ما هي أهم الميزات الطبية لنبتة البابونج؟ وكيف يمكن استعماله لتحسين الصحة؟ وما هي المحاذير؟ ومن الفئات التي لا يناسبها؟ الأجوبة في هذا التقرير الشامل.
"البابونج" (Chamomile) هو أحد أقدم الأعشاب الطبية التي عرفتها البشرية. ووفقا لـ"المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية-إن سي سي آي إتش" (The National Center for Complementary and Integrative Health-NCCIH) التابع للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، فقد وصف البابونج في الكتابات الطبية القديمة، وكان عشبا طبيا مهما في مصر القديمة واليونان وروما.
وهناك نوعان شائعان من البابونج:
"البابونج الألماني" (Chamomilla recutita)
"البابونج الروماني" (Chamaemelum nobile)
تحتوي أزهار البابونج المجففة على العديد من مركبات "التربينويد" (terpenoids) و"الفلافونويد" (flavonoids)، التي تساهم في خصائصها الطبية. وذلك وفقا لمراجعة بحثية نشرت في مجلة "موليكولار ميديسن ريبورتس" (Molecular Medicine Reports).
يعتبر شاي البابونج أحد أشهر أنواع شاي الأعشاب في العالم، ويستهلك منه حوالي مليون كوب يوميا. أكياس شاي البابونج متوفرة في السوق، وتحتوي على مسحوق زهرة البابونج، إما نقيا أو ممزوجا بأعشاب طبية شائعة أخرى.
الخصائص الطبية المحتملة للبابونج:
1- الالتهابات
تحتوي أزهار البابونج على 1-2% من الزيوت المتطايرة بما في ذلك "ألفا بيسابولول" (alpha-bisabolol) و"أكاسيد ألفا بيسابولول إيه آند بي" (alpha-bisabolol oxides A & B) و"ماتريسين" (matricin)، الذي عادة ما يتم تحويله في الجسم إلى "كامازولين" (chamazulene) وفلافونويدات أخرى، التي تمتلك خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للالتهاب.
أظهرت دراسة أجريت على متطوعين من البشر أن فلافونويد البابونج والزيوت الأساسية تخترق تحت سطح الجلد إلى طبقات الجلد العميقة. وهذا مهم لاستخدامها كعوامل موضعية مضادة للالتهاب. وتتضمن إحدى أنشطة البابونج المضادة للالتهابات تثبيط إفراز "البروستاغلاندين" (prostaglandin)، وهو مركب يؤدي دورا في الالتهاب.
2- نزلات البرد
تشير دراسات إلى أن استنشاق بخار مستخلص البابونج كان مفيدا في أعراض نزلات البرد. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذه النتائج.
3- أمراض الجهاز الهضمي
يستخدم البابونج تقليديا للعديد من أمراض الجهاز الهضمي، بما في ذلك اضطرابات الجهاز الهضمي، المغص، واضطراب المعدة، وانتفاخ البطن (الغازات). يعد البابونج مفيدا بشكل خاص في تبديد الغازات وتهدئة المعدة وإرخاء العضلات، التي تنقل الطعام عبر الأمعاء.
تشير الدراسات في النماذج قبل السريرية (لم تجر على البشر) إلى أن البابونج يثبط "هيليكوباكتر بيلوري" (Helicobacter pylori)، وهي البكتيريا التي يمكن أن تسهم في قرحة المعدة.
4- المساعدة على النوم
تم استخدام مستحضرات البابونج مثل الشاي والزيت العطري لعلاج الأرق، ويعتبر البابونج على نطاق واسع بمثابة مهدئ خفيف ومحفز للنوم. قد تكون التأثيرات المهدئة ناتجة عن احتوائه على الفلافونويد و"الأبيجينين" (apigenin)، الذي يرتبط بمستقبلات "البنزوديازيبين" (benzodiazepine) في الدماغ.
5- السكري
تشير دراسات إلى أن البابونج قد يخفف من ارتفاع السكر في الدم ومضاعفات مرض السكري عن طريق تثبيط مستويات السكر في الدم، وزيادة تخزين الغلايكوجين في الكبد؛ لكن هناك حاجة لدراسات إضافية لتقييم فائدة البابونج في إدارة مرض السكري.
6- التوتر والقلق
قد يساعد احتساء كوب من شاي البابونج على الاسترخاء والتقليل من اضطرابات القلق، وذلك وفقا لتقرير في دويتشه فيله.
7- تخفيف آلام الدورة الشهرية
أظهرت العديد من الدراسات أن شاي البابونج قد يكون قادرا على تقليل الألم والتشنجات التي تحدث أثناء الحيض.
8- صحة القلب
بفضل احتوائه على مركبات مثل الفلافونويد، يساعد البابونج على خفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول. مع ذلك إذا كنت مريضا بالقلب أو ارتفاع الكوليسترول أو ضغط الدم، فاستشر طبيبك قبل تناول البابونج، وناقش معه الفوائد المحتملة، وملاءمته لك.
ماذا عن سلامة استعمال البابونج؟
وفقا للمركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية في الولايات المتحدة من المحتمل أن يكون البابونج آمنا عند استخدامه بالكميات الشائعة في الشاي. كما أنه قد يكون آمنا عند استخدامه عن طريق الفم للأغراض الطبية على المدى القصير؛ لكن السلامة على المدى الطويل من استخدام البابونج على الجلد للأغراض الطبية غير معروفة.
الآثار الجانبية للبابونج غير شائعة، وقد تشمل الغثيان والدوار وتفاعلات الحساسية. حدثت حالات نادرة من الحساسية المفرطة (رد فعل تحسسي مهدد للحياة) لدى أشخاص تناولوا منتجات البابونج أو تعاملوا معها.
من المرجح أن يعاني الأشخاص من ردود فعل تحسسية تجاه البابونج إذا كانوا يعانون من حساسية تجاه النباتات ذات الصلة مثل الأقحوان. تم الإبلاغ عن تفاعلات بين البابونج و"السيكلوسبورين" (cyclosporine)، وهو دواء يستخدم لمنع رفض عمليات زرع الأعضاء، و"الوارفارين" (warfarin)، علاج مضاد لتجلط الدم، وهناك أسباب نظرية للاشتباه بأن البابونج قد يتفاعل مع أدوية أخرى أيضا.
لا يُعرف الكثير عما إذا كان من الآمن استخدام البابونج أثناء الحمل أو أثناء الرضاعة الطبيعية.
الاستخدام العشوائي أو غير السليم للبابونج يمكن أن يكون غير آمن وضارا. لذلك قبل تناول البابونج يجب عليك استشارة الطبيب، خاصة إذا كنت تتناول أي نوع من الأدوية؛ لأنه قد يتداخل معها. أيضا يجب استشارة الطبيب قبل تناول البابونج للمرأة الحامل والمرضع. كما يجب استشارة الطبيب قبل تناول البابونج بشكل مستمر يومي.
البابونج أو أية عشبة أو غذاء ليس علاجا لمرض السكري أو القلب، أو أي مرض حاد أو مزمن. البابونج ليس بديلا عن اتباع نمط غذائي صحي، والالتزام بأدوية وإرشادات الطبيب.
المصدر: الجزيرة نت