انطلق اليوم في العاصمة الألمانية برلين، أعمال "مؤتمر برلين-2" بشأن ليبيا، بمشاركة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا والصين وتركيا وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، "نحن هنا اليوم للبناء على التقدم المحرز في مؤتمر (برلين 1)، من خلال التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار وخريطة طريق منتدى الحوار الليبي".
وأضاف غوتيريش في رسالة مسجلة في افتتاح المؤتمر، أن الأمم المتحدة قلقة إزاء تدهور الوضع الإنساني في ليبيا، مشدد على أن تحسين الأمن في ليبيا سوف يسهم في التقدم على المستوى السياسي.
ودعا الأمين العام لمعالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار في ليبيا، محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان هناك.
وفي مؤتمر صحفي مشترك في برلين قبيل انطلاق المؤتمر طالب وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والألماني هايكو ماس، بإجراء الانتخابات في ديسمبر/كانون الأول المقبل وسحب سائر القوات الأجنبية من ليبيا.
وقال وزير الخارجية الأميريكي إن بلاده وألمانيا تشتركان في الأهداف نفسها بشأن ليبيا وهي استمرار وقف القتال ومغادرة القوات الأجنبية وإجراء الانتخابات في موعدها، وشدد على اهمية استقرار ليبيا.
وأفاد مراسل الجزيرة ان مسودة بيان المؤتمر ستناقش فرض عقوبات على الأطراف التي تعيق مسار العملية السياسية في ليبيا، ومحاسبة منتهكي حقوق الإنسان فيها، كما يبحث المؤتمر توحيد القوات الأمنية والعسكرية في ليبيا.
من جانبه، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبد الحميد الدبيبة، إن حكومته جاءت إلى برلين لتجديد الالتزامات التي تعهّد بها المجتمعون في مؤتمر برلين الأول، والاتفاق مع أصدقاء ليبيا بشأن أفضل الحلول لدعم مسار استقرار البلاد وسلامة أراضيها، وحفظ سيادتها الوطنية.
وأضاف الدبيبة -في تغريدات على موقع تويتر- أن توحيد المجتمع الدولي، وضمان سماع صوت الشعب الليبي، أمران حيويان خلال هذه المرحلة المهمة في تاريخ البلاد، متعهدا ببذل كل الجهود من أجل استقرار ليبيا، وتحقيق الرخاء لشعبها، ورفض العودة للحروب والعبث بمقدرات الدولة.
ويناقش المؤتمر-الذي يستمر يوما واحدا- نتائج العملية السياسية التي تحققت منذ مؤتمر برلين 1، ولا سيما إنهاء التدخل الخارجي في الصراع.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، تمركز حوالي 20 ألف مرتزق أجنبي في ليبيا منذ ديسمبر/كانون الأول 2020، ولم يتغير الرقم بشكل كبير. كما أن شحنات الأسلحة لم تتوقف.
ولكن هناك بعض التقدم، فقد تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة مؤقتة، ومن المقرر إجراء انتخابات برلمانية يوم 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وكان مراسل الجزيرة أفاد بأن مسودة بيان مؤتمر برلين المرتقب ستدعو إلى انسحاب متناسق للقوات الأجنبية من ليبيا، ومحاسبة منتهكي حقوق الإنسان.
من جهتها، قالت الخارجية الألمانية إن المؤتمر سيبحث العملية الانتقالية الليبية منذ المؤتمر الأخير، والمراحل المقبلة لفرض استقرار دائم للوضع في ليبيا.
وفي وقت سابق، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند في إحاطة صحفية إن بلاده تدعو لمغادرة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وعدم الانتظار إلى ما بعد الانتخابات، مشيرا إلى أن واشنطن تجري مفاوضات مع الجهات الفاعلة في ليبيا بشأن ذلك.
يذكر أن مؤتمر برلين 1 شهد مشاركة قادة العديد من الدول، ودعا حينها إلى وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا، وفرض احترام الحظر على توريد الأسلحة إلى هذا البلد.
مبادرة "استقرار ليبيا"
وقبيل انطلاق المؤتمر، أعلنت وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش أنها ستطرح خلال المؤتمر مبادرة تحت اسم "استقرار ليبيا" ترتكز على بنود خارطة الطريق، التي قررها ملتقى الحوار السياسي الليبي.
وأضافت أن المبادرة غايتها أن يأخذ الشعب الليبي زمام الأمور بيده بمساندة الدول الداعمة له، وأنها تهدف أيضا إلى توحيد الجيش الليبي تحت قيادة واحدة، وتفعيل قرار وقف إطلاق النار، ووضع برنامج زمني واضح لانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة.
كما قالت وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية إن مبادرة "استقرار ليبيا" ستقترح إنشاء مجموعة دولية على مستوى وزراء الخارجية تقودها ليبيا، وتهدف إلى دعم الرؤية الليبية لحل الأزمة، موضحة أن المجموعة الدولية المقترحة تهدف إلى دعم السلطات الليبية في تنفيذ خططها الأمنية والاقتصادية والسياسية.