في ذكرى احتلال القدس، أهاب سماحة الشيخ محمد حسين - المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية – بالمسلمين في أنحاء العالم للتحرك نصرة لإخوانهم الفلسطينيين، الذين يقفون سداً منيعاً في مواجهة ما يحدق بالمسجد الأقصى المبارك من مكائد تحاك للنيل من قدسيته، بالتقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى المبارك،
كما تدعي منظمات "الهيكل" التي وزعت دعوات تحث فيها جميع اليهود على اقتحام المسجد الأقصى خلال الأيام القادمة احتفالاً بـما يسمى "عيد إتمام نزول التوراة، عيد العنصرة"، ووضعت فيها برنامجاً لنشاطات "توراتية" داخل الأقصى، وحددت أوقات الاقتحامات الجماعية خلال 7:30 وحتى الساعة 11:00 صباحاً، ومن الساعة 1:30 وحتى الساعة 2:30 ظهراً.
وقال سماحته: إن هذه السلطات أطلقت العنان لقطعان مستوطنيها ليعيثوا فساداً في الأرض المباركة، حيث سمحت للعشرات من المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى المبارك، الذين قاموا بجولاتهم المعتادة في ساحاته، ومن بين المقتحمين الحاخام المتطرف "يهودا غليك"، وفي الوقت نفسه فإنها تمنع المواطنين ممّن هم دون 50 عاماً من الرجال من دخول الأقصى، كما منعت النساء والطلبة من دخوله.
وفي سياق ذي صلة؛ فإن أحد المتطرفين اعتدى على رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب بتوجيه ألفاظ نابية له أثناء تواجده في الأقصى، وهذا جميعه يتم تحت حماية سلطات الاحتلال وحراستها.
وبيّن سماحته أن استمرار الاعتداء على المقدسات الفلسطينية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك يحوّل المنطقة إلى قنبلة موقوتة، وينذر بحرب دينية وشيكة، ونبّه سماحته إلى أن الاحتلال يعمل على إفراغ المسجد الأقصى من أي مدافع عنه، ليستفرد المتطرفون فيه، مستخدماً وسائل القمع المختلفة ضد المواطنين الأبرياء العزّل، موضحاً أن استمرار النهج العدواني على المسجد والمسؤولين عنه قد يقود إلى مجزرة، كما حدث في مرات سابقة، ومن ثم إلى نتائج لا يمكن التكهن بمداها وعواقبها.
وأشار إلى أن هذه الذكرى الأليمة تأتي في عامنا هذا، مع تكثيف الاحتلال من إجراءاته التعسفية ضد المسجد الأقصى المبارك لمنع المصلين المسلمين من أداء شعائرهم الدينية فيه، الأمر الذي يجعلنا نجدد النداء إلى المسلمين ليشدوا الرحال إليه لإعماره، مما يشكل رداً فاعلاً على المحتل الذي يصبو إلى تفريغه ومدينة القدس من أهلها الفلسطينيين.
وقال: يجب على الفلسطينيين الذين يستطيعون الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك أن يكثفوا شد الرحال إليه على مدار الأسبوع، لنصرته، ومواجهة ما يحاك من مكائد للنيل من قدسيته.
وناشد الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وحكومة المملكة الأردنية الهاشمية ولجنة القدس، بضرورة التدخل العاجل لحماية المسجد الأقصى المبارك قبل فوات الأوان، ولات ساعة مندم.