Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

"اسرائيل" .. وعين على الجبهات

بقلم / خالد صادق

تفتح "اسرائيل" عيناها على جبهات عدة معتقدة ان اخطار كبيرة باتت تحدق بها, فسفنها التجارية تتعرض لهجمات من جهات مجهولة, وادت الاسبوع الماضي الى مقتل اثنين من البحارين على متن سفينة تابعة لشركة اسرائيلية, كما لا تغيب عين "اسرائيل" عن الجبهة الشمالية حيث حزب الله والمقاومة اللبنانية التي باتت صواريخها تستهدف البلدات الشمالية داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 48م, والانتهاكات الاسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية وحرمة اراضي لبنان, كما ان جبهة الجولان تشهد تصعيدا مستمرا حيث تقوم "اسرائيل" بالاعتداء على الاراضي السورية وشن غارات عسكرية عليها بحجة منع تمركز قوات تابعة للحرس الثوري الايراني وتابعة لحزب الله اللبناني قرب الحدود مع "اسرائيل" حسب زعمها, اما ما تطلق عليه "اسرائيل" اسم "الجبهة الجنوبية" نظرا لوجود فصائل فلسطينية مسلحة في قطاع غزة, فباتت تشكل عنصرا ضاغطا على الاحتلال الصهيوني لمنعه من تنفيذ مخططاته ومؤامراته العدوانية في القدس المحتلة والضفة الغربية, وتسبب قدرات المقاومة العسكرية حالة قلق وازعاج مستمرة لدى الاحتلال بسبب تطور قدرات المقاومة العسكرية الى حد كبيرة حتى في ظل الاغلاق والحصار المفروض على قطاع غزة منذ خمسة عشر عاما, لكن المقاومة اكتسبت من الخبرات العسكرية القنية والقدرات القتالية ما تستطيع به مناكفة الاحتلال, وقد نجحت في فرض معادلات جديدة على الاحتلال لا يستطيع ان يتجاوزها لان لها اثمان باهظة.

اليوم "اسرائيل" تستنجد بالعالم, وتحرض الادارة الامريكية وبريطانيا والمجتمع الدولي على توجيه ضربة عسكرية لإيران وعدم العودة للعمل بالاتفاق النووي الايراني, وتقول بأنها قد تقدم على تنفيذ عمل عسكري فردي ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية, تماما كما فعلت سابقا عندما استدعت العالم لتوجيه ضربة عسكرية للعراق وورطت الادارة الامريكية في حرب مع العراق, "اسرائيل" اجبن من ان تقوم بأي عمل عسكري فردي ضد ايران لأنها تدرك قوة ايران العسكرية وايديها الممتدة في المنطقة عبر محور المقاومة, وانها قد تنجر الى حرب جديدة متعددة الجبهات كان امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وصفها بانها "حرب اقليمية" متعددة الجبهات ولا تطيق "اسرائيل" التي لم تصمد في معركة سيف القدس امام المقاومة الفلسطينية محدودة الامكانيات, ان تصمد امام قوة ايران وحزب الله فهي معركة غير مضمونة النتائج, و"اسرائيل" لا تخوض معارك غير مضمونة النتائج خاصة مع جيوش  نظامية, لذلك قدمت "إسرائيل"، شكوى إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة ضد لبنان، على خلفية إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه مواقع إسرائيلية كما تزعم, فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن "حزب الله أطلق 19 قذيفة صاروخية من منطقة شمال شبعا، وطالبت "اسرائيل"، مجلس الأمن "بإدانة هذه الانتهاكات الجسيمة بشكل لا لبس فيه، والبقاء قيد نظره في مداولاته المقبلة بشأن قرار مجلس الأمن رقم 1701, ولن تسمح بشن هجمات على "الإسرائيليين". 

حكومة نفتالي بينت "الهشة" غير قادرة على خوض اية مغامرة لان اخفاقها يعني نهايتها, وهى تعمل وفق سياسة "لا اريد ان اسقط الى الهاوية" وهى تنشد "السلامة الداخلية" خوفا من السقوط, خاصة بعد ان تعهد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بإسقاطها في اسرع وقت ممكن, وصمود حكومة نفتالي بينت الى هذا الوقت يعتبر "اعجاز" لأنها استطاعت ان تتجاوز حقل الغام كان مزروعا امامها, لكن حقل الالغام هذا لم ينته بعد فهناك العديد من الالغام التي على بينت تجاوزها, ونفتالي بينت يسعى لاكتساب ثقة الجمهور الاسرائيلي خاصة ان هذا الجمهور يجنح نحو الفكر اليميني المتطرف الذي يبني نفتالي بينت سياسته عليه, وهو يعتبر ان هذه فرصة ذهبية اتيحت له كي يكون بديلا لليمين الاسرائيلي عن نتنياهو, وان عليه ان يحقق لهم المزيد من المكاسب سواء من خلال تسريع وتيرة الاستيطان وتكثيفها واقامة بؤر استيطانية جديدة في مناطق "ج" التي تخضع للسلطة الفلسطينية, او احداث اختراق في ملف الجنود الصهاينة الاسرى لدى كتائب القسام, وتحريرهم من ايدي المقاومة بأي طريقة كانت, او اقناع الادارة الامريكية والاتحاد الاوروبي بوقف كل اشكال التفاوض مع ايران من اجل العودة لتفعيل الاتفاق النووي الايراني بل وتحشيد العالم لمواجهة ايران, فهذه هي الوسائل التي تضمن لبينت منافسة نتنياهو وكسب اصوات الاسرائيليين, ولا تكاد تتوقف محاولاته لإحداث اختراقات في هذه الملفات, لكنه دائما ما يصطدم بقوة وصلابة المواقف لمحور المقاومة في المنطقة.