انتشرت سلالة دلتا المتحورة شديدة العدوى بصورة قياسية في الآونة الأخيرة، وكان مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة قد نشر إحصاءات صادمة نهاية الشهر الماضي كشفت عن أن أكثر من 80% من الإصابات الجديدة بفيروس كورونا من المتحور دلتا.
وتعتبر السلالة المتحورة دلتا أكثر عدوى بالنظر إلى أن الحمل الفيروسي من دلتا يكون أعلى بمقدار ألف مرة من السلالات السابقة.
وفي التقرير الذي نشرته مجلّة "ذا هيلثي" الأميركية، قالت الكاتبة أماندا غاردنر إن سلالة دلتا المتحورة ظهرت لأول مرة في الهند في ديسمبر/كانون الأول 2020، وتنتشر هذه السلالة على نطاق واسع بين الأشخاص الذين لم يتلقوا التطعيم، مما أدى إلى رفع معدلات الحالات الإجمالية واكتظاظ المستشفيات.
دلتا أكثر السلالات عدوى
وتتمثل الخاصية الأكثر إثارة للقلق بهذه السلالة في كونها تنتشر ببالغ السهولة مقارنة بالسلالات الأخرى من فيروس كورونا؛ إذ يبلغ متوسط العدوى لدى شخص مصاب بالفيروس الأصلي 2.5، في حين أن المصاب بالمتحور دلتا يمكن أن ينقل العدوى إلى من 5 إلى 8 أشخاص آخرين، وذلك حسب ما أوضحته "رافينا كولار" المتحدثة باسم جمعية الأمراض المعدية الأميركية.
وذكرت الكاتبة أن هذا المتحور معدٍ مثل جدري الماء، وأكثر قابلية للانتقال من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس"، و"سارس"، والإيبولا، ونزلات البرد، وفيروس الإنفلونزا السنوي.
وقالت الكاتبة إن العدوى التي تصيب الأشخاص الملقحين تسمى "عدوى الاختراق".
ووفقا للمتحدث باسم جمعية الأمراض المعدية، آرون غلات، "إذا تلقيت التطعيم، فإن احتمال إصابتك بالمرض لا يزال أقل بكثير".
وفي الوقت الحالي، تمثل إصابات عدوى الاختراق حوالي 0.01% فقط من إجمالي الإصابات بكوفيد-19.
ومن غير المحتمل أن تتغير هذه النسبة، ولكن مع ارتفاع إجمالي الإصابات، قد تنتشر العدوى بين صفوف الأشخاص الملقحين.
اللقاحات تحمي
وأشارت الكاتبة إلى أن البيانات المتاحة حاليا أولية، ولكن يبدو حتى الآن أن جرعتين من لقاح "فايزر" ستكون فعالة بنسبة 88% في درء أعراض كوفيد-19.
كما أن لقاح "مودرنا" أيضا فعال للغاية ضد المتحور دلتا، وربما بنسبة أعلى من لقاح فايزر، حسبما أكده مدير مركز مدينة الأمل للعلاج الجيني في كاليفورنيا، جون زايا.
وفي 12 أغسطس/آب، منحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية تصريح استخدام طارئ للحصول على جرعة معززة ثالثة من فايزر ومودرنا للأشخاص الذين يعانون ضعفا في جهاز المناعة، بما في ذلك متلقي زراعة الأعضاء.
وقد تبين أن الأشخاص الذين يعانون نقص المناعة لا يستجيبون للقاحات أيضًا، وهم بالفعل في خطر متزايد للإصابة بأمراض خطيرة والوفاة من كوفيد-19، لذلك يحتاجون إلى معززات.
دلتا تجعلك أكثر مرضًا
واقترحت بعض الدراسات أن دلتا تجعلك في الواقع أكثر مرضًا في ظل دخول المزيد من المصابين بها إلى المستشفى مقارنة بالفيروس الأصلي، لكن البعض الآخر يدحض هذه الفكرة.
وأشارت الكاتبة إلى أن الإصابة بسلالة دلتا تنتج نفس الأعراض المعروفة من السلالات السابقة من الفيروس: الحمى والقشعريرة والسعال وصعوبة التنفس وفقدان حاستي التذوق والشم والصداع واحتقان الأنف.
لكن هناك بعض الإشارات المبكرة إلى أن السعال وفقدان حاسة الشم قد يكونان من الأعراض الأقل شيوعا لدلتا، كما هو الحال مع الطفرات السابقة، وعادة يعاني الأشخاص الذين تم تطعيمهم من أعراض أخف، ويقل احتمال دخولهم إلى المستشفى أو الوفاة بسبب العدوى.
دلتا تضرب الأطفال بقوة
ووجدت دراسة بريطانية أن الاختبارات الإيجابية لكوفيد-19 لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و12 عامًا -يبدو أنها-تفسر الارتفاع في عدد المصابين بالمتحور دلتا.
وربما يكون هذا عاملا يفسر مدى سرعة انتشار الفيروس، أكثر من أي متحور آخر، ولا يوجد حاليا لقاح معتمد للأطفال.
ما زالت الأقنعة مجدية
وقام مركز السيطرة على الأمراض مؤخرا بتحديث إرشاداته الصحية، وأوصى بأن يرتدي الأشخاص الذين تم تطعيمهم أقنعة في الأماكن العامة المغلقة في المناطق التي سجلت انتقال العدوى بشكل كبير.
وحسب الدكتورة رافينا كولار "يجب إعادة التأكيد على أهمية ارتداء الأقنعة، والتباعد الجسدي، وتجنب التجمعات سواء في الداخل أو في الهواء الطلق".