اجتمع خبراء جامعة ييل، عقب بدء انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، لبناء مستودع بيولوجي، أو مكتبة، لعينات مرضى "كوفيد-19".
ويهدف هذا المشروع في البداية، إلى تزويد الباحثين في جميع أنحاء الجامعة بإمكانية الوصول إلى المواد البشرية اللازمة لكشف النقاب عن ألغاز ما كان، في ذلك الوقت، فيروسا غير مألوف.
وفي مارس من عام 2020، بدأت شلي فرهاديان، دكتوراه في الطب، والأستاذة المساعد في الطب (الأمراض المعدية) وعلم الأعصاب، في رؤية أوجه تشابه في أبحاثها قبل الجائحة، حول التأثيرات العصبية في المرضى المصابين بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية وإمكانية حدوث آثار عصبية على مرضى SARS-CoV-2.
وقالت فرهاديان: "كانت هناك بعض المؤلفات التي تشير إلى أن فيروسات كورونا يمكن أن تؤثرعلى الدماغ. مع العلم أن هذا كان احتمالا مرجحا، حتى قبل أن يكون لدينا أول حالة في مستشفى ييل نيو هافن، عملت مع أشخاص آخرين لإعداد بروتوكول يمكننا من خلاله الحصول على موافقة المرضى لجمع عينات الأنسجة والمعلومات في محاولة معرفة ما إذا كان هذا سيحدث أيضا مع SARS-CoV-2".
وأضافت فرهاديان: "قدّرت الدراسات الجماعية الكبيرة في الصين وفرنسا ومدينة نيويورك أن حوالي 30% من المرضى في المستشفيات المصابين بكوفيد-19، لديهم نوع من المكونات العصبية لمرضهم. ولذلك في هذا السياق، ومع خلفيتنا في دراسة الآثار العصبية من الالتهابات الجهازية، بدأنا في التساؤل عما إذا كان هناك التهاب أو نتيجة أخرى لهذه العدوى التي تؤثر على الدماغ".
وخضع المرضى المسجلين في الدراسة لثقب لتصريف السائل النخاعي الدماغي من ظهورهم، وهو السائل ذاته الذي يحيط بالدماغ.
وعرفت فرهاديان ومعاونوها في كلية الطب بجامعة ييل وجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو (UCSF) أنه من خلال النظر إلى السائل الشوكي، سيتعلمون ما يجري داخل الدماغ.
ووجدت الدراسة أن الاستجابات المناعية الفريدة شوهدت في السائل النخاعي مقارنة بما كان يحدث في باقي الجسم، بما في ذلك زيادة مستويات الخلايا المنتجة للأجسام المضادة أكثر مما هو متوقع في السائل النخاعي. كما وجدوا أيضا مستوى عاليا من الأجسام المضادة الذاتية في السائل الشوكي، ما يشير إلى أن هذه الأجسام المضادة التي تستهدف الدماغ هي مساهم محتمل في المضاعفات العصبية.
وأضافت فرهاديان: "وجدنا أن معظم المرضى الذين درسناهم لديهم أجسام مضادة ذاتية، أو أجسام مضادة تستهدف أنسجة المخ، تنتشر في السائل النخاعي. وفي إحدى الحالات، وجدنا أن الأجسام المضادة الموجهة ضد الفيروس كانت أيضا تتفاعل مع الدماغ. ونعتقد أن هذا قد يثبت أن هناك صلة بين الفيروس والمعدلات العالية للأعراض العصبية التي يظهرها الناس أثناء وبعد كوفيد-19".
والآن، تقوم فرهاديان وأخصائيو الأعصاب، بما في ذلك الدكتورة سيرينا سبوديتش والدكتورة ليندسي ماك ألبين، من جامعة ييل، برؤية المرضى في عيادة ييل لطب الأعصاب بعد "كوفيد-19"، بعد شهرين إلى ستة أشهر من تشخيص العدوى، ويعانون من مشاكل عصبية.
المصدر: medicalxpress