علاء سراحنة
توافد المئات من سكان محافظة الخليل وقراها ومخيماتها إلى المسجد الإبراهيمي لأداء صلاة الفجر والاعتكاف داخل المسجد لإحياء هذه الشعيرة، المباركة التي يداوم عليها أهل مدينة الخليل في كل عام؛ ويسابق الناس صغارا وكبارا في رحلة اسراء داخلية إلى مساجدهم ومقدساتهم، وتعرج قلوبهم وأرواحهم للسماء، متصلين بالأرض والمقدسات، ومستكملين هذا الأحياء بعادات فيها حضورا لافتا، جمع منهم يقرأ القرأن وأخرين ينشدون حبا لرسول الله والأقصى، فيكون هذا المشهد معركة مباشرة مع الاحتلال على أحقية الأصلاني في أرضه ومقدساته، وتفشل مخططاته وتنغص قراراته التهويدية على مدار احتلاله لهذه الأرض.
ودائماً ما يحاول الاحتلال إرباك هذا المشهد الديني عبر تنفيذ الاعتقالات والاعتداءات، وإقامة حواجز عسكرية، ينشرها بشكل مكثف على كافة الطرق المؤدية إلى المسجد الإبراهيمي، ويضخ من وحداته المختلفة في شوارع المدينة وأزقتها، لعرقلة سير المواطنين وإسرائهم للمسجد الإبراهيمي، وذلك في محاولة لمنعهم من الوصول إليه.
ورغم كل المعيقات الإسرائيلية إلى أن التحدي قائم، ويبادر الذين لم يتمكنوا من الوصول للمسجد، من إحياء هذه الشعيرة على أعتاب الحواجز، في رسالة تحدي واضحة أن المقدسات جزء أصيل من العقيدة الإسلامية، بل هي مكمن الروحانيات.
الموشحات الدينية والتهاليل في إحياء شعيرة الإسراء والمعراج هي إحدى أهم المظاهر التي تسود في المسجد الإبراهيمي حيث يستمع الحضور لموشحاتهم وتهاليلهم التي يميزها تبجيل هذه رحلة الإسراء والمعراج وتبجيل الأرض المقدسة، والافتخار بأن الله أخصها من بين كل المناطق.
وفي مشهد مقابل، تقوم لجنة الإعمار في الخليل بتوزيع الهدايا والمصاحف على الجموع داخل المسجد الإبراهيمي وتكون هناك مسابقات دينية بالإضافة لمسابقات تتم برعاية وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في المحافظة.
هذا المشاهد لا تروق للاحتلال الذي يحاول التنفيس على المسلمين مناسباتهم ، حين يشاهد كيف أهل فلسطين يتمسكون بمقدساتهم، ويحيون شعائرهم رغما عن أنوفهم، يدركون حجم المواجهة مع شعب أصلاني مستعد أن يفدي روحه من أجل مقدساته، فتنغص هذه الشعائر مخططات الاحتلال وتربك حساباته، وفي بعض الأحياء يصل إلى نتيجة واضحة أن وجهم في هذه الأرض مجرد عبور إلى حتفهم ولا يوجد استقرار لهم فيها كما وعدهم هرتزل بأنها أرض السمن والعسل.
مدير المسجد الإبراهيمي، حفظي أبو سنينة أوضح أن قدسية الأرض والمكان هي نفس القدسية مستد إلى قول الله عز وجل (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) وحوله هنا لا حصر لها ، داعياً جموع المواطنين الذين صعب بهم الحال وقطعت بهم السبل بالتوجه للمسجد الأقصى، بأن تكون قبلتهم إلى المسجد الإبراهيمي والتجمع فيه وأداء الصلوات وحضور الأمسيات الدينية.
وطالب أبو سنينة ضرورة حماية المصلين من بطش الاحتلال وجنوده ومستوطنيه من المساس بالمصلين الذين حضروا لإحياء ذكرى الاسراء والمعراج، التي اختص الله بها أرض فلسطين.