أكّدت وزيرة الصحة مي الكيلة، الثلاثاء، أنّ الحالة الوبائية لفيروس "كورونا" في الضفة الغربية المحتلّة قد بلغت مستويات خطيرة، مبيّنة أنّ سبب تأخر وصول اللقاحات يرجع للتنافس العالمي عليها، وانعدام عدالة التوزيع.
وقالت الكيلة، خلال توقيعها اتفاقية مع بلدية رام الله لتمويل إنشاء قسم لعلاج مرضى "كوفيد-19" في مجمع فلسطين الطبي برام الله، إنّ "نسبة إشغال أسرة المنامات والعناية المكثفة بلغت خلال الأسبوع الماضي (102%-110%)"، موضحة أنّ معظم الأسرَّة مشغولة، والمرضى الذين ينتظرون، تتعامل معهم الكوادر الطبية، وتوفر ما يلزمهم من عناية وأوكسجين.
وبيّنت أنّ القسم الجديد سيكون بسعة 50 سريرًا، وسيخفّف الكثير من الضغط، وسيخصص للطوارئ والعمليات اليومية حال الانتهاء من الجائحة، ولن يكون قسماً مؤقتاً فقط، لافتة إلى أنّ الوزارة درست وخطّطت لتجهيز عناية مكثفة في مجمع فلسطين الطبي بأسرع طريقة ممكنة، بحيث يكون مجهزًا بالمستلزمات كافة وإمدادات الكهرباء والأوكسجين له، وتبرّعت بلدية رام الله بتكلفة إنشاء القسم الذي سيكون جاهزاً لاستقبال المرضى قريبًا.
وأوضحت أنّ مجمع فلسطين الطبي يشهد ازدحامًا "كونه يخدم العديد من المناطق في محافظات وسط الضفة الغربية، ويستقبل حالات محوّلة من مختلف المشافي الحكومية، وسيوفر القسم الجديد (قسم السيد الرئيس محمود عباس للعناية المكثفة) 11 سريراً مجهزة بالكاملة ومخصصة لعلاج مرضى كوفيد-19، كما تم افتتاح قسم ثانٍ للعناية المكثفة في المستشفى الاستشاري العربي بسعة 12 سريراً، وهذا سيساعد على التخفيف من الضغط".
وقالت إنّ الوزارة خطّطت وسعت قبل جائحة "كورونا" لبناء مستشفى آخر في محافظة رام الله والبيرة؛ لمساندة مجمع فلسطين الطبي، ولكن العديد من الخطط تأخر تطبيقها نتيجة للحالة الطارئة التي فرضتها الجائحة على دول العالم كافة.
في غضون ذلك، قالت الكيلة إنّ وزارة الصحة لديها "مجموعة من عقود شراء اللقاح من عدد من الشركات المصنعة له، إضافة لتبرع من مبادرة كوفاكس العالمية، ونحن نتواصل بشكل حثيث مع العديد من الشركات المصنعة".
وأرجعت سبب تأخّر وصول اللقاح إلى "تنافس السوق العالمية عليه، وعدم العدالة في توفيره لكل الدول"، مضيفة بأنّ دفعة من اللقاح ستصل قريبًا بتبرع من مبادرة كوفاكس العالمية.
وأضافت "نحن نعمل ضمن توصيات منظمة الصحة العالمية ودراسة البلدان للقاحات التي تستخدمها في تطعيم مواطنيها، ونحرص على أن نوفر اللقاح الذي يظهر نتائج إيجابية، ونتجنب أي لقاح لا يزال تحت الدراسة والنقاش في مدى فعاليته".
وتابعت "سنقوم باستكمال تطعيم الكوادر الصحية، وسنبدأ بتطعيم كبار السن حسب الفئة العمرية الأكبر بالتدريج، والمرضى الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة في مختلف المحافظات (حسب خطورة هذه الأمراض)، وسنوثق كل جرعة من اللقاح، وسنكمل التطعيم حسب درجة التعرض للإصابة بالفايروس وخطورة الإصابة به، حال وصول باقي الدفعات".
ولفتت وزير الصحة إلى أنّه جرى إعداد خطة مدروسة منذ بداية الجائحة لتوفير الأوكسجين "باعتباره علاجًا مهمًا لمرضى كوفيد في العناية المكثفة، مؤكّدة على أنّ جميع مراكز علاج كوفيد -19 والمستشفيات الحكومية تحوي عددًا من مصادر ضخ الأوكسجين، ويتم توفيره من محطات الأوكسجين الرئيسية، وفي حال حدوث أي طارئ يتم ضخه من سطواناتٍ توفر الأوكسجين لنحو 6-12 ساعة، وإذا فرغت هذه الاسطوانات فيتم توفيره من الأوكسجين السائل
وذكرت أنّه جرى تزويد جميع المشافي ومراكز علاج كوفيد -19 بمولدات كهربائية تعمل على الفور في حال حدوث أي طارئ بانقطاع الكهرباء، مشدّدة على أنّ الطواقم الهندسية بالوزارة تراقب عمل مضخات الأوكسجين والمولدات الكهربائية على مدار 24 ساعة منذ بداية الجائحة.
وتعهّدت الكيلة بمحاسبة كل من يروّج للإشاعات ويثير الرعب بين المواطنين، مطمئنة الأهالي بأنّ وزارة الصحة لن تكل في توفير الخدمات والاقسام لعلاج المرضى.