ربما تعتقد أنك بصحة جيدة، لكن قد يكون لجسدك رأي مختلف، فقد لا يبدو تشقق الشفاه أو الأقدام الباردة أو رائحة الفم الكريهة مشكلة كبيرة بالنسبة لك، ولكن هذه الأعراض البسيطة طريقة يعتمدها جسمك لتحذيرك من وجود خطب ما.
وفي هذا التقرير سنقدم لك أبرز العلامات التحذيرية التي يطلقها جسمك ليخبرك أنه ليس على ما يرام، وأيضا نصائح للحفاظ على صحتك وحماية جسمك من الشيخوخة.
ونبدأ مع علامات تشير إلى أن وضعك الصحي سيئ:
1- الشخير
على الرغم من أن الشخير قد يبدو طريقة بريئة لمعرفة أنك تحصل على قسط من النوم العميق، فإنه قد يكون علامة على مشكلة أكثر خطورة يولد بها الكثير من الناس.
ومن أحد الأسباب الشائعة للشخير انحراف الحاجز الأنفي، الذي يحدث عندما ينحرف الغضروف الموجود في منتصف أنف الشخص إلى جانب معين. وفي كثير من الأحيان، لا يمكن ملاحظة ذلك حتى يبدأ الشخص بالشخير، وذلك وفقا لتقرير للكاتبة كيلسي كالدرون نشره موقع "هيلث دايجست" (HealthDigest) الأميركي.
إذا وجدت أن شخيرك يوقظك أو يتسبب في شعورك بالتعب أثناء النهار، فقد يكون الوقت قد حان لرؤية الطبيب. ويمكن أن يرتبط الشخير أحيانًا بارتفاع ضغط الدم وانقطاع التنفس أثناء النوم، ومشاكل صحية أخرى تتطلب عناية طبية.
2- الإصابة بالكدمات بسهولة
قد تؤدي الصدمة التي تلحق بجلدك إلى ظهور كدمة، ولكن إذا وجدت أنك تعاني من كدمات في كثير من الأحيان فقد يكون ذلك مدعاة للقلق. تقول اختصاصية التغذية إيلا دافار "عندما تحدث الكدمات كثيرا أو بسهولة شديدة، يمكن أن تكون علامات على نقص المغذيات الأساسية". ولحسن الحظ، هناك حل سهل.
إن إضافة الفيتامين "سي" (C) والفيتامين "كي" (K) إلى نظامك الغذائي، أمر ضروري عندما يتعلق الأمر بإنتاج المزيد من الكولاجين في الجلد وتقوية الأوعية الدموية.
وللسيطرة على حجم الكدمات، توصي دافار بتناول الخضروات والفواكه والتوت يوميا، وحتى تناول أطعمة مثل المأكولات البحرية أو منتجات الألبان التي تحتوي على الفيتامين "بي 12" (B12) يمكن أن يساعد في علاج هذه المشكلة.
وإذا كنت لا تزال ترى الكدمات حتى بعد زيادة تناولك لهذه الفيتامينات، فقد يكون هناك أمر آخر، إذ تقول اختصاصية الأمراض الجلدية الدكتورة سوزان فريدلر إن "أمراض الكبد وأنواعا معينة من السرطان تزيد أيضًا من خطر الإصابة بالكدمات. وإذا بدأت الكدمات في الظهور فجأة أكثر من المعتاد، فذلك يستدعي زيارة الطبيب".
3- الحكة
أولا وقبل كل شيء، غالبا ما تكون حكة الجلد مؤشرا على جفافه، لذلك توصي الدكتورة فريدلر أولا باستعمال مرطب لتهدئة البشرة. ومع ذلك، قد يكون من المفيد أيضا إلقاء نظرة على محيطك إذا وجدت أنك تشعر بالحكة بشكل متكرر. كما أن ردود الفعل التحسسية، حتى لو لم يكن لديك طفح جلدي مرئي، يمكن أن تنتج عن الأدوية أو لدغات الحشرات أو ببساطة عن شيء مسّ بشرتك.
وإذا لم يكن أي من هذه الأسباب ينطبق على حالتك، فإن اللجوء إلى طبيب الأمراض الجلدية هو أفضل حل. تقول الدكتورة فريدلر "يمكن أن تكون الحكة من أعراض ضعف الغدة الدرقية أو أمراض الكلى الحادة أو حتى السرطان". ويمكن لاختبار الدم البسيط أن يساعد في استبعاد مشاكل الحكة طويلة المدى.
4- برودة القدمين أو اليدين
حسب الدكتور بيتر لوفاتو، اختصاصي الأقدام في شمال إيلينوي، إذا كانت قدماك لا تزالان باردتين حتى في الصيف، "يمكن أن يكون ذلك علامة على مرض الأوعية الدموية".
