Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

.. وساسة أميركا ينتظرون مفاجأة من "كيري"!... هاني حبيب

.. وساسة أميركا ينتظرون مفاجأة من

  الساسة الأميركيون، يتوقعون، مفاجأة، أو حتى أنهم باتوا على قناعة بأن كيري سيفاجئ الجميع بالتوصل إلى اتفاق اطار بين الفلسطينيين والإسرائيليين،

مسترشدين بذلك بجولات وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر المكوكية والتي انتهت باتفاقية كامب ديفيد العام 1978 بين مصر وإسرائيل، رغم الاحباط الذي كان سائداً بين جولاته وحواراته المكوكية.

ومثله مثل كيسنجر، فانه يحمل نفس الاداة التي اقنعت الطرفين بالتوصل الى حل مقابل تنازلات متبادلة، بصرف النظر عن حجم وأهمية هذه التنازلات، والسر يكمن ـ حسب هؤلاء الساسة ـ في التلويح بأن واشنطن لديها في نهاية المطاف خطة مفصلة، قد تفرضها على الجانبين، وقد تلجأ إلى مجلس الأمن من أجل تغطية دولية لمثل هذه الخطة، وبحيث لا يمكن لأي طرف من الطرفين رفضها من دون أن يخسر المظلة الدولية، خاصة إذا ما تم إقرار مثل هذه الخطة من خلال الفصل السابع.

تنبع مثل هذه المقارنة من إحساس أميركي رسمي وشعبي إلى حد ما، ان اسرائيل كانت السبب وراء إخفاق ادارة أوباما في ولايتها الأولى، في تحقيق تقدم على المسار التفاوضي ومنعت اوباما من تسجيل انتصار تاريخي كان قريباً من يده لولا التعنت الإسرائيلي، فهل سيسمح اوباما، في فرصته الاخيرة قبل أن يغادر البيت الابيض إلى الأبد كرئيس للولايات المتحدة، بتفويت مثل هذه الفرصة خاصة أن إدارته فشلت في تحقيق أي إنجاز على الملف السوري، إضافة إلى انتكاستها الواضحة مع الربيع المصري، ففي الوقت الذي قد يعلن فيه كيري فشله في إقناع الجانبين بالتوصل إلى اتفاق إطار ـ على الأقل ـ فإن أوباما سيكون مضطراً إلى التدخل، لحفظ ماء الوجه وللضغط على الطرفين من أجل منح إدارته الثانية فرصة هو بأمس الحاجة إليها.. والتلويح بالخطة الأميركية التفصيلية والناضجة بفرض حل، هي فرصته الأخيرة لتحقيق تقدم ملموس وانتصار ولو محدوداً على الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

بعض الساسة في أميركا، يعتقدون أن كيري رجل طيب وشخصيته لا تسمح بإقناع الآخرين، بإمكانية لجوئه إلى حلول صعبة، وحتى قدرته على الضغط تظل محدودة نظراً لشخصيته الهادئة ـ غير العدوانية ـ غير أن السفير الأميركي السابق في عمّان، ثم تل أبيب توماس بيكرنغ، قال إن كيري سيفاجئ الجميع، خاصة إسرائيل التي رفضت نجاح وزير الخارجية الأميركي في عقد "مصالحة" مع إيران على ضوء نتائج اتفاق جنيف حول الملف النووي الإيراني ذلك أن كيري بات يدرك أن عناد إدارة نتنياهو في الاستجابة للخطة التي حملها مؤخراً، والخاصة بالجانب الأمني، يعود ـ هذا العناد ـ إلى عدم قابلية إسرائيل لأي حل، وليس مستغرباً أن يكشف كيري عن وجهه الآخر، ويفرض الخطة الأميركية، ليس كمجرد تهديد، بل تنفيذ من خلال مجلس الأمن.

وأشاد ساسة أميركيون بلجوء جون كيري إلى السرية في عمله، ما يجعل كافة التسريبات التي تنشرها وسائل الإعلام، مجرد تسريبات يمكن التراجع عنها في الوقت المناسب، غير أن هذه التسريبات ستفيد جون كيري في استطلاع ردود الفعل، وتمهد الأجواء لأي تراجع من قبل الطرفين من أجل التوصل إلى اتفاق، وبحيث لا يشكل مثل هذا الاتفاق مفاجأة.

مجمل القول، إن معظم سفراء أميركا لدى إسرائيل، خاصة هؤلاء الذين عايشوا وتعايشوا مع مبادرات السلام، بين إسرائيل وكل من مصر والأردن وفلسطين، يُجمعون على أن كيري لا يمكن أن يفشل، وان اوباما وضع رصيده السياسي في اطار المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية وان الامر بانتظار مفاجأة قد يطول انتظارها بعض الشيء، إلاّ أنها ستحدث، إذ ان اميركا في ظل ادارة اوباما، تخشى من فشل آخر!!

ولكن، ورغم كل هذه التأكيدات، فإن مراجعة لتجربة التدخل الأميركي في مبادرات الحل بين إسرائيل وجيرانها، تكشف أن الأمر بات مختلفاً، وبحيث لا تصح المقارنة، خاصة لدى الجانب الإسرائيلي، فرئيس وزراء مثل بيغن، أو رابين، ليس كنتنياهو، إذ لا يقدم على حلول جذرية جادة إلاّ رئيس وزراء قوي، لا يخشى انهيار حكومته، ولا يخشى من أحد وصفه بالمتراجع.. أما نتنياهو، حتى لو أراد التوصل إلى حل، فهو يفتقد القدرة على أن يكون الرجل الذي توصل إلى حل مع الفلسطينيين، وبالتالي، فإننا نعتقد أن إدارة أوباما، وحنكة كيري، أقل قدرة على إقناع نتنياهو بالسلام!!