يُطلق على ""متلازمة القولون العصبي" تسميات عدة، ومنها: "القولون العصبي" و"القولون التشنّجي" و"مرض الأمعاء الوظيفي"، هذا المرض المزمن ينغّص حياة المرضى، ويقيّد حياتهم الاجتماعيّة.
علاجه القولون العصبي يقتصر على السيطرة على الأعراض حصراً، فهل من تدابير محدّدة، على المرضى الذين يزداد عددهم في الفئة الشابة، وفي صفوف النساء أكثر من الرجال، الالتزام بها عند صوم رمضان؟
"متلازمة القولون العصبي"، مصطلح يشير إلى الآلام في البطن، التي يشعر بها المريض مرّة في الأسبوع على الأقلّ، وعلى مدى ثلاثة أشهر متتالية، مع تغيّر ملحوظ في عادات التبرّز.
وعند الكشف عن الحالة عند الطبيب، من الهامّ أن يستبعد الطبيب، أي شكوك متعلّقة بإصابة المريض بمرض آخر، مثل: حساسيّة الـ"لاكتوز" والداء الزلاقي (الداء البطني) والتهابات القولون، الأمراض التي تتشابه أعراضها مع تلك الخاصّة بـ"المتلازمة".
إلى الآلام في البطن، تشتمل أعراض "المتلازمة" الأخرى، على: الإسهال أو الإمساك، والانتفاخ في البطن وزيادات الغازات، وبالطبع تختلف الأعراض من مريض إلى آخر، فقد يعاني أحد المرضى من الإسهال المزمن، في مقابل آخر قد يشكو على النقيض منه من الإمساك المزمن، وثالث تنغّص حياته مواجهة حالات الإسهال والإمساك معاً، وتعيقه عن ممارسة يوميّاته.
لا مسبّبات واضحة
مسبّبات "المتلازمة" غير واضحة، بل هناك عوامل ترفع الإصابات بالحالة، ومنها: العوامل الوراثيّة، بالإضافة إلى حركة الأمعاء غير الطبيعيّة أو تحسّس القولون المفرط أو التهاب الأمعاء أو التغيّرات في بكتيريا القولون، من دون الإغفال عن العوامل النفسيّة".
ويمكن الإصابة بـ "المتلازمة" في أي فئة عمريّة، ولو أنّ الأعراض الأولى تبدو عادةً في سنوات العشرين وحتّى الثلاثين منها"، مع التحديد أن النساء يتعرّضن لـ "متلازمة" مرّتين أكثر مقارنة بالرجال، وأنّه "من غير المعتاد أن تظهر الأعراض في صفوف النساء للمرّة الأولى بعد بلوغهن الخمسين من أعمارهن".
لا موانع في الصوم
لا موانع في صوم مرضى القولون العصبي خلال رمضان، ولو أن هناك تحدّيات متعلّقة تترتّب عليهم، لناحية العناية بالنظام الغذائي عن طريق الامتناع عن تناول الأطعمة الدهنيّة والمقلية والحدّ من شرب الحليب والمشروبات الغازية ومشروبات الكافيين (القهوة والشاي...)، مع ضبط مواعيد النوم والاستيقاظ والسيطرة على الضغوط النفسيّة.
ويُمثّل كلّ من ممارسة التمرينات الرياضيّة، والتدرّج في الطعام، وتناول كمّيات ضئيلة ومحدّدة منه، ببطء، نقاطاً أساسيّة في السيطرة على "المتلازمة" في كلّ الأوقات، وعند صوم رمضان.
وفي هذا الإطار، يوضّح الطبيب أن "لا طعام بعينه يحدّ من تهيّج القولون العصبي في رمضان، بل يجدر بالمرضى تجنّب تناول الصنوف التي تحتوي على الـ"فروكتوز" والـ"لاكتوز".
أمّا علاج مشكلة القولون العصبي، فيتمثّل في إدارة الضغوط النفسيّة، واستخدام العقاقير الطبّية حسب أعراض كل مريض.
نصائح لمرضى "المتلازمة" في رمضان
1-تشتمل الأطعمة التي تفاقم "الحالة": المعجّنات المتوافرة على معظم الموائد الرمضانيّة، والفاصولياء والجزر والزبيب والموز والمشمش والخوخ والحليب ومشتقاته...
2- يُنصح لمرضى القولون العصبي الذين يشكون من الإمساك، بالتخفيف من شرب الشاي والقهوة، مع تناول بالمقابل الأطعمة الغنيّة بالألياف (الخسّ والكوسا والفواكه الطازجة كالبرتقال، والفواكه المجفّفة مثل التين والمشمش والخبز الأسمر)، مع ضرورة شرب ما لا يقلّ عن ليترين من الماء، وممارسة رياضة المشي بعد ساعتين من الفراغ من تناول طعام الإفطار، وتناول ملينات الأمعاء، تحت إشراف الطبيب.
3-ينصح مرضى القولون العصبي الذين يشكون من الإسهال المزمن بشرب السوائل بكثرة، درءاً للجفاف والعطش، بما في ذلك الماء والعصائر والشوربة، بالإضافة إلى العسل الأبيض والمربّيات. وبالمقابل، على هذه الفئة تجنّب تناول الخضروات والفواكه التي تعجّ بالألياف، كما تجنّب مشتقّات الألبان كاملة الدسم والأطعمة المقلية والتوابل والبهارات والمخلّلات والمكسّرات. ولناحية العلاج الدوائي، يصف الطبيب لكلّ مريض في هذه الفئة العقاقير المانعة للإسهال.
4- ينصح مرضى القولون العصبي الذين يشكون من الآلام في البطن، بتعاطي العقاقير التي تحتوي على مادة الـ "ميبيفرين"، مع تناول حبّة منها، قبل ثلاثين دقيقة من موعد الإفطار، وكذلك قبل نصف الساعة من موعد السحور.
5- ينصح المرضى الذين يعانون من "المتلازمة"، مهما كانت أعراضهم، بتناول المكملات الغذائيّة التي تحتوي على البكتيريا المفيدة للقولون.