ويحدث مرض الأوعية الدموية عندما تتراكم اللويحات في الشرايين، مما يمنع الدم من التدفق إلى مناطق مختلفة من الجسم. من جهته، أوضح اختصاصي الأقدام باتريك ماكنيني أن "في النهاية، ستصبح أجزاء الجسم التي لا تتلقى الدم أكثر برودة". وإذا تغير لون قدميك عندما تشعر بالبرودة، فهذه هي العلامة النهائية التي تدل على ضرورة زيارة طبيبك.
قد يكون التفسير الآخر لقدميك الباردتين هو أنك تفتقر إلى الحديد أو الفيتامين "بي 12″، إذ تساعد هذه الفيتامينات في نقل خلايا الدم بنجاح في جميع أنحاء الجسم، ومن دونها، فإن جسمك سوف "يحول الدم ويعطي الأولوية للأعضاء الأكثر حيوية مثل القلب والدماغ والجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى برودة الأطراف – اليدين والقدمين"، وذلك حسب اختصاصية التغذية المسجلة إيلا دافار. ويحدث هذا غالبا للأشخاص الذين يتجنبون المنتجات الحيوانية، مثل النباتيين، وكذلك الذين يتبعون الحِمْيات.
5- تقصف الأظافر
أشارت الكاتبة إلى أن الطقس البارد في فصل الشتاء يمكن أن يلعب دورا في إتلاف أظافرك، ولكن قد تكون الأظافر الهشة أيضا بسبب نقص الفيتامينات، وخاصة الحديد أو الفيتامين بي. ولحسن الحظ، من السهل إضافة هذه العناصر الغذائية إلى نظامك الغذائي. يقول الدكتور ماكنيني إن "الأغذية التي يمكن أن تحسّن هذه الحالة هي الفاكهة أو الخضروات الورقية أو البيض أو المكسرات أو الحبوب الكاملة".
6- الانتفاخ
يميل الكثير من الناس إلى الاعتقاد بأن الأكل هو السبب وراء الانتفاخ، ولكن إذا كنت منتفخا طوال الوقت فقد تكون هذه في الواقع طريقة جسمك لإخبارك بشرب المزيد من الماء.
عندما يفتقر جسمك إلى الماء، يحتفظ بالسائل الموجود به وبالتالي يجعلك تنتفخ. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون الكهارل (الأملاح) في جسمك غير متوازنة. ولحسن الحظ، هناك حل سهل لذلك، حيث توصي اختصاصية التغذية غابرييل تافور باستهلاك المشروبات التي تعتمد على الماء مع كهارل مضافة، مثل ماء الخيار أو ماء جوز الهند.
7- تشنّج الجفن
من السهل أن تتضايق من تشنج الجفن المزعج، وعلى الرغم من أن هذه التشنجات ليس لها تأثير كبير على أجسامنا، فإنها تدل على وجود مشكلة. ويودّ جسمك من خلالها إخبارك بأنك بحاجة إلى مزيد من النوم. ومع ذلك، إذا تكررت الحالة عدة مرات، فقد تكون بحاجة لاستشارة الطبيب.
من جهتها، قالت الدكتورة أندريا بول، إن هذه الحالة "يمكن أن تكون علامة على الإصابة بالتصلب المتعدد (multiple sclerosis) في بعض الحالات النادرة".
والتصلب المتعدد مرض يصيب الجهاز العصبي المركزي، حيث يهاجم الجهاز المناعي مادة المايلين التي تغطي الألياف العصبية، مسببا بذلك مشاكل في الاتصال بين دماغك وبقية جسمك. ومع ذلك، من المهم فحص جميع الأسباب الكامنة التي قد تسبب تشنج جفنك.
8- تشقق الشفاه
قد يكون السبب وراء تشقق الشفاه أكثر من مجرد الهواء الجاف. بعبارة أخرى، يمكن للشمس والأطعمة الغنية بالتوابل وحتى وضع أحمر شفاه يدوم لفترة طويلة في أكثر من مناسبة أن يسبب تشقق شفتيك. وقد أوضحت اختصاصية التغذية المسجلة إيلا دافار أن "تشقق الشفاه يمكن أن يشير أيضا إلى نقص الفيتامينات في الجسم".
إذا كنت ترغب في الحد من جفاف وتشقق الشفاه، توصي دافار بتناول نظام غذائي قائم على الحديد والزنك، وهي عناصر غذائية يمكن العثور عليها في الخضار والمكسرات والبقوليات وحتى بكميات متواضعة في المأكولات البحرية واللحوم.
9- رائحة فم كريهة
يلجأ الكثير من الناس إلى تناول العلكة بنكهة النعناع للتخلص من رائحة الفم الكريهة. ومع ذلك، قد يكون السبب الرئيسي لذلك مقلقا. قالت اختصاصية الجراحة الفموية، الدكتورة جاكلين تومسيك إن "نظافة الأسنان الروتينية والسليمة هي المهمة الأساسية، نظرا لأن حوالي 80% من رائحة الفم الكريهة ناجمة عن وجود مشكلة في أفواهنا".
وتؤكد اختصاصية التغذية المسجّلة غابرييل تافور أن رائحة الفم الكريهة يمكن أن تكون أيضا "أحد أعراض الجفاف". فعندما لا تشرب كمية كافية من الماء، تفقد البكتيريا في فمك توازنها. وإذا بدأت البكتيريا في النمو بفمك بأعداد كبيرة، فإنك ستكون بحاجة إلى إيجاد حل ناجع بدلا من تناول علكة بطعم النعناع.
وفي حال كنت لا تزال تعاني من رائحة فم كريهة حتى بعد تغيير نظامك الغذائي اليومي وشرب الماء، فربما تعاني من مشكلة أخرى.
قالت تافور إنه "من المهم استشارة الطبيب، لأن رائحة الفم الكريهة يمكن أن تشير إلى الإصابة بمرض القلاع الفموي أو أي مرض آخر يستوجب تدخلا طبيا واستخدام مضاد حيوي".
10- التعرق الكثيف
من الطبيعي أن تتعرق في فصل الصيف، ولكن إذا كنت تتعرق باستمرار، فقد تكون هذه طريقة جسمك لإخبارك بأنك تعاني من مشكلة خطيرة.
وقد حذر اختصاصي الأقدام، الدكتور بيتر لوفاتو، من أن "التعرق المفرط يمكن أن يكون علامة على فرط نشاط الغدة الدرقية أو علامة تحذيرية مبكرة على الإصابة بنوبة قلبية"، مضيفا أن التعرّق يمكن أن يشير أيضا إلى حالات تتراوح بين انقطاع الطمث ومرض السل.
عندما يتعلق الأمر بالتعرق، هناك بعض العلامات التحذيرية التي ينبغي علينا جميعا مراعاتها، ففي حال وجدت نفسك تشعر بالغثيان أو الدوار أو حتى بالصداع، فقد يكون ذلك مدعاة للقلق. وقد يكون التعرق الفجائي أكثر من المعتاد مؤشرا آخر على ضرورة استشارة الطبيب.
وعلى الرغم من أن التعرق غالبا أمر غير مقلق، فإنه من الأفضل أن تطمئن على صحتك بدلا من الندم لاحقا. من جانبه، يوصي الدكتور لوفاتو "بضرورة زيارة الطبيب إذا كان التعرق المفرط يؤثر على حياتك بشكل كبير".
11- الشعور الدائم بالنعاس
في حال كنت تغفو أثناء النهار، فقد يكون ذلك إشارة إلى حاجة جسمك إلى الراحة وإلى مزيد من النوم. لذلك، يقوم الكثير من الناس بأخذ قيلولة، لكنهم لا يستطيعون النوم.
وحسب اختصاصي النوم الدكتور دانيال ريفكين، فإنه "من الشائع أن يُترجم الشعور بالنعاس أثناء النهار على أنه إرهاق وقلة نوم، في حين أنهما في الواقع مختلفان تماما".
قد يعني الشعور بالنعاس أثناء النهار المعاناة من مشكلة أخرى على غرار اتباع نظام غذائي غير متوازن، ويمكن أن يوفر تناول كمية كافية من الفواكه والخضروات لجسمك العناصر الغذائية الدقيقة التي يحتاجها للحفاظ على الطاقة طوال اليوم.
كما ينصح باستشارة اختصاصي نوم، إذ ربما تكون مصابا بانقطاع النفس الانسدادي النومي، وهي حالة مرضية تتصف بانسداد مجرى التنفس أثناء النوم، وعادة ما تجعل المصابين بها يشعرون بالنعاس أثناء النهار، كما قد تكون السبب في عدم شعورك بالراحة.
12- جفاف العين
مع تقدمنا في السن، تزداد مشكلة جفاف العين في الظهور بسبب انخفاض قدرة الجسم على تكوين الدموع، ولكن يمكن أن تصاب العيون التي تعاني من الجفاف بشكل مستمر بالعديد من المشاكل الخطيرة، لذلك من المهم تشخيص جفاف العين في أقرب وقت ممكن.
حتى مع وجود أدوية لعلاج جفاف العين، فإن بعض الأدوية التي تستخدمها قد تكون السبب في تعكر حالتك، وفي هذا السياق، كشفت الدكتورة أندريا بول، أن هناك أدوية يمكن أن تسبب جفاف العين كأثر جانبي، على غرار بعض أنواع مضادات الاكتئاب.
ولحماية عينيك من الجفاف، يوصى بالسماح لعينيك بالاستراحة أثناء العمل، واستخدام المرطب، وقطرات الدموع، وحتى تحريك شاشة الحاسوب إلى موضع منخفض حتى لا تضطر إلى الضغط على عينيك لرؤية ما يظهر على الشاشة.
13- الشعور الدائم بالعطش
إذا كنت تشرب كمية كافية من الماء ولكنك ما زلت لا تستطيع أن تروي عطشك، فربما يحاول جسمك أن يخبرك بأن هناك شيئا خطيرا يحدث لصحتك. من جانبها، حذرت اختصاصية التغذية إيلا دافار من ذلك الجفاف، إذ يعتبر من بين العلامات الأساسية المبكرة لمرض السكري.
وعندما لا ينتج جسمك كمية كافية من الإنسولين، يبدأ السكر البسيط الذي يسمى الغلوكوز في التراكم، مما يؤدي إلى فرط التبول، وبالتالي سترغب في شرب المزيد من السوائل لتعويض ما خسرته، ولكن بغض النظر عن مقدار السوائل التي تشربها، ستظل تشعر بالعطش. أما إذا وجدت أن شرب المزيد من السوائل لا يروي عطشك، فقد حان الوقت لزيارة طبيبك.
كيف تحافظ على صحة جسمك وتقاوم الشيخوخة؟
إن التقدم في العمر سُنة من سنن الحياة، ولا مهرب من التغيرات المصاحبة له على مظهرك، على غرار التجاعيد والشيب. ومع أن الإنسان غير قادر على إعادة الزمن للوراء، فإن اختصاصية التغذية تريستا بيست تؤكد أن بعض الفيتامينات يمكن أن تقلل من علامات التقدم في العمر. وحسب دكتور طب العظام سكوت أنطوان فإن الفيتامينات والمعادن تساعد في إبطاء شيخوخة الخلايا من خلال إزالة السموم التي تتراكم في الجسم بمرور الوقت.
وتقول الكاتبة كيلسي كالدرون إن هناك حلولا سهلة جدا للعديد من مشاكل الجسم، أغلبها تتضمن نظامنا الغذائي. وحسب اختصاصية التغذية غابرييل تافور، فإن "كل تغيير في صحتنا يبدأ من الداخل. وبالتالي، من المهم التركيز على أنماطنا الغذائية للحفاظ على صحتنا على أساس يومي".
وفي تقريرها الذي نشره موقع "إنسايدر" (INSIDER) الأميركي، استعرضت جوسلين سوليس موريرا قائمة بالفيتامينات التي تتمتع بخصائص مضادة للشيخوخة.
ونؤكد هنا على ضرورة الحصول على هذه المغذيات من مصادرها الطبيعية الغذائية، أما إذا أردت تناولها كمكملات غذائية، فاستشر الطبيب أولا، لأنه قد تكون لها مضاعفات إذا تم تناولها بتراكيز عالية كما في المكملات:
1- الكركمين
هذه المادة موجودة في نبات الكركم، ولها خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات على مستوى الخلايا، مما يعزز من صحة الجلد.
2- فيتامين سي
تشير مراجعة بحثية نشرت في عام 2017 إلى أن فيتامين "سي" (C) يساعد في تعزيز جهاز المناعة من خلال تكوين المزيد من الخلايا المناعية، كما أنه يحمي الجلد من الإجهاد التأكسدي. كما وجدت مراجعة أخرى تعود لعام 2017 أن هذا الفيتامين يحمي من الشيخوخة المبكرة.
ويمكن العثور على فيتامين "سي" في بعض الأطعمة مثل الحمضيات.
3- فيتامين دي
فيتامين "دي" (D) مهم في امتصاص الكالسيوم والفوسفات، وضروري لصحة العظام والعضلات. ويسهم الحفاظ على معدلات صحية من نسبة فيتامين "دي" في المساعدة على امتصاص الكالسيوم من الطعام، والحد من حدوث كسور العظام وهشاشتها عند الكبار في حال تناول جرعة يومية منه.
وبالنسبة للأطفال، فهو يساعد على بناء عظام قوية، ويمنع الكساح الذي يتسبب في تقوّس الأرجل والركبتين وضعف الأرجل.
وفيتامين "دي" يتشكل في الجسم نتيجة التعرض لأشعة الشمس، كما يمكن الحصول عليه من الأسماك الدهنية، وكذلك من صفار البيض وكبد البقر والأطعمة المدعمة كالحبوب والحليب.