كشفت وسائل إعلام عبرية، عن مخطط استيطاني صهيوني جديد في مدينة القدس المحتلة، موضحةً أن المخطط يستهدف تحديدًا حي "هار حوما" الاستيطاني في منطقة جبل أبو غنيم ما بين القدس وبيت لحم.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن ما يسمى لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال بمدينة القدس ناقشت أمس الأربعاء، خطة لتوسيع البناء في المناطق المسماة خارج الخط الأخضر.
وأضافت الصحيفة العبرية "من المتوقع أن اللجنة وافقت على بناء 540 وحدة استيطانية جديدة في المنطقة ما بين هار حوما و جفعات هاماتوس، في حين من المتوقع أن يتم بناء حي آخر يضم أكثر من 2000 وحدة استيطانية لاحقًا بمنطقة جفعات هاماتوس".
من جهته شدد رئيس مركز القدس الدولي حسن خاطر على أن هذا المخطط الخطير يهدف في نهاية المطاف إلى عزل المدينة المقدسة من الجهة الجنوبية عن امتدادها بإتجاه بيت لحم، مؤكداً أن الاحتلال يريد تنفيذ هذا المخطط منذ زمن كما ورد في التقرير.
وقال "خاطر" في حديثٍ خاص لــ" قناة فلسطين اليوم"، أن الاحتلال بمخططه ينوي عزل مدينة القدس المحتلة عن عمقها العربي من جهة الجنوب كما هو الحال من الجهات الأخرى.
وأضاف "خاطر" بأن امتداد مدينة القدس المحتلة باتجاه بيت لحم يتم الآن فصله وعزله بشكل كامل من خلال بناء هذه الوحدات الاستيطانية وإقامة هذا الحزام والحاجز الجغرافي.
وأوضح رئيس مركز القدس الدولي أن مستوطنة جبل أبو غنيم، هي إحدى كبرى المستوطنات جنوب شرقي القدس، وقد أقيمت على أراضي قريتي صور باهر وبيت ساحور، مبيناً أنها باتت تهيمن على المشهد العام لمدينة القدس من الجهة الجنوبية.
وبيَّن خاطر أن البناء في هاتين المنطقتين سيعزل فعليًا قرية بيت صفافا عن باقي المناطق الفلسطينية، في رؤية هدفها تقسيم القدس في المستقبل بموجب أي اتفاق مع الفلسطينيين
وأكد خاطر أن كل هذه المخططات مدروسة ويتم تنفيذها على أرض الواقع، ويتم من خلالها فرض سياسة الأمر الواقع على مدينة القدس، لإعدام فكرة امكانية قيام المدينة المقدسة، وتكون عاصمة لأي كيان فلسطيني مستقبلي.
وأشارت صحيفة هآرتس العبرية إلى أن هذا هو البناء الأول خارج الخط الأخضر في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، حيث أنه وفي عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، اضطرت "إسرائيل" إلى تجميد البناء في تلك المناطق، وكان بايدن حينها نائب الرئيس ولعب دورًا رئيسيًا في الضغط على الحكومة "الإسرائيلية" لمنع البناء عام 2010، ما تسبب بأزمة دبلوماسية حادة بعد أن وافقت لجنة منطقة القدس على خطة لإنشاء حي جديد خلال زيارة بايدن حينها لـ"إسرائيل".
الجدير بالذكر أن البناء في "هار حوما" يعد حساسًا بشكل خاص للإدارة الأميركية والمجتمع الدولي، لأن أحد تلك الأحياء تم بنائه في المنطقة بعد اتفاقيات أوسلو، وتم رفع تجميد البناء في تلك المنطقة خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وتتم عملية التقدم بالخطة بشكل متسارع، والمناقشة التي عُقدت أمس هي الخطوة ما قبل الأخيرة للموافقة العملية والنهائية.