دعا مؤتمر علماء فلسطين الأربعاء لتشكيل قيادة وطنية موحدة لمواجهة العدوان الإسرائيلي، وتوحيد الفعل السياسي ليكون قادرًا على مواجهة الاحتلال.
جاء ذلك خلال مؤتمر عُلمائي بعنوان "دعم المقاومة ونصرة بيت المقدس".
وشدد العلماء على أن ما قامت به المقاومة هو حق مشروع في الدفاع عن الدين والنفس والأرض، وهو واجب شرعي وفرض إلهي ونصرة واجبة للمظلومين والمهجرين من ديارهم والدفاع عن المقدسات.
وأكدوا أنه من واجب الأمة إعادة إعمار ما دمره الاحتلال ودعم المقاومة، وأن يقوم العلماء بدورهم القيادي بتحريك الشعوب نصرة شعبنا الفلسطيني، مشددين على رفضهم لمسالمة الاحتلال أو التطبيع معه".
وقال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية عبد الهادي الأغا إن القدس خط أحمر لن نسمح بالاعتداء عليها، ونطالب المقاومة أن تبقي سلاحها مشروعًا في وجه الاحتلال
ودعا الأغا علماء الأمة لإحياء قضية القدس في أجيال الأمة وتحشيدهم مع المقاومة، مؤكدًا أن المقاومة هي خيارنا الشرعي ومسارنا الوطني وطريقنا الجهادي لإساءة وجه اليهود وتطهير مقدساتنا.
وحثّ جماهير شعبنا للانخراط في صفوف المقاومة استعدادا ليوم الفتح والنصر والعودة، مشددًا على ضرورة إسقاط خيارات التنسيق الأمني سياسات الاستجداء للمحتل.
وحذّر من كل محاولات التفاف واشغال وتضييع حقوق شعبنا وتسويف قضاياه العادلة؛ "فما لم يأخذ بالحق لن يأخذ بالكيد أو المكر".
من جهته، وجه مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الشيخ ناجح بكيرات رسالة للاحتلال "خططوا كما شئتم.. اقتلوا الأطفال وهجروا أحياءنا واقتحموا الأقصى؛ ولكن نحن على ثقة أننا سننتصر".
وبعث بكيرات رسالة إلى علماء فلسطين والأمة قال فها: "كونوا أنتم الورثة التي أورثتم الكرامة عن الرسول عليه السلام فالعلماء ورثة الأنبياء".
حلف القدس
وأوضح رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي حسن الجوجو أنه يتوجب على علماء الأمة العمل الجاد من أجل تحرير فلسطين، وحث الجماهير على المشاركة في فعاليات حماية المقدسات.
كما حثّ الجوجو علماء بالعمل على إنشاء "حلف القدس"؛ لحشد الطاقات وبذل الامكانيات من أجل انقاذ القدس وإفشال المؤامرات، ووضع استراتيجية واضحة لتحرير فلسطين.
ودعا علماء الأمة لتوحيد كلمة تجاه فلسطين بإحياء واجب النصرة للمقاومة باعتبارها فريضة شرعية واجبة على المسلمين في جميع انحاء العالم، "وذلك يقتضي توحيد صف العلماء أولاً لخدمة القضية الفلسطينية".
وطالب الجوجو العلماء التأثير على وسائل الإعلام المختلفة لنصرة القضية الفلسطينية، وفضح المخططات الصهيونية التي تعمل على تهويد القدس والاقصى، وأن يكون ذلك بكل اللغات المتاحة.
بدوره، أكد رئيس رابطة علماء فلسطين نسيم ياسين أن المقاومة استطاعت أن تلجم المحتل، وأن توحد الجهود عبر الغرفة المشتركة، بالإضافة إلى أنها ساهمت بتوحيد الفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم.
وناشد ياسين العلماء في كافة أنحاء العالم أن يصطفوا جنبًا إلى جنب بجانب علماء غزة؛ "يجب أن نوحد صفوفنا، وأن نقف بوجه التطبيع الذي هو موالاة للعدو الصهيوني".
ودعا الفلسطينيين لقفة جادة على قلب رجل واحد لوقف ما يُسمى "بالتنسيق الامني" لأنه جرم بحق القضية.
إعداد جيل
وشدد الداعية علي الغفري في كلمة ممثلة عن ملتقى علماء فلسطين على ضرورة الإعداد الإيماني والمادي لجيل التحرير، ومد يد العون للمقاومة الفلسطينية لمواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الغفري "لا بد من توحيد الأمة جميعًا ونبذل الأنفس والأموال؛ لأن الأقصى لن يرجع إلا كما قال الله: "أولي بأس شديد".
أما الداعية عمر فورة أكد في كلمة ممثلة عن ملتقى دعاة فلسطين أن القدس جزء من العقيدة وليست جزء من السياسة، "وهي ملك لكل المسلمين؛ لأنها أرض وقف للمسلمين جميعًا، وواجب الدفاع عنها واجب شرعي تتحقق فيه مقاصد الشريعة".
وشدد فورة على أن القدس قضية المسلمين جميعًا؛ لأن الاحتلال الإسرائيلي يشكل خطرًا على كل المسلمين، مؤكدًا أن غزة أصبحت مدرسة بالمقاومة والمواجهة، حيث وضعت الكيان على المحك ألاّ مستقبل له على هذه الأرض".
بدوره، وجّه الداعية عمر الهمص في كلمة ممثلة عن جمعية ابن باز رسالة لشعبنا بضرورة مواصلة الصبر على الاحتلال؛ "ابشركم أن عدوكم أوهن من بيت العنكبوت، فأجمعوا أمركم ووحدوا صفوفكم".
وبعث الهمص رسالة إلى قادة الفكر وزعماء العالم الإسلامي أن مصلحة الأمة العامة مقدمة على كل مصلحة ضيقة، مشددًا على ضرورة حشد الجهود نحو تعزيز خيار المقاومة والجهاد.
وكالة صفا