اعتصم أهالي حي سلوان في القدس المحتلة صباح اليوم الخميس، في أراضيهم الموجودة في حي وادي الربابة للتصدي لمحاولات الاحتلال تجريفها.
وأفادت مصادر مقدسية، أن العشرات من أهالي سلوان اعتصموا في منطقة حي وادي الربابة للدفاع عن أراضيهم التي أخطر الاحتلال بمصادرتها منذ أشهر لتنفيذ مخططات استيطانية.
وأكد الأهالي رفضهم اقتحام ما تسمى "سلطة حماية الطبيعة" التابعة للاحتلال أراضيهم في الحي وتجمهروا نساء ورجالا وأطفال لمنعهم بكل الوسائل المتاحة.
ووجه أهالي سلوان رسالتهم للاحتلال، بأن هذه أرضهم يملكون الأوراق الثبوتية التي تثبت ملكيتهم لها ولن يسمحوا للاحتلال بتنفيذ مخططاته فيها مهما كان الثمن.
وتناول المقدسيون فطورهم في أراضي وادي الربابة حيث يعتصمون ضد قرارات سلطة الاحتلال التي تهدف إلى مصادرة الأراضي والاستيلاء عليها.
ويقول أحد المعتصمين الذي تواجد منذ ساعات الصباح الأولى: "نحن هنا للتضامن مع اخوتنا أبناء سلوان في انتظار قرار محكمة الاحتلال في منع الاستيلاء عليها، وعلينا كلنا أن نكون يداً واحدة في مواجهة هذه القرارات".
وأشار أحد المعتصمين الى أن الاحتلال يحاول مصادرة الأراضي رغم معرفته بوجود أوراق رسمية، من خلال "سلطة الطبيعة" في محاولة منه للتلاعب فيحولها اليوم لحديقة، وغدا حديقة توراتية، وبعد ذلك مستوطنة.
ويحاول الاحتلال الاستيلاء على المنطقة من أجل تنفيذ مخططات استيطانية وحدائق ومسارات توراتية، وأوضح أحد المعتصمين: "ما يربطني في هذه الارض ليس قرارات المنع أو الأوراق انما ما يربطني فيها العقيدة والدم وأجدادي".
وقبل أيام تعرضت أراضي المواطنين في حي وادي الربابة التي تحمل الرقم 19 و20 وهي مساحات كبيرة تعود ملكيتها لعائلة سمرين لهجمة، حيث اقتحمها الاحتلال منذ الساعة السادسة صباحاً، وتصدى لهم الأهالي.
حماية الأرض
ودعا الليلة الماضية عبد الكريم أبو سنينة عضو لجنة الدفاع عن سلوان أهالي البلدة للمشاركة اليوم الخميس في اعتصام ضد إجراءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومحاولات الاستيلاء على أراضي المواطنين.
وحذر أبو سنينة من مغبة العزوف عن المشاركة بالاعتصامات والفعاليات مؤكداً أن النتيجة ستكون مؤلمة على الجميع حيث سيجد المستوطنون حجة لهم للسيطرة على المساكن والبيوت والأراضي.
وقال أبو سنينة، إن الاحتلال يعمل على بناء حي استيطاني مخصص لليهود الفرنسيين في أعلى حي وادي الربابة.
وأشار الى أن الاحتلال أعد البنية التحتية اللازمة لذلك في المنطقة، محذراً من أن الخطوة مقدمة لتحويلها إلى مستوطنة كما حدث مع 11 مستوطنة في الأراضي التي احتلت في العام 67، حيث أقام الاحتلال مستوطنات "جفعات زئيف وجيلو ومعالية أدوميم وجبل أبو غنيم"، في الأراضي التي صادرتها ما تسمى بـ"سلطة حماية الطبيعة" بحجة أنها مناطق خضراء.
وذكر أبو سنينة أن القضية الأهم في هذه الأيام والتي تحتاج إلى حملة إعلامية كاملة هي حي وادي الربابة الذي يحاول الاحتلال فرض واقع جديد فيه، حيث قام بمصادرة أراضيه وفرض سيطرته عليها بحجة أنها أراضي حدائق عامة وحدائق سياحية.
وتواصل جرافات الاحتلال أعمال التجريف في أراضي حي وادي الربابة في بلدة سلوان بالقدس المحتلة منذ عدة أيام.
وتعتبر بلدة سلوان الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك ومحرابه، حيث يحاول الاحتلال اقتلاع السكان منها من خلال مصادرة البيوت أو هدمها والاستيلاء على الأراضي واستهداف مقابرها، حيث يحاول اليوم تخريب مقبرة باب الرحمة وتجرفيها.
ويخضع المقدسيون اليوم لما يقارب 33 ألف قرار هدم، في مقابل بناء مئات آلاف الوحدات السكنية والاستيطانية، في حين يهجر حوالي نصف سكان مدينة القدس إلى خارجها بسبب منعهم من استصدار رخص بناء، وهدم ومصادرة منازلهم وأراضيهم.