها عدوان المعتدين وغطرسة المتغطرسين وظلم الظالمين".
وخاطب الأسرى مضيفا:" إنكم أحرار بإرادتكم وأرواحكم وأجسادكم التي يطالها الأذى من ظلم السجان، أحرار لأنكم تعلمون العالم كيف تسلك طرق الحرية، وكيف يعمل المخلصون المؤمنون والعاملون والصابرون على الحق".
وبين أن الشعب الفلسطيني يعاني من ظلم الاحتلال وغطرسة السجان وتجاوز كل الحدود المشروعة وكل الأعراف والقوانين الدولية التي نصت على حرية وكرامة الانسان أسيرا أو واقعا تحت الاحتلال أو حتى في ظروف الحرب.
وأنتقد غض العالم الطرف عما يجري في هذه الديار المباركة، وعما يتعرض له أبناؤها في مدنهم وقراهم ومخيماتهم وأريافهم من الأذى والملاحقة والمتابعة، دون أن تتحرك فيه ضمير الانسانية.
ولفت إلى مشروع التسوية الاسرائيلية الهادف إلى الاستيلاء على أملاك المسلمين بالقدس، أي العودة الى تسليم العقارات والأراضي بالقدس.
وأكد أن هذه المدينة المحتلة والأرض التي معظم أملاكها وقف اسلامي هي أرض خراجية، لمصلحة المسلمين كافة.
ونبه أهالي بيت المقدس وأكنافه إلى ملاحظة هذه المخططات والوقوف على مراميها ومغازيها، إذ أنها بالمجمل تحاول مصادرة الأملاك تحت شعار القانون ومسميات التسوية وحصر الأملاك.
ودعا المقدسيين إلى الحرص في التعامل مع مثل هذه المخططات والمشاريع التي لا يريد بها الخير لهم وأبنائهم ومدينتهم.