يصادف اليوم التاسع من آذار/ مارس، الذكرى التاسعة لمعركة "بشائر الانتصار"، المعركة التي خاضتها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي واستمرت لأربعة أيام، تمكنت خلالها سرايا القدس من قصف المستوطنات الإسرائيلية بعشرات الصواريخ، وأدخلت مستوطنات جديدة تحت مرمى صواريخها، الأمر الذي دفع الاحتلال إلى طلب تهدئة سريعة، والخضوع لشروط المقاومة .
اغتيال الشيخ القيسي
عصر يوم الجمعة التاسع من مارس للعام 2012 حلقت طائرات الاحتلال الإسرائيلي ترصد هدفاً لاختبار صبر المقاومة الفلسطينية, فأطلقت صواريخها الحاقدة على السيارة التي كان يستقلها الشيخ المجاهد " زهير القيسي " الأمين العام للجان المقاومة الشعبية.
الاحتلال اعتقد أن عملية الاغتيال ستمر مرور الكرام وأن المقاومة لن ترد بحجم كبير وستكتفي بإطلاق بعض من الصواريخ وينتهي الأمر, حيث كان يظن واهماً أن المقاومة لازالت منهكة ولم تستعد قوتها وجهوزيتها العسكرية بعد الحرب الشرسة عام 2008 _ 2009 م، والحصار الخانق الذي فرضته على القطاع حزيران 2007م.
بداية المعركة
بعد ساعات على عملية الاغتيال الجبانة، كان مجاهدو الوحدة الصاروخية لسرايا القدس ينتظرون إشارة البدء للرد على هذه الجريمة, بالفعل صدرت الأوامر للوحدة الصاروخية والوحدة المدفعية بإطلاق العنان للصواريخ والقذائف من مرابضها لقصف المستوطنات الإسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة , حيث أمطرت سرايا القدس المستوطنات بوابل كبير من صواريخ جراد والقدس وصاروخ 107 وقذائف الهاون , وأصبحت عسقلان وأسدود وكوسوفيم وزيكيم وكريات ملاخي وبئر السبع ونيتيفوت وأوفوكيم , تحت جحيم صواريخ سرايا القدس , واستمرت عملية القصف الصاروخي من قبل السرايا أربعة أيام متواصلة.
مفاجأة السرايا للاحتلال
خلال معركة بشائرالانتصار، دكّت سرايا القدس المستوطنات الإسرائيلية بـ185 صاروخ وقذيفة من بينها 91 صاروخ جراد..و39 صاروخ قدس و 24 صاروخ 107 و31 قذيفة هاون ، أوقعت عشرات الإصابات المتوسطة والحرجة في صفوف المستوطنين، كما ألحقت دماراً هائلاً وجسيماً بالمباني والممتلكات ومراكز المدن المحتلة، وتمكنت السرايا خلال اليوم الرابع من المعركة من قنص جندي صهيوني شرق بيت حانون شمال قطاع غزة.
سرايا القدس أدخلت سلاحاً جديداً للخدمة خلال المعركة "راجمات السرايا" المحمولة ذو كفاءة وفعالية أكبر وتحمل صواريخ "جراد" متطورة, والتي تستطيع إطلاق دفعات ورشقات من الصواريخ عبر آليات إلكترونية وتكنولوجيا جديدة ، كما وتمكنت لأول مرة من قصف مهابط الطيران الإسرائيلية ومواقع عسكرية أمنية ، ووصلت صواريخ السرايا إلى داخل كيان الاحتلال مسافة 45كم لأول مرة في تلك الفترة .
الاحتلال يطلب التهدئة
في اليوم الرابع من المعركة ومع استمرار القصف اليومي من قبل سرايا القدس للمدن المحتلة، وتخوفاً من قصف تل أبيب بصواريخ فجر 5 , بدأ المستوى السياسي داخل أوساط دولة الاحتلال يستجدي الوسطاء المصريين لإنهاء المعركة بأي ثمن ، وعندما جثا الاحتلال على ركبتيه أمام ضربات السرايا التي فرضت شروطها عليه وأقر صاغراً بالموافقة على إملاءات قيادة سرايا القدس التي حققت نصراً يسجل لها في تاريخ الصراع الفلسطيني _الإسرائيلي , وأجبرته على وقف سياسة الاغتيالات التي عانى جراءها شعبنا الويلات.
السرايا تودع 14 شهيداً
بعد أربعة أيام متواصلة من معركة بشائر الانتصار والتي قدمت فيها السرايا صورة مشرفة للمقاومة الفلسطينية , ودعت سرايا القدس 14 شهيداً من خيرة قادتها ومجاهديها الميامين وهم : "عبيد الغربلي ومحمد حرارة وحازم قريقع وشادي السيقلي وفايق سعد ومعتصم حجاج وأحمد حجاج ومحمد المغاري ومحمود نجم ومحمد الغمري ورأفت أبو عيد وحمادة أبو مطلق وبسام العجلة ومحمد ظاهر"، الذين ارتقوا في عمليات استهداف إسرائيلية متفرقة في قطاع غزة.