إبراهيم أبو صفية
في خضم المفاوضات الماراثونية بين العديد من الأقطاب سواء المستقلة أو الحزبية، لتشكيل قوائم الانتخابات التشريعية المزمع عقدها بتاريخ 22/مايو/2021، والنقاشات الدائرة حول شخص انتخابات الرئاسة المحددة بتاريخ 31/تموز/2021، تناقلت العديد من وسائل الإعلام المختلفة عن مصادر قيادية في حركة فتح وقريبة من الأسير مروان البرغوثي، عن رغبته في ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأكد أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، جبريل الرجوب، في لقاء مع تلفزيون فلسطين، مساء الاثنين الماضي، أنّه سيشرف على إجراء مشاورات مع عضوي اللجنة المركزية لحركة "فتح" الأسيرين مروان البرغوثي وكريم يونس، والاستماع لرأيهما بشأن الانتخابات القادمة.
فيما تحدثت مصادر فتحاوية لعديدة وسائل الإعلام ، عن صحة المعلومات التي تناقلت في الأيام الماضية عن أنّ الأسير مروان البرغوثي سيرشح نفسه لانتخابات الرئاسة. مشيرة إلى أنه سيشكل منافسًا قويًا لأي مرشح آخر يتنافس على هذا المنصب، لما يتمتع به من تقدير واحترام وقبول لدى قطاع واسع من عموم الشعب الفلسطيني وفصائله المختلفة".
ولفتت أن لدى البرغوثي قناعة أنه إذا ترشح للرئاسة فإن حظوظه بالفوز كبيرة، وأن ذلك سيكون سبيلاً لتحرره من سجون الاحتلال.
وبينت أن "التيار الإصلاحي" لدحلان قد يخوض الانتخابات القادمة، وأنه يدعم باتجاه قائمة موحدة داخل "فتح"، ولكن على أساس الشراكة. إما إذا لم يتحقق ذلك، فإنّ التيار سيشكل قائمة مستقلة تضم أسماء وازنة من الضفة الغربية وقطاع غزة للوصول إلى المجلس التشريعي القادم، إذ يسعى لتمثيل نفسه في النظام السياسي، وأن يكون شريكًا في هذا النظام من خلال صندوق الاقتراع، مشيرا البعض أن هذه القائمة ربما ستشمل مروان البرغوثي على غرار القائمة التي شكلت عام 2005 باسم قائمة المستقبل والتي في ما بعد دمجت بقائمة موحدة جمعت أطياف فتح المختلفة.
وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، نية حركة “فتح” ترشيح محمود عباس في انتخابات الرئاسة المتوقع تنظيمها في يوليو القادم.
ووفقاً لصحيفة "العربي الجديد" الخميس الماضي، كشفت عن أنّ رئيس السلطة محمود عباس توعّد باستخدام "القوة" ضد كل من يخرج عن قرارات فتح، ويفكر بتشكيل قوائم فتحاوية خارج إجماع الحركة.
الكاتب والمحلل السياسي، أشرف عكة، قال إن المحتمل والممكن أن يرشح القيادي الأسير مروان البرغوثي نفسه للانتخابات المقبلة؛ ولكن قاعدة حركة فتح ومركزية الحركة سوف ترشح الرئيس عباس، وهناك معلومات جدية أن "أبو مازن" هو المرشح الوحيد لفتح، على اعتبار أي مرشح آخر سيفتح المجال للتناقضات وحالة الشرذمة داخل الحركة، وسيخرج الكثير لترشيح نفسه.
وبين عكة، في حديث خاص أنه لا يوجد داخل حركة فتح واللجنة المركزية وقواعدها مرشح غير "أبو مازن"، لان ما يجري داخل أروقه الحركة هو إعادة ترشيح عباس يأتي في اطار للحفاظ على وحدة حركة فتح.
وبخصوص حركة حماس، قال "من الواضح أن هناك تفاهمات لدى حماس أنها غير معنية بترشيح حد إذا ترشيح الرئيس محمود عباس مرة أخرى.
بدوره، يرى الكاتب المحلل السياسي، عماد أبو عواد، إن الأسير مروان البرغوثي وارد أن يكون مرشح في المجلس التشريعي أو في قائمة للمجلس التشريعي، ولكنه حتى الآن مصر على أن يترشح للانتخابات الرئاسية.
وأشار إلى أن الملفت للنظر وفق التسريبات أن البرغوثي بالفعل مصر على الترشح للرئاسة رغم زيارة قطب فتحاوي له بالسجن.
وتوقع أبو عواد أن ينسحب البرغوثي باللحظات الأخيرة لعديد من الأسباب الموضوعية، أهمها:- أنه إذا توحدت حركة فتح خلف الرئيس محمود عباس فأنه من الصعب أن يكون للبرغوثي الكثير من الحظوظ، ولكن المنافسة بحد ذاتها.
وأوضح، أن إذا شعر عباس أن البرغوثي ذاهب حتى النهاية لترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية، ووجود تيار من فتح يدعمه سواء تيار القيادي المفصول محمد دحلان أو حتى إنه إذ شك أن حماس سوف تدعم البرغوثي في الرئاسة، بالتالي سيختلق عباس أي مشكلة أو أي تبرير لإلغاء الانتخابات وعدم الذهاب إليها. وفق تقديرات الكاتب أبو عواد.
واستبعد أبو عواد، أن ترشح حركة حماس أي أحد للرئاسة من طرفها، وأن قضية التوافق من عدمها مرتبطة بالعديد من القضايا التي أهمها تعامل السلطة الفلسطينية مع قطاع غزة، مشيرا أن كل شيء وارد بخصوص توافق حماس مع حركة فتح لبقاء "عباس" ضمن سياق وشروط محددة ومعينة، ولكن إذا بقيت الحالة متأزمة من المحتمل أن تدعم حماس الأسير البرغوثي.
وسبق أن أعلن أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب أنه سيشرف على إجراء مشاورات مع عضوي اللجنة المركزية لـ"فتح" الأسيرين مروان البرغوثي وكريم يونس والاستماع لرأيهم بشأن الانتخابات القادمة.
ودعا الرجوب، في تصريحات له خلال لقاء مع تلفزيون فلسطين الرسمي الليلة الماضية، كافة الهيئات التنظيمية الفتحاوية في سجون الاحتلال إلى خوض حوارات وإعلان أية توصيات أو آراء أو ملاحظات تخص المشاركة في الانتخابات المقبلة،
واعتقلت "إسرائيل" الأسير مروان البرغوثي عام 2002، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، بتهمة "المسؤولية عن عمليات نفذتها مجموعات مسلحة محسوبة على حركة فتح، وأدت إلى مقتل وإصابة إسرائيليين".