نظمت "قناة فلسطين اليوم" ندوةٌ تلفزيونية، اليوم السبت، بعنوان "واقع الأسرى الفلسطينيين وسبل دعمهم" وذلك ضمن فعاليات يوم الأسير الفلسطيني، والذي يُحييه الفلسطينييون منذ 47 عامًا.
وتم اختيار هذا اليوم، في 17 إبريل/نيسان من العام 1974، من قبل المجلس الوطني الفلسطيني، خلال دورته العادية، وأُقر هذا اليوم ليكون يوماً وطنياً لتوحيد الجهود والفعاليات لنصرتهم، ودعم حقّهم المشروع بالحرية.
وتناولت الندوة التلفزيونية ثلاثة محاور، أولها واقع الأسرى الفلسطينيين، مِن ثم الحراك الشعبي والفصائلي تجاه قضية الأسرى، وأخيراً الحراك باتجاه المنظمات الدولية والقانون الدولي.
وتحدث مسؤول ملف الأسرى في حركة الجهاد الإسلامي د.جميل عليان قائلاً أن هدف العدو الإسرائيلي من أساليبه وممارساته اتجاه الأسرى الفلسطينيين داخل المعتقلات، تدمير الأسير وكسر إرادته وإذلاله.
وأضاف عليان أن وسائل التعذيب اختلفت سواءً النفسية أو الجسدية عن السابق للأسرى داخل السجون، لكنها لم تحدَّ عن الهدف الرئيسي للمحتل، والذي يدور حول تدمير الأسير الفلسطيني.
وأكد القيادي عليان على أن الحاضنة الشعبية مهمة جداً لدعم الأسير والوقوف بجواره على مدار اللحظة، باعتباره القدوة والنموذج الأصوب والأصح، في ظل المواجهة الكبيرة للسجان الإسرائيلي واجهاض أدواته وأهدافه.
وبيَّن عليان أن الاحتلال يحاول ضرب الحاضنة الشعبية ويعمل على تفتيتها من حول قضية الأسرى، بينما الحاضنة أثبتت على الدوام أنها فعلاً متمسكة تماماً بالأسير الفلسطيني وحمايته والنضال من أجل حريته، كما تمسكها بفلسطين الكاملة من بحرها إلى نهرها.
وأوضح مسؤول ملف الأسرى في حركة الجهاد الإسلامي أن الفصائل تبذل جهداً كبيراً لتحرير الأسرى من داخل السجون، بعضها تكلل بالنجاح كصفقة وفاء الأحرار وصفقة الجليل عام 1985، والأسرى الإسرائيليين الموجودين الأن لدى المقاومة الفلسطينية تحديداً كتائب القسام.
ولفت عليان إلى أن مؤسسات المجتمع الدولي أعطت للاحتلال الإسرائيلي شرعية تقسيم فلسطين، لذلك يجب ألا نعول عليها، وتتحرك فقط عندما تشعر أن الفلسطيني أصبح يشكل تهديداً على وجود الاحتلال الإسرائيلي.
بدوره قال المستشار الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى حسن عبد ربه أن الاحتلال الإسرائيلي أمعن في إجرامه بإستهداف أبناء الشعب الفلسطيني، ويتم ملاحقتهم بالإعتقال والأسر.
وأضاف عبد ربه أن استراتيجية الاحتلال بممارسته لهذه الاعتقالات تكمن بالأساس تدمير الجانب المعنوي للأسير الفلسطيني، وقتل الروح الوطنية لديه، مؤكدًا أنه لم ينجح رغم تسجيله نحو مليون حالة اعتقال منذ بدء الاحتلال لفلسطين.
من جانبه قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الأسير المحرر خضر عدنانأن الاحتلال الإسرائيلي يراكم التجربة ويزداد عنفاً وقسوةً بالتعامل مع الأسرى داخل السجون.
وأضاف القيادي عدنان أنه لم يكن في تاريخ القضية الفلسطينية أن وجد داخل سجون الاحتلال هذا العدد الموجود الأن من الأسرى الذين تطاول عليهم زمن الاعتقال بهذه الفترات الطويلة.
وأوضح عدنان أن الاحتلال أراد قتل روح المقاومة بإعتقاله الفلسطينيين وفرضه الأحكام العالية عليهم، مؤكدًا أن محاولاته باءت بالفشل.
وقال رئيس هيئة المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية عباس قبلان أن الاحتلال الإسرائيلي يبتكر أساليب التعذيب والاعتقال، ولكن تختلف هذه الأساليب باختلاف الساحات والمعتقلات، فلكل سجن ظروفه الخاصهطة وأسلوبه الخاص في التعامل.
وأضاف قبلان أن الاحتلال الإسرائيلي لا يعترف بالقوانين والأعراف الدولية، بل إن المجتمع الدولي يتكيف مع القانون الذي يضعه الاحتلال سواء أكان مخالفاً للقوانين الدولية أو مطابقا لها.
وأكد قبلان أن الاحتلال الإسرائيلي يريد تحطيم الروح الثورية والمعنوية لدى الأسير الفلسطيني، واخضاعه وليس قتله بالدرجة الأولى.
من جهته قال رئيس الهيئة الإسلامية الفلسطينية الشيخ سعيد قاسم أنه ومنذ عام 1948 حتى أواخر الخمسينيات، كانت حقبة زمنية غفل عنها الجميع ولم تحظى بالاهتمام، مؤكدًا أن هذه الفترة تحتاج لبحث ودراسة لتوثيق جرائم الاحتلال ضد الأسرى آنذاك.
وأضاف الشيخ قاسم أن قضية الأسرى بدأت بالظهور في أواخر الخمسينيات بشكلٍ واضح بعد اعتقال الأسير الأول محمود بكر حجازي رحمه الله، والأسير سكران سكران، معللاً أنهم كانوا ينتمون لفصائل وأحزاب كانت تتحدث عنهم وتصدح بصوتهم